تكريساً لوجود دولة فلسطين ونشراً لهويتها، بدأت السلطة الفلسطينية فرض قيود مشددة على دخول الطرود البريدية الحاملة للرمز البريدي الإسرائيلي إلى أراضيها، وذلك بعد عام ونصف العام على حصول الفلسطينيين على رمزهم البريدي الخاص.
وكانت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية أمهلت مع بداية العام الماضي المتسوقين وشركات البيع الإلكترونية سنة من أجل تحويل عناوينهم إلى فلسطين، وعدم استخدام اسم إسرائيل.
وتعمل السلطة الفلسطينية على تكريس الرمز البريدي الخاص بها ليصبح بديلاً عن الإسرائيلي عبر إجراءات عدة بدأت باتخاذها.
مسؤول العلاقات الدولية في البريد الفلسطيني عماد طميزي شدد على أنه "بعد اليوم لن يدخل أي طرد بريدي باسم إسرائيل إلى دولة فلسطين، وسنلاحق شركات التوصيل التي تقوم بذلك".
وقال طميزي لـ"اندبندنت عربية" إن "الجميع مجبرون على وضع اسم دولة فلسطين كعنوان لوصول طرودهم البريدية".
وأضاف أن البريد الفلسطيني يخوض منذ فترة طويلة مفاوضات مع شركات البيع الإلكترونية لوضع اسم دولة فلسطين على منصاتها، مشيراً إلى أن "ازدياد الطلبات على تلك الشركات من فلسطين سيجبرها على منح تسهيلات مالية في البيع".
ويلجأ معظم الفلسطينيين إلى وضع اسم إسرائيل على عناوين طرودهم البريدية بسبب توصيل عديد من شركات البيع الإلكترونية لمنتجاتها من دون رسوم شحن.
وتصل الطرود البريدية الحاملة للرمز البريدي لفلسطين إلى مطار "بن غوريون" في تل أبيب، ثم يتم شحنها إلى مركز جمارك فلسطيني بمدينة بيتونيا غرب رام الله، قبل أن توزع في المدن والبلدات.
وبحسب طميزي فإن البريد الفلسطيني تمكن من تسريع إجراءات نقل تلك الطرود من مطار تل أبيب إلى الفلسطينيين بحيث أصبحت تستغرق أياماً بعد أن كانت تمكث أشهراً عدة.
ومع أنه يقر بأن الشحن إلى فلسطين أغلى ثمناً من إسرائيل، أوضح طميزي أن انتقال الفلسطينيين إلى استخدام الرمز الخاص بهم سيدفع شركات الشحن العالمية إلى مساواتها مع تل أبيب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من ناحية أخرى اشتكى الشاب إياد من احتجاز البريد الفلسطيني طروداً له مدة أسبوعين بسبب وضع الرمز البريدي لإسرائيل، قبل أن يفرج عنها بعد تعهد شركة التوصيل بعدم تكرار ذلك.
وأبدى إياد تعجبه من ذلك السلوك، مشيراً إلى أن الطرود "تصل كلها إلى مطار تل أبيب، وبأنه لا يوجد للفلسطينيين معابر برية أو بحرية أو جوية، فكل شيء تتحكم به إسرائيل".
وأوضح طميزي أن أكثر من نصف الطلبات الواصلة إلى إسرائيل تكون لفلسطينيين، قائلاً إن "اعتيادهم على وضع اسم فلسطين سيساعد في تقليل رسوم الشحن".
بدوره شكك موظف في البريد الفلسطيني بجدوى وضع الرمز البريدي الخاص بسبب عدم سيطرة فلسطين على المعابر الحدودية.
وأتاح حصول فلسطين على العضوية غير الكاملة في الاتحاد الدولي للبريد امتلاك رمز خاص بها يتكون من الحرف (P) إضافة إلى سبعة أرقام.
وخلال عام 2020 رصد البريد الفلسطيني أكثر من سبعة آلاف انتهاك إسرائيلي للمواد البريدية ما بين فتح طرود أو حجزها أو استدعاء أصحابها للتحقيق معهم.
وقبل شهرين أطلق موقع التسوق الإلكتروني التركي حملة ترويج لمنتجاته للفلسطينيين في إطار التعاون بين السوق والبريد الفلسطيني بهدف التوسع دولياً وزيادة عدد مستخدميه.
ويأتي ذلك ضمن جهود البريد الفلسطيني لحشد التأييد الدولي لتفعيل العنونة والترميز البريدي الخاص به على الصعيد الدولي.
وتمكن البريد الفلسطيني من فتح خطوط التواصل والتعاون مع جميع دول العالم وعدد من الأسواق والمنصات الإلكترونية الفاعلة.