ذكرت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، الأحد 23 أكتوبر (تشرين الأول)، أن الرئيس السابق دونالد ترمب جبان للغاية لينفذ أمر استدعاء من الكونغرس يجبره على الإدلاء بشهادته أمام لجنة خاصة تحقق في دوره في هجوم السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى الكابيتول.
وقالت بيلوسي في مقابلة مع شبكة "أم أس أن بي سي"، "لا أعتقد أنه رجل بما يكفي ليحضر. لا أعتقد أن المحامين سيرغبون في حضوره لأنه يتعين عليه الشهادة تحت القسم". وأضافت "سنرى ما إذا كان رجلاً بما يكفي ليحضر".
وأعلنت اللجنة المختارة، الجمعة، أنها أصدرت مذكرة استدعاء لترمب، ومنحته حتى الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) لتقديم مجموعة كبيرة من الوثائق المتعلقة بأنشطته قبل وبعد الهجوم الذي شنه أنصار الرئيس السابق في السادس من يناير. كما أبلغت اللجنة ترمب أنها تريده أن يحضر للإدلاء بشهادته يوم 14 نوفمبر أو قرب هذا التاريخ.
ومنذ أن خسر انتخابات 2020 يصر ترمب على أنه ضحية لتزوير واسع النطاق لأصوات الناخبين، وهو ادعاء فندته عشرات الدعاوى القضائية وعمليات التدقيق.
ومع ذلك، يدفع ترمب بأنه لم ينتهك القانون بما يشمل يوم أحداث الشغب في "الكابيتول"، وهو يشير دائماً إلى لجنة الكونغرس على أنها "لجنة غير مختارة"، واتهمها بشن هجمات سياسية غير عادلة عليه.
ووقع الهجوم على مبنى الكابيتول عندما حاول أنصار ترمب منع الكونغرس من التصديق رسمياً على الفوز الحاسم الذي حققه منافسه الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020.
علاقة شائكة
وتربط ترمب وبيلوسي علاقة شائكة منذ زمن، فقد قادت بيلوسي إجراءات لمساءلة ترمب مرتين، وظهرت الكراهية المتبادلة في بعض الأحيان على الملأ خلال فترة رئاسته.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ففي ختام خطاب ترمب عن "حالة الاتحاد" لعام 2020 أمام الكونغرس مزقت بيلوسي بازدراء نسخة مطبوعة من خطابه، بينما كانت تجلس خلفه خلال الحدث الذي أذاعته القنوات التلفزيونية. وجاء ذلك بعد وصول ترمب إلى المنصة في مجلس النواب لإلقاء الخطاب ورفضه مصافحة بيلوسي.
وقبل ذلك بعام عم الغضب اجتماعاً في البيت الأبيض بين ترمب وقادة الكونغرس في شأن السياسة الأميركية في سوريا، إذ تردد وقتها أن ترمب وصف بيلوسي بأنها "سياسية من الدرجة الثالثة"، وقال في وقت لاحق إنها "مختلة".
وفي أعقاب الاجتماع الذي غادره الديمقراطيون غضباً قالت بيلوسي للصحافيين خارج البيت الأبيض إن ترمب عانى "انهياراً".
"جرائم جنائية"
وصرحت النائبة الجمهورية ليز تشيني لبرنامج "ميت ذا بريس" على شبكة "إن بي سي"، الأحد، أن ترمب ارتكب على الأرجح عديداً من الجرائم الجنائية التي من المحتمل أن تلاحقه وزارة العدل قضائياً في شأنها.
وأوضحت تشيني، وهي من العضوين الجمهوريين في اللجنة المختارة بمجلس النواب "لقد كنا واضحين للغاية في شأن عدد من الجرائم الجنائية المختلفة التي من المحتمل أن تكون موضع أهمية هنا".
وقالت "لقد أظهر استعداده لاستخدام القوة لمحاولة وقف الانتقال السلمي للسلطة". ولم تذكر اتهامات جنائية محددة يمكن أن توصي بها اللجنة في تقرير منتظر بعد تحقيق استمر لأكثر من عام.
وتابعت تشيني التي فقدت دورها القيادي في الحزب الجمهوري بسبب انتقاداتها لترمب، وكذلك الانتخابات التمهيدية لعام 2022، "لقد قدمنا شهادة بأنه اعترف بخسارة (الانتخابات الرئاسية لعام 2020)".
وقالت "لكن حتى لو كنت تعتقد أنك فزت، فما كان لك أن ترسل حشداً مسلحاً إلى مبنى الكابيتول، وما كان لك أن تجلس لمدة 187 دقيقة وترفض وقف الهجوم بينما يقع. ولا يجوز لك كتابة تغريدة تحرض على مزيد من العنف".
ولم تذكر تشيني ما الذي ستفعله اللجنة إذا رفض ترمب التعاون مع أمر الاستدعاء.