يحتاج العالم إلى استثمارات بقيمة 100 تريليون دولار لإزالة الكربون والوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050، إذ تتطلب الصين ما يقرب من ربع الاستثمارات الخضراء، وفقاً لتقرير حديث.
وقالت "بي أن واي ميلون لإدارة الاستثمار" و"فاثوم للاستشارات، في تقرير حديث، إن الوصول إلى صافي انبعاثات الكربون الصفرية بحلول عام 2050 يعد أمراً حاسماً للحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى عتبة الاحترار العالمي الرئيسة البالغة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي.
وستحتاج الصين إلى 23.8 تريليون دولار من الاستثمارات الخضراء، أكثر من أي دولة أخرى، نظراً إلى حجم اقتصادها ووتيرة نموها السريعة، وفقاً لمعدي التقرير، كبير الاقتصاديين في "بي أن واي ميلون لإدارة الاستثمار" شاميك دهار، ورئيس اقتصادات المناخ في "فاثوم للاستشارات" بريان ديفيدسون.
أضافا "كان من المتوقع أن تنمو الصين بشكل أسرع من معظم الاقتصادات بين الآن وعام 2050، وستكون هناك حاجة إلى مزيد من الاستثمار، بما في ذلك الاستثمار الأخضر، لدعم هذا النمو".
وقال ديفيدسون خلال مؤتمر صحافي للإعلان عن التقرير "أولئك الأكثر تعرضاً لمخاطر التحول هم الذين يحتاجون إلى معظم الاستثمار للمساعدة في الوصول إلى صافي الصفر".
الوقود الأحفوري
ويلاحظ التقرير أن هناك حصة أعلى من المتوسط من إنتاج الكهرباء في الصين هي من الوقود الأحفوري، وأن لدى الناتج المحلي الإجمالي للبلاد كثافة أعلى من المتوسط لثاني أكسيد الكربون. ووفقاً لصحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست" نقلاً عن إدارة الطاقة الوطنية الصينية، فقد أنتجت محطات الطاقة التي تعمل بالفحم 60 في المئة من كهرباء الصين في عام 2021، مما يجعلها أكبر قطاع ينبعث من الكربون في البلاد، يليها قطاع الحديد والصلب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء في التقرير أنه في ظل تحديات التحول المناخي، فإن الصين في أمس الحاجة إلى رأس مال لإزالة الكربون، وسيكون تخصيص أكثر من نصف استثمارات الشركات الخضراء لهذه القطاعات أمراً حاسماً في تحقيق أهداف 2050.
أضاف التقرير أن الموردين الذين يزودون هذه الصناعات بوسائل إزالة الكربون قد يجنون أكبر الفوائد، ومن المرجح أن يكون بعض أكبر المستفيدين من الشركات المنتجة لتخزين البطاريات والبنية التحتية للشبكات والأنابيب لالتقاط الكربون والهيدروجين والغاز الطبيعي.
نصف الانبعاثات العالمية من آسيا
وكانت "جي بي مورغان" قد أفادت في تقرير في سبتمبر (أيلول) بأن نصف الانبعاثات العالمية يتم توليدها في آسيا، مما يجعل المنطقة بالغة الأهمية من حيث تأثيرها البيئي على جهود تغير المناخ.
وقالت رئيسة قسم أبحاث الأسهم في مجال الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في "جي بي مورغان" هانا لي إن الصين سوق وثيقة الصلة بالمستثمرين الصفريين، نظراً إلى التزام حيادية الكربون لعام 2020، ولكن في ضوء حصة الصين من الانبعاثات العالمية. وكانت لي تشير إلى تعهد الرئيس الصيني شي جينبينغ في سبتمبر 2020 بأن تحقق بلاده حياد الكربون بحلول عام 2060.
وقالت لي "الشركات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي حققت انخفاضاً في كثافة الانبعاثات تفوقت على السوق [بأكثر من] 15 في المئة على مدى العامين الماضيين". وأضافت أن هناك إمكانات قوية لإزالة الكربون في مرحلة مبكرة تمكن التقنيات من تكرار أداء السوق القوية لبطاريات السيارات الكهربائية والصناعات الكهروضوئية في الصين، ولمرة واحدة يصلون إلى نقطة تحول من حيث فاعلية الكلفة والاعتماد".