وسط استمرار الاحتجاجات المناهضة للسلطات في إيران أظهرت مقاطع مصورة بثت على مواقع التواصل الاجتماعي قيام قوات الأمن الإيرانية بإطلاق الغاز المسيل للدموع بالقرب من مدرسة للبنات في طهران، الإثنين 24 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد خلاف بين السلطات والطالبات على هواتفهن المحمولة.
وقالت وزارة التعليم الإيرانية إن أجهزة الطوارئ عالجت عديداً من الطالبات بسبب انخفاض ضغط الدم، ولكنها نفت دخول قوات الأمن المدرسة.
وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي قوات أمن مدججة بالسلاح خارج المدرسة، وأظهر مقطع مصور أفراد أمن على دراجات نارية وهم يطلقون عبوة غاز واحدة على الأقل.
واجتاحت إيران اضطرابات أثارتها وفاة مهسا أميني الكردية الإيرانية التي تبلغ من العمر 22 سنة، والتي احتجزتها "شرطة الأخلاق" بتهمة "ارتداء ملابس غير لائقة"، وتوفيت خلال احتجاز الشرطة لها. وتقول جماعات حقوقية إن أكثر من 200 شخص لقوا حتفهم في الحملة.
ولعبت النساء دوراً بارزاً في الاحتجاجات، وقام بعضهن بخلع وحرق الحجاب، وأثار موت عديد من الفتيات اللائي تردد أنهن لقين حتفهن خلال الاحتجاجات مزيداً من الغضب.
وقال طلاب وجماعات حقوقية إن التظاهرات استمرت، الإثنين، مع تجمع حاشد في جامعة بمدينة همدان الغربية، وهتف الطلاب بسقوط متحدث باسم الحكومة زار إحدى جامعات طهران.
وقالت وزارة التعليم إن صداماً وقع في المدرسة الثانوية بطهران بين موظفين وطالبات وأولياء أمور بعد أن أصر مدير المدرسة على فحص هواتف الفتيات.
وقالت مجموعة "تصوير 1500" النشطة على "تويتر" إن قوات بالزي الرسمي هاجمت المدرسة وأصيبت فتاة واحدة على الأقل، ولكن شرطة المدينة نفت روايتها.
وقالت شرطة طهران "بعد أنباء عن صدام قرب مدرسة ثانوية تم إرسال الشرطة إلى المنطقة، وحققت في المسألة التي تبين أنها معركة بين عدد من البلطجية". وأضافت أنه تم التعرف على المحرضين واعتقالهم.
اعتقالات
تقول جماعات حقوقية إن آلاف الأشخاص اعتقلوا في الحملة التي بدأت في بلدة سقز مسقط رأس أميني في شمال غربي إيران قبل أن تنتشر في جميع أنحاء البلاد. ودعا المتظاهرون إلى إنهاء حكم رجال الدين وإطاحة المرشد الأعلى علي خامنئي.
وذكرت وكالة "إرنا" نقلاً عن مسؤول قضائي أن محكمة في طهران وجهت، الإثنين، اتهامات لنحو 315 شخصاً اعتقلوا في "أعمال شغب" في الآونة الأخيرة بسبب "التجمع والتآمر بقصد الإضرار بالأمن القومي والدعاية ضد النظام وإثارة الفوضى العامة".
وقالت "وكالة أنباء فارس" إنه تم اعتقال 10 أشخاص في شمال غربي إيران لعملهم مع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد). وتتهم إسرائيل إيران بدعم هجمات المتشددين عليها، بينما تقول إيران إن إسرائيل نفذت عدداً من عمليات قتل مسؤولين إيرانيين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا نريد ضيفاً قاتلاً
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي احتجاجات مناهضة للحكومة في جامعات عدة، حيث هتف الطلاب "الموت لخامنئي".
وحذر خامنئي من أنه "لا ينبغي لأحد أن يجرؤ على الاعتقاد بقدرته على اقتلاع الجمهورية الإسلامية"، واتهم الخصوم بإثارة الاضطرابات، وذكر التلفزيون الرسمي أن ما لا يقل عن 26 من أفراد قوات الأمن لقوا حتفهم.
وأظهر مقطع مصور هتافات تقطع حديث المتحدث باسم الحكومة علي بهادوري جهرمي للطلاب في جامعة خاجة ناصر في طهران. وكان الطلاب يهتفون "امرأة، حياة، حرية" ويصيحون "لا نريد نظاماً فاسداً، لا نريد ضيفاً قاتلاً".
أطباء يدعون إلى التظاهر
من جانبهم، أعلن أعضاء منظمة النظام الطبي في طهران وأصفهان عن تنظيم تظاهرات يومي الأربعاء والخميس المقبلين، احتجاجاً على تدخل قوات الأمن في عمليات العلاج، وذلك تزامناً مع هجوم قوات الأمن الإيرانية على تجمع للأطباء في شيراز، وفق موقع "إيران إنترناشيونال".
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أظهرت تجمع عدد من الأطباء في شيراز أمام مبنى "النظام الطبي" ورفع الأطباء شعارات منها "الموت للديكتاتور".
وكان الأطباء الإيرانيون قد نشروا، خلال الأسابيع الماضية، بياناً طالبوا فيه بعدم استخدام سيارات الإسعاف لنقل القوات الأمنية من أجل قمع المحتجين وعدم تدخل هذه القوات في عمليات العلاج.
وأعلن أعضاء "النظام الطبي" في طهران أنهم سينظمون، الأربعاء المقبل، تجمعاً أمام المبنى، بحسب الموقع نفسه.
ودان أعضاء "النظام الطبي" دخول القوات الأمنية على البيئات العلاجية، وطالبوا بإتاحة بيئة مناسبة لتقديم الخدمات الطبية لجميع المصابين. كما طالب الأطباء بالحفاظ على سرية المعلومات الخاصة بالمصابين الذين يراجعون المراكز العلاجية في إيران والحفاظ على استقلالية نظام الطب الشرعي في البلاد للحيلولة دون هدم ثقة الجمهور في النظام الطبي.
وتضمن البيان مطالب أخرى للأطباء الإيرانيين، منها ضرورة الحفاظ على المجتمع أمام الأضرار البدنية والنفسية، لا سيما الأطفال والمراهقين، والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية للمعتقلين وأسرهم. كما نشر نحو 200 طبيب متخصصين في جراحة المخ والأعصاب في إيران بياناً عبروا فيه عن مطالب مماثلة.
وفي الوقت نفسه، طالب أعضاء "النظام الطبي" في محافظة أصفهان، وسط إيران، في بيان لهم، بتوفير ظروف آمنة لتنظيم تجمعات نقابية وإجراء حوار حول النهج الطبي والصحي المجتمعي، في مبنى "النظام الطبي" أو أي مكان آخر، يوم الخميس المقبل.
مقتل اثنين من الحرس الثوري
وقتل عنصران من الحرس الثوري الإيراني بإطلاق نار الثلاثاء في مدينة زاهدان مركز محافظة سيستان بلوشستان بجنوب شرقي البلاد، التي شهدت أحداثاً دامية بين محتجين وقوات الأمن في أواخر سبتمبر (أيلول)، وفق وكالة "تسنيم".
وأفادت الوكالة أن العنصرين في الحرس "العقيد مهدي ملاشاهي وجواد كيخا تعرضا لإطلاق نار من قبل مجهولين في مدينة زاهدان"، مشيرة إلى أن السلطات تحقق لمعرفة من نفذ الاعتداء.
وشهدت زاهدان الجمعة الماضي مسيرات شارك فيها المئات، ورددوا شعارات مناهضة للسلطات، وفق أشرطة مصوّرة.
وأشار الإعلام الرسمي إلى أن "مثيري شغب" تجمعوا قرب الجامع المكي في زاهدان "ورددوا هتافات وألقوا حجارة على المتاجر والسيارات والمصارف".
ونقلت الوكالة في حينه عن قائد الشرطة توقيف 57 من "مثيري الشغب".
وتقع سيستان-بلوشستان في جنوب شرق إيران على الحدود مع باكستان وأفغانستان، وغالبا ما تشهد مناوشات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعات مسلحّة.