يتنقل جوني ديب من قاعة محكمة إلى أخرى، في محاولة لإقناع العالم بأنه "لم يمارس العنف" يوماً ضد النساء، وذلك بعد مرور أكثر من عام على إدانته من قبل المحكمة العليا في لندن بضرب الممثلة آمبر هيرد حينما كانت زوجته.
هذه الأيام يبحث ديب عن مخرج، ويتلو شهادات مؤثرة واحدة تلو الأخرى ليبرئ ساحته، إذ يخوض قضية مشابهة ضد هيرد هذه المرة بمحكمة فيرجينيا بالولايات المتحدة الأميركية، على أمل أن ينظف سمعته التي لطختها إدانة الضرب، وعلى أثرها خسر أدواراً متعددة، وقاطعته كبرى شركات هوليوود، على الرغم من تاريخه الحافل كممثل مهم. الحقيقة أن نجم "قراصنة الكاريبي" ليس وحده، لكن الظروف فقط تغيرت.
يوجد نجوم عالميون كثر اعترفوا صراحة بأنهم لا يجدون أزمة في ضرب النساء، بينهم من دانته السلطات بهذا الفعل، لكن تلك الجريمة كان مكانها أروقة المحاكم فقط، ولم تكن تتعدى عقوبتها الغرامة المالية أو قضاء خدمة مجتمعية قصيرة المدى، لكن الآن الصدى بات ممتداً وعلى صعد متعددة.
شون كونري ضارب النساء الأشهر
من أبرز فصول قضية جوني ديب وآمبر هيرد أن الأخيرة تؤكد محاولة خنقها وسحلها أرضاً، فيما هو يسوق تهماً مضادة بأنها قطعت جزءاً من إصبعه في نوبة عنف طاحنة، ولم تكن تتوقف عن ضربه حينما تثور أعصابها، إذ يطالب كل منهما بتعويضات بعشرات الملايين من الدولارات جراء الأذى الذي تعرض له من الآخر، فيما كل ما يهم جوني ديب هو استرجاع شعبيته وعمله ومستقبله الذي قضت عليه تلك الاتهامات.
النجم الاسكتنلدي الراحل شون كونري، أحد أبرز من أدى دور العميل الوسيم اللطيف جيمس بوند، كانت قد اتهمته زوجته السابقة الأسترالية الراحلة ديان سلينتو بأنه ضربها في ليلة الزفاف، وتسبب لها في كدمات واضحة بوجهها، وعلى الرغم من أن كونري حاول أن يكذب هذه الرواية، فإن لقاءاته حفلت في ما بعد بتأكيده تلك الفكرة، حين قال إنه لا يمانع ضرب النساء أبداً، بل تحدث عن الطريقة المثلى لضربهن!
وقتها كانت مؤسسات الفن تتسامح مع تلك الحوادث على الرغم من قسوتها، فلم يخسر أحد من المشاهير دوراً أو جولة غنائية بسبب اعتدائه بالضرب على النساء، لكن بفضل جماعات الضغط في الوقت الحالي لم يعد هناك مجال للتغاضي عن السلوك الشخصي العدواني، فالعنف ليس وجهة نظر، وسلوك الاعتداء بين الشركاء يحاسب عليه الشخص المعتدي خارج هذا الإطار، فيما قبل سنوات كان ينظر إلى مثل تلك الأفعال، على أنها مجرد أمور شخصية لا يتردد صداها سوى لوقت قليل بين الجماهير التي كانت تتداولها على أنها نميمة مسلية لا أكثر.
نجوم هوليوود متهمون
ومن بين أمثلة التسامح ما حدث مع المغني كريس براون، الذي قضى عقوبة الحبس بعد إدانته بضرب صديقته النجمة ريهانا عام 2009، حينما تكررت حوادث ضربه لها، وعلى أثر ذلك انخرط في الخدمة المجتمعية عقوبة له في إحدى المرات، لكنه ظل يقدم الأغنيات ويقيم الحفلات، ولم تدر له شركات الأسطوانات ظهرها على الرغم من ظهور ريهانا أكثر من مرة ووجهها مغطى بالكدمات الزرقاء جراء ضرب كريس براون لها، كما أنها كشفت عن تفاصيل تلك الوقائع في لقاءات متعددة، بينها تصريحات لها مع أوبرا وينفري، والأخيرة بدورها كانت ضحية للعنف الأسري منذ طفولتها.
واحدة من بين كل ثلاث نساء على مستوى العالم تتعرض للعنف المنزلي من قبل شريك الحياة بحسب ما أكدته منظمة الصحة العالمية في تقرير نشرته العام الماضي، كما أن النسبة نفسها مخيفة، فهذا يعني أن ثلث النساء في العالم يعانين الاعتداء، وكثير من المعتدين على ما يبدو في مجال السينما العالمية، فحتى وقت قريب كانت تصريحات مشاهير العالم عن تعنيفهم لشريكاتهم أمراً غير مخجل بالنسبة إليهم، وبينهم أليك بالدوين الذي لم يجد حرجاً في أن يكشف عن اعتدائه على زوجته الأولى بالمضرب!
ومعروف أن بالديون يمارس العنف البدني مراراً، إذ وثقت الكاميرات أكثر من حادثة مماثلة له، ومثله المغني الراحل جون لينون الذي قال صراحة إنه كان معتاداً على ضرب النساء، فكان يعنف أي امرأة يرتبط بها وبينهن زوجته الأولى، وعلى الرغم من ذلك فقد ظل يتمتع بشعبية كبيرة حتى بعد مرور 42 عاماً على وفاته.
نيكولاس كيدج وسلمان خان على القائمة
وقبل أكثر من عشر سنوات ألقت الشرطة القبض على النجم الأميركي نيكولاس كيدج، بعد أن ضرب زوجته، وفي ما بعد تعددت شكاوى زوجاته منه، واتهمنه بالعنف، فيما اشتكت مادونا في عام 1988 من اعتداء زوجها آنذاك النجم شون بن عليها بالضرب، لكنها عادت ونفت تلك المزاعم على الرغم من أنها كانت تقدمت بشكوى رسمية ضده للشرطة.
وفي بوليوود تعددت الحوادث أيضاً، حيث اعتدى الممثل سلمان خان بالضرب على إيشوريا راي حينما كان مرتبطاً بها في نهاية التسعينيات، وذلك بحسب شهادة موثقة بالفيديو لإيشوريا راي، ومثلها عانت فنانات عالميات بارزات من عنف منزلي من قبل شركائهن، وبينهن هالي بيري التي فقدت السمع في إحدى أذنيها لبعض الوقت جراء صفعة قوية من صديق سابق لها.
فيما عانت الراحلة ويتني هيوستن الأمرّين من زوجها المغني بوبي براون، إذ اعتقل من قبل الشرطة بالفعل عام 2013، بسبب تعديه عليها بالضرب، والقائمة تضم كثيرات غيرهن مثل ماريا كاري، وباميلا أندرسون ولاتويا جاكسون.
