تتصاعد الانتقادات تجاه قطر وتنظيمها بطولة كأس العالم لكرة القدم بشكل غير مسبوق قبل ثلاثة أسابيع من انطلاق المونديال. وآخر تلك الانتقادات جاءت من برلين، مما ينذر بأزمة تلوح في أفق الدوحة التي أبدت غضبها يوم أمس 28 أكتوبر (تشرين الأول)، بعد استدعاء السفير الألماني وتسليمه بياناً احتجاجياً.
واليوم، دان مجلس التعاون الخليجي التصريحات الألمانية، وقال إنها تمثل "انتهاكاً للأعراف والتقاليد الدبلوماسية".
التصريحات الألمانية تأتي بعد نحو أربعة أيام فقط من كلمة لحاكم قطر الشيخ تميم بن حمد قال فيها إن بلاده تتعرض "لحملة غير مسبوقة" في شأن الاستعدادات لاستضافة كأس العالم.
وأثارت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيرز غضب الدوحة بتصريحات تلفزيونية قالت فيها إن "استضافة قطر المونديال كانت بالنسبة إلى الحكومة الألمانية صعبة للغاية".
وشددت فيرز على أن "هناك معايير يجب الالتزام بها، ومن الأفضل عدم منح شرف تنظيم البطولات لمثل دول كهذه"، مما دعا الخارجية القطرية إلى استدعاء السفير الألماني كلاوديوس فيشباخ الذي سلمه مذكرة احتجاج.
وقالت الحكومة القطرية في بيان صدر ليل أمس إن "وزارة الخارجية استدعت سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدولة، وسلمته مذكرة احتجاج رسمية أعربت فيها عن خيبة أمل دولة قطر ورفضها التام وشجبها لتصريحات وزيرة الداخلية الألمانية في شأن استضافة قطر المونديال".
وأضافت الحكومة القطرية أن الأمين العام للوزارة أحمد بن حسن الحمادي سلم هذه المذكرة الاحتجاجية للسفير الألماني، مطالباً "بتوضيحات في شأن هذه التصريحات"، وهي أول مرة تستدعي فيها الدوحة سفيراً احتجاجاً على تصريح مسؤول في بلده في شأن استضافتها المونديال الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط.
إدانة خليجية
وندد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، السبت 29 أكتوبر، بتصريحات الوزيرة الألمانية في شأن بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها الإمارة الخليجية. واستنكر الحجرف تصريحات فيزر في بيان نشره الموقع الإلكتروني للمجلس الذي يضم دول الخليج الست، ومقره الرياض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد أمين عام المجلس "موقف دول مجلس التعاون الداعم لدولة قطر في التصدي لأي تدخل بشؤونها الداخلية من خلال نشر الادعاءات التي لا تخدم قيام علاقات طبيعية بين البلدين، بوصفها انتهاكاً للأعراف والتقاليد الدبلوماسية والقوانين الدولية". وأضاف أن "دولة قطر ماضية في تحقيق الإنجازات، وأن استضافتها بطولة كأس العالم 2022 تعد مصدر فخر واعتزاز مستحق".
في مرمى النقد
ومنذ حصولها على حق تنظيم أكثر البطولات الرياضية متابعة على مستوى العالم في 2010، تواجه قطر نيران الانتقادات والغضب، خصوصاً فيما يتعلق بحقوق "العمال المهاجرين وحقوق المثليين والنساء"، وليس آخرها ما قالته أمس الوزيرة الألمانية التي شددت على أنه "يجب أن نتأكد من ارتباط منح شرف الاستضافة والتنظيم بمعايير حقوق الإنسان".
فبالأمس أيضاً نظم الاتحاد الكندي لكرة القدم حملة للمطالبة "بتعزيز حقوق العمال ومجتمع الميم أثناء إقامة المونديال"، الذي يبدأ في 20 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وجاء في بيان الاتحاد الكندي أنه "يدعم السعي المستمر لتحقيق مزيد من التقدم حيال حقوق العمال والإدماج"، مضيفاً أن الاتحاد الدولي "(فيفا) نفسه أقر بأهمية هذه المسألة".