نقل تحقيق أجرته "اندبندنت" وشبكة "سكاي نيوز" عن مستوى رعاية المرضى في بعض المستشفيات، شكاوى فتيات يافعات أفدن فيها بأنه جرت معاملتهن كـ"حيوانات" وتم إهمال معاناتهن الصدمة، وذلك على مدى عقد من "الإساءات الممنهجة" التي دأبت على ممارستها مجموعة من مستشفيات الصحة العقلية في المملكة المتحدة.
وعلى الأثر، أطلقت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية البريطانية تحقيقاً في مزاعم 22 شابة كن مريضات في وحدات تابعة لـ"مجموعة هانتركومب" Huntercombe Group التي تدير ما لا يقل عن ستة مستشفيات للصحة العقلية للأطفال، وذلك في الفترة الممتدة من عام 2012 حتى هذه السنة.
وكشفت الفتيات عن أنهن عانين كثيراً من طرق العلاج المعتمدة في تلك المستشفيات، بما في ذلك تقييدهن بشكل "مؤلم"، واحتجازهن لساعات طويلة على يد ممرضين ذكور، إضافة إلى منعهن من الخروج لأشهر، ووضعهن داخل عنابر جدرانها ملطخة بالدم. وزعمن أنه كان يتعين عليهن تناول كمية هائلة من الأدوية المخدرة التي جعلتهن أشبه بمخلوقات "زومبي"، إضافة إلى إطعامهن بطريقة قسرية.
لكن على رغم سلسلة تقارير وشكاوى يعود تاريخها إلى سبعة أعوام جرى تقديمها للشرطة والجهات المنظمة، وتأكيد "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" Care Quality Commission (CQC) أن الوحدات الصحية كانت غير ملائمة، إلا أن هيئة "خدمات الصحة الوطنية" (أن أتش أس) NHS واصلت منح "مجموعة هانتركومب" مبلغاً بقيمة نحو 190 مليون جنيه استرليني (219 مليون دولار أميركي) منذ السنة المالية 2015-2016 لقاء استقبال أطفال في وحداتها لتلقي العلاج.
وكشف تحقيقنا من خلال إفادات بعض الشهود، ومضمون وثائق تم الاطلاع عليها بعد تقديم طلب بموجب "قانون حرية الحصول على المعلومات" Freedom of Information، وأخبار جرى تسريبها، عما يأتي:
- تلقت "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" أكثر من 700 بلاغ يتعلق بالسلامة الصحية والشخصية، بما فيها تقارير عن "حوادث مثيرة للقلق" وإثارة عدد من المخاوف المرتبطة "بالسلامة الجنسية".
- تم إخطار "هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" NHS England من خلال 195 تقريراً يتعلق بسلامة المرضى خلال العامين 2020 و2021.
- لفت تقرير داخلي في عام 2018 في "مستشفى ميدو لودج" Meadow Lodge hospital في نيوتن أبوت (وهو مغلق الآن)، أن الموظفين كانوا يستخدمون تعابير جنسية بذيئة وغير لائقة أمام المرضى.
- حققت شرطة ستافوردشير في 160 تقريراً تتعلق بمستشفى "هانتركومب ستافوردشير" Huntercombe Staffordshire، في الفترة الممتدة من عام 2015 و2022.
- ما بين مارس عام 2021 والسنة الجارية 2022، منحت "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" إذناً لـ29 مريضاً بالدخول إلى "مستشفى ميدينهيد" Maidenhead hospital بعد إخضاعه للمساءلة وبعض التدابير الخاصة.
آن لونغفيلد المفوضة السابقة لرعاية الأطفال التي تقود فريق عمل تابعاً لـ"أن أتش أس" يعنى برعاية المرضى الذين يجرى إدخالهم إلى المستشفيات، أعربت عن "قلقها الشديد" من نتائج التحقيق، وطالبت بإعادة تدقيق عاجل في وحدات "مستشفى ميدينهيد" - الذي بات معروفاً الآن باسم "تابلو مانور" Taplow Manor - و"مستشفى ستافوردشير" المعروف الآن باسم "آيفيتسي بانك هوسبيتال" Ivetsey Bank Hospital.
وتضيف لونغفيلد: "شعرت حقاً بالهول لدى استماعي لشهادات الشابات وإفادات أسرهن أيضاً. لقد حزنت جداً مما سمعته، لأن ما حصل كان له تأثير واضح في حياتهن، ليس فقط في المرحلة الماضية التي كن خلالها مرضى داخل أحد تلك المستشفيات، لكن أيضاً في المرحلة الراهنة من حياتهن اليوم. أعتقد أنه يحق لهن ولأهاليهن معرفة ما حصل في أسرع وقت، ويتعين أن يتلقين تطمينات من (لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية) حول التطورات الراهنة في شأن هذا الوضع".
وتجري "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" أيضاً تحقيقاً جنائياً بعد إطلاق أجهزة الشرطة تحقيقها الخاص بوفاة فتاة صغيرة داخل "مستشفى ميدنيهيد هانتركومب" في شهر فبراير (شباط) الماضي.
"لم أرغب في مواصلة العيش"
جميع المريضات اللاتي تحدثن مع "اندبندنت" وعددهن 22، تحدثن عن طرق معاملتهن من خلال تقييدهن بشكل مفرط لحريتهن في الحركة من جانب العاملين في وحدات "خدمات الصحة العقلية للأطفال والمراهقين التابعة لمجموعة هانتركومب" Huntercombe Child and Adolescent Mental Health Services CAMHS. وقد تم إجراء ثلاث مراجعات داخلية من جانب "مجموعة هانتركومب"، على أثر تقديم مريضات شكاوى ما بين عام 2020 وعام 2021، تبين من إحداها أن مريضة صغيرة السن قد تعرضت لـ"تقييد جسدي متكرر" تم اعتباره "قسرياً"، وجرى اللجوء إليه كطريقة مفضلة لعلاج هذه الحالة بحسب ما هو متعارف عليه كـ"تدخل طبي أولي" First-Line Intervention. ووجدت المراجعة أيضاً أن تقييد حرية المريضات قد استخدم كاستجابة "تلقائية" في إطار التعامل مع السلوكيات الصعبة.
آمبر رحمان تم تشخيصها بـ"اضطراب ما بعد الصدمة" Post-Traumatic Stress في أعقاب فترة وجودها في "مستشفى هانتركومب ميدينهيد". وتصف هذه الشابة التي وضعت في "وحدة اضطرابات الأكل والعناية المركزة للأطفال" PICU، كيف كان يقوم خمسة موظفين بالإمساك بها لإطعامها عنوة من خلال إدخال أنبوب في أنفها. وتضيف: "كنت أقول لهم إنني على شفير التقيؤ، لكنهم لم يستمعوا إليَّ. وعندما كنت أتقيأ كان يخرج الأنبوب من فمي... لكنهم كانوا يعاودون إدخاله ويحاولون إطعامي عنوة المرة تلو الأخرى... كنت أشعر بأنني على وشك مفارقة الحياة. وعندما كنت في المستشفى، لم أكن أقوى على الخروج. شعرت بأنني سأكون قادرة على وضع حد لحياتي، أكثر من تمكني من الخروج... لن أسمح لنفسي أبداً بالذهاب مرة أخرى إلى هذا المستشفى. إني أخشى ذلك أكثر من أي شيء على الإطلاق".
والدة آمبر، نيكي بروتون سميث، عبرت عن مخاوفها المتعلقة بالمستشفى و"لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية"، كما أعربت عن قلقها من "هيئة أن أتش أس أنغلاند" ونواب الدائرة التي تقطن فيها. وقالت، "لم تحصل ابنتي على الدعم الذي تحتاج إليه. من وجهة نظري، أنا أرى أنهم قضوا على جميع أنواع الاستقلالية والحرية ومختلف السبل التي من شأنها أن تسهم في تمكيننا".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أليس سويتينغ شابة أخرى تم إدخالها إلى الوحدة نفسها في عام 2021، وجرى تشخيصها أيضاً على أنها مصابة بـ"اضطراب ما بعد الصدمة". تقول لـ"اندبندنت": "لقد عوملت كحيوان. كان ذلك أمراً مروعاً، ما زال لدي الكثير من الكدمات نتيجة تقييدهم لي، وقيامهم بجري ودفعي أرضاً مرات عدة. كانوا يقيدونني تقريباً كل يوم مرات عدة ولساعات طويلة. وعلى ما أذكر فإن أطول مدة تم تقييدي خلالها كانت قرابة أربع ساعات ونصف الساعة".
في شهر مارس (آذار) الماضي، نشرت "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" تقريراً صنف "مستشفى ستافوردشير" على أنه "غير ملائم"، بينما مستشفى ميدينهيد" هو مصنف في الوقت الراهن على أنه "بحاجة إلى تحسين". غير أن بعض المزاعم المتعلقة بسوء الأداء التي تعود إلى ما قبل عام 2019، صدرت في وقت كان يصنف فيه المستشفيان على أنهما "جيدان".
كيرستي بيلي وهي إحدى المريضات اللاتي أدخلن إلى مستشفى "ستافوردشير" في عام 2012، قالت لـ"اندبندنت": "ليس لدي أدنى شك في أن (مجموعة هانتركومب) مذنبة بإخفاقات منهجية وإساءة معاملة". وقالت مريضة أخرى تدعى تيا ستيوارت، دخلت إلى مستشفى "ميدينهيد" في عام 2017، إن القيود "تركت على جسدها بقعاً سوداء وزرقاء".
وأضافت: "ما زلت أعاني صدمة نتيجة ذلك. ويمكنني وصف الفترة التي أمضيتها في (مستشفى هانتركومب ميدينهيد) بأنها كانت الأصعب في حياتي... لقد جعلتني أشعر بصدمة، وكان لها تأثير كبير في حياتي. في معظم الأيام، أستعيد تلك اللحظات التي أتذكر فيها الماضي، وذلك نتيجة الصدمة التي تسببوا بها لي، والأمور التي عانيتها".
دانييل ميدلتون التي كانت هي الأخرى مريضة داخلية في "مستشفى ميدينهيد" في الفترة الممتدة ما بين عام 2104 وعام 2016، تذكر حادثة حصلت لها مع أحد الممرضين الذكور.
وتقول، "وضع ركبته على ظهري بعد أن أوثق يدي، ثم طلب من شخص ما أن يمسك برأسي، وكان آخران يمسكان بساقي... لقد أثر ذلك فيَّ كثيراً. إن مجرد التفكير مرة أخرى بما جرى، يجعلني أجهش بالبكاء لأن هذا ما كانوا يقومون به طوال الوقت".
وتضيف: "وضع بطانية ثقيلة فوقي... وكان العاملون يسخرون من سقوط سروالي. أتذكر أنني بقيت أتساءل عن سبب حدوث ذلك لي".
علاجات جعلتني "أشعر بأنني زومبي"
بعض المتعالجات وصفن لجوء ممرضين في مستشفيي ميدينهيد وستافوردشير، إلى إعطائهن أدوية مضادة للذهان بشكل مكثف، خلال الفترة الممتدة من عام 2010 حتى عام 2022.
تيسا التي كانت مريضة في "مستشفى ميدينهيد" في عام 2020، عندما كانت تبلغ من العمر آنذاك 14 سنة، كانت تتناول الكثير من الأدوية الأمر الذي جعلها تغط في النوم 18 ساعة في اليوم، إلى جانب أدوية كانت قد وصفت لها بانتظام. وقالت إن الموظفين كانوا يعطونها جرعات بحسب الاقتضاء أربع مرات في اليوم.
وأكدت تيسا ووالدتاها كيم ودونا لـ"اندبندنت" أنهن أثرن مخاوف حول حقيقة إعطائها دواءً مخصصاً لشخص آخر. وتبين لاحقاً أن وصفتها الطبية كانت بالفعل لمريض آخر.
وبحسب والدتيها، وبعد الحصول أخيراً على إذن بخروجها من المستشفى، أبلغهما فريق تابع لـ"هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" أن ابنتهما أعطيت "كمية كبيرة من الأدوية، وأن أحداً لا يدري كيف حدث ذلك".
مريضة أخرى تدعى ريتشل مالون كانت في الثالثة عشرة من عمرها عندما تم إدخالها إلى "مستشفى ميدينهيد في الفترة الممتدة ما بين عام 2010 وعام 2014، أكدت لـ"اندبندنت" أن معدلات الأدوية التي كانت تتلقاها جعلتها "تشعر بأنها أشبه بزومبي". وأشارت إلى أن العاملين كانوا يسرون طالما بقيت كذلك.
أما لايرا ويليامز وهي مريضة أدخلت إلى مستشفيي ميدينهيد و"واتكومب هول" Watcombe Hall في منطقة توركي، منذ عام 2013 عندما كانت في الرابعة عشرة من عمرها، وحتى عام 2017، فتقول إن الموظفين كانوا "يفضلون إعطاءنا أقراص الأدوية بدلاً من التحدث معنا".
وإضافة إلى ما تقدم، أكد بعض المرضى لـ"اندبندنت" أن الأجنحة في مستشفيي ميدينهيد وستافوردشير كانت "قذرة" ومغطاة بالدماء والبراز.
تحقيق جنائي
من المعروف أن طفلين في الأقل توفيا داخل "وحدات الصحة العقلية للأطفال والمراهقين" التي تديرها "مجموعة هانتركومب"، في الفترة ما بين عام 2008 وعام 2017، وفقاً لتقارير فريق التحقيق. وفي عام 2017، أغلقت المجموعة المزودة لـ"الخدمات الصحية" وحدة في مستشفى توركاي حيث تم اكتشاف أن أحد الموظفين حاول التلاعب بمشاعر إحدى المريضات تمهيداً لمحاولة الاعتداء الجنسي عليها (ضمن سلوكيات تعرف بـSexual Grooming يستخدمها المعتدي للوصول إلى ضحية محتملة، وإكراهها على الموافقة على الإساءة الجنسية وتقليل خطر القبض عليه). وأشار التقرير إلى حالات من الاعتداء الجنسي على ثلاثة مرضى داخل مستشفى "واتكومب هول" Watcombe Hall.
وفي عام 2017، عثر العاملون على ميا تيذردج ميتة داخل "مستشفى هانتركومب" في نورفولك، الذي تم إغلاقه منذ ذلك الحين. ووجد أحد المحققين أن الموظفين لم يقوموا بالتحقق من وضع ميا كل 15 دقيقة وفقاً للتعليمات المحددة، حتى إنه في إحدى المرات، تركت بمفردها لمدة 57 دقيقة.
دانا راكليف إحدى المريضات التي تم إدخالها إلى "مستشفى ستافوردشير" في عام 2017 أبرزت للمحققين صوراً عدة لعاملين كانوا ينامون خارج غرفتها، بينما كان من المفترض أن يبقوا متيقظين لمراقبتها، بحسب إفادتها.
على رغم الوعود بتحسين هذا الوضع، فقد أثيرت مخاوف أخرى في "مستشفى ميدينهيد" في يوليو (تموز) من السنة الحالية 2022 في شأن "الممارسات السيئة" لجهة مراقبة المرضى.
وكشفت اللجنة المعنية وفق طلب الحصول على "حرية المعلومات" عن أن "هيئة خدمات الصحة الوطنية" أنفقت ما معدله 27 مليون جنيه استرليني (31 مليون دولار) سنوياً بين العامين 2015 و2016، وما بين عام 2021 وعام 2022، على عقود تتعلق برعاية الأطفال ضمن وحدات المرضى الداخليين لدى "مجموعة مستشفيات هانتركومب".
كريس دزيكيتي من "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" قال إن مجموعة "أكتيف كير" Active Care التي تولت إدارة أداء "مستشفيات هانتركومب" المتبقية في ديسمبر (كانون الأول) 2021، تخضع في الوقت الراهن "لمراقبة مستمرة ومشددة"، وستتخذ "جميع الإجراءات اللازمة عند الضرورة".
يشار إلى أنه بموجب القيود الراهنة، لا يمكن قبول المرضى في "مستشفى هانتركومب ميدينهيد" من دون الحصول على موافقة من "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية"، ومن الدكتورة سيلفيا تانغ الرئيسة التنفيذية لمجموعة "أكتيف كير". وقالت "هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا" إن فرقها في المناطق تجري اتصالات أسبوعية مع مزود خدمات الرعاية الصحية.
لكن العائلات أثارت مخاوف في شأن الطريقة التي تعاملت بها الجهات التنظيمية مع الشكاوى. وادعى ستيفن ليك، الذي أجبر على الكفاح من أجل الحصول على إذن بإخراج ابنته من "مستشفى ميدينهيد" هذه السنة، أن رد "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية" في ما يتعلق بطريقة رعاية ابنته كان "مريعاً"، وطلب منه بدلاً من ذلك رفع شكوى إلى المستشفى.
وقالت سيلفيا تانغ، إن معظم الحوادث المزعومة تعود إلى ما قبل تولي المجموعة المسؤولية عن مراقبة أداء تلك المستشفيات. وأضافت: "على الرغم من ذلك، نشعر بأسى وقلق شديدين لدى سماعنا عن التجارب التي عاناها المرضى، في وقت كانت فيه ولا تزال صحة وسلامة مرضانا تأتي دائماً في مقدم أولوياتنا، فيما تضم فرقنا الطبية مجموعة من أبرز المتخصصين المؤهلين والمتعاطفين مع المرضى".
المؤسسة التي تم التعاقد معها لتقديم الرعاية الصحية اللازمة، علقت بأنها تزود خدماتها بما يتطابق والمواصفات التي وضعتها "الكلية الملكية للأطباء النفسيين" Royal College of Psychiatrists و"المعهد الوطني للتميز السريري" National Institute of Clinical Excellence. وهي تخضع شأنها شأن المستشفيات الأخرى لرقابة "لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية".
من جهة أخرى، قالت إدارة الشركة السابقة المالكة لـ"مجموعة هانتركومب" التي تعرف الآن باسم "إلي إنفستمنتس" Eli Investments: "إننا نأسف لفشل المستشفيات وخدمات الرعاية المتخصصة التي كانت تديرها وتملكها مجموعتنا بشكل مستقل، في الوفاء بالمعايير المتوخاة للرعاية عالية الجودة. لقد بيعت (مجموعة هانتركومب) في مارس (آذار) 2021، ما جعل اثني عشر مستشفى ومركزاً لتقديم خدمات الرعاية المتخصصة كانت سابقاً خاضعة لها، تنضوي اليوم تحت مظلة مجموعة (أكتيف كير) التي نتمنى لها التوفيق في مهامها الراهنة".
أما هيئة "أن أتش أس إنغلاند" فقالت إنها أوضحت "مرات عدة" أن خدمات الصحة يجب أن توفر رعاية آمنة وعالية الجودة، "بغض النظر" عما إذا كانت تابعة لهيئة حكومية (خدمات الصحة الوطنية) أو خاصة".
وقال متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية: "إن الادعاءات التي أطلقت في شأن سوء المعاملة تثير قلقاً بالغاً. إن قمة أولوياتنا تتمثل في حرصنا الشديد على أن يتلقى جميع الأفراد الخاضعين للعلاج في مرافق الصحة النفسية رعاية آمنة وعالية الجودة، وأن تتم معاملتهم بكرامة واحترام".
وختم بالقول: "إننا نأخذ هذه التقارير على محمل الجد ونحقق في القضايا التي يتم رفعها إلينا، إضافة إلى ذلك، نحن نعمل بالتعاون مع (هيئة خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا) و(لجنة مراقبة جودة الرعاية الصحية)، للتأكد من أن جميع منشآت الصحة النفسية للمرضى الداخليين تقدم مستوى الرعاية الذي نتوقعه منها".
© The Independent