Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دعوات للتحقيق في مزاعم بانتهاكات في مرافق صحية بريطانية

حصري: التطور يأتي بعد أن كشفت "اندبندنت" عن مزاعم أثارتها 22 مريضة حول "انتهاكات منهجية" داخل مستشفيات متخصصة بالصحة العقلية للأطفال

وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية تفيد بأنها بدأت تحقيقاً في المزاعم (غيتي)

تحض دعوات الحكومة على إطلاق تحقيق علني في الخدمات المخصصة لمرضى الصحة العقلية بعد أن كشفت "اندبندنت" عن مزاعم بتعرض مريضات إلى "انتهاكات منهجية" في وحدات مخصصة للمرضى الداخليين.

فقد بين تحقيق مشترك أجري بالتعاون مع "سكاي نيوز" أن مراهقات في منشآت تديرها "مجموعة هانتركوم" Huntercombe Group عانين من اضطراب الإجهاد التالي للصدمة (post-traumatic stress disorder، أو PTSD) نتيجة لعلاجهن على رغم مئات التحذيرات التي وجهت إلى الجهات التنظيمية وهيئة الخدمات الصحية الوطنية.

والآن تواجه الحكومة دعوات تطالبها بمراجعة خدمات الرعاية الصحية العقلية بسبب مخاوف من أن تكون هذه الحالات "رأس جبل الجليد".

فقد دعت وزيرة الصحة العقلية في حكومة الظل العمالية الدكتورة روزنا ألين-خان إلى "مراجعة سريعة" من قبل الحكومة لخدمات الرعاية الصحية العقلية المخصصة للمرضى الداخليين، في حين حضت ديبورا كولز، الرئيسة التنفيذية لمؤسسة "إنكويست" الخيرية، وزير الصحة الجديد ستيف باركلي على إطلاق تحقيق علني قانوني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يذكر أن "اندبندنت" أوردت هذا الأسبوع مزاعم أطلقتها 22 مريضة حول وقوع "انتهاكات منهجية" بين عامي 2012 و2022 داخل مستشفيات للصحة العقلية للأطفال تديرها "مجموعة هانتركوم"، التي تتولى المسؤولية عن ست مستشفيات في الأقل للصحة العقلية للأطفال.

وأفادت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بأنها بدأت تحقيقاً في المزاعم التي أطلقتها الشابات الـ22. غير أنها لم تشاطر أي تفاصيل محددة عن التحقيق عندما سألتها "اندبندنت" ذلك.

وعقب الإعلان عن التحقيق، تقدم مزيد من المرضى بمزاعم تتعلق بحصولهم على رعاية سيئة.

وقالت السيدة كولز، "الأمر المذهل والصادم في شأن التحقيق هو أن هذه التحذيرات كلها لم تلق آذاناً صاغية (و) لم تتسبب في إطلاق استجابة. إنه مثال مرعب في شكل مطلق على مشكلة منهجية، ومن المؤسف أنها ليست أكثر من رأس جبل جليد.

وأضافت "أعتقد أن الأمر يتطلب تحقيقاً علنياً أوسع نطاقاً لضمان الكشف في شكل حاسم عن حقيقة ما يجري خلف الأبواب المغلقة لهذه المؤسسات. فهذه المؤسسات تتصرف في ظل شبه إفلات من العقاب، ولا تخضع إلى مراقبة وتفتيش متينين".

وأشارت "بدلاً من اعتبار الأمر معزولاً، أو إجراء مراجعات أو تحقيقات معزولة، يتعين علينا الحصول على تحقيق علني قانوني في خدمات الصحة العقلية والوفيات والأضرار الجسيمة التي تقع داخل هذه الأماكن".

ودعا "مركز الصحة العقلية" The Centre for Mental Health إلى "إصلاح" نظام الرعاية الصحية العقلية، الذي يعتبر أنه "يولد الظروف المناسبة لحدوث انتهاكات وسوء معاملة في خدمات الصحة العقلية المخصصة للمرضى الداخليين".

وقال أندي بل، نائب الرئيس التنفيذي في المؤسسة الخيرية، "يجب أن تكون خدمات الصحة العقلية للمرضى الداخليين مكاناً يسوده الأمان والاحترام والتعاطف للناس من مختلف الأعمار حين يشتد بهم المرض. من المؤسف أن هذه الحال لا تسود دوماً. ويتعين علينا أن نصلح النظام الذي يولد الظروف الملائمة لحدوث الانتهاكات وسوء المعاملة في مجال خدمات الصحة العقلية المخصصة للمرضى الداخليين".

وأضاف "ويتعين على الحكومة أن تستمر في تمويل التحسينات في خدمات الصحة العقلية في حين تتزايد الحاجة إليها في أعقاب الجائحة وأزمة تكلفة المعيشة. ويجب أن تحدث قانون الصحة العقلية لضمان أن الإكراه يستخدم بأقل وتيرة ممكنة وفي الحالات المطلوبة فقط. ويتعين على الفروع المحلية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية أن تضمن أن الخدمات التي تدفع تكاليفها آمنة وفاعلة، وألا يترك أحد لفترة أطول مما ينبغي في المستشفيات أو مراكز الرعاية الصحية بسبب الافتقار إلى الدعم المناسب للعودة إلى منزله".

وفي رسالة إلى وزير الصحة الجديد، اطلعت عليها "اندبندنت" و"سكاي نيوز"، قالت الدكتورة ألين-خان، "أثق أنكم توافقون على أن تقرير (سكاي نيوز) و(اندبندنت) الصادر بالأمس عن علاج شابات في وحدات للمرضى الداخليين تديرها (مجموعة هانتركوم) كان مقلقاً للغاية".

وأضافت "فالمرضى وعائلاتهم يتوقعون أن يكونوا آمنين في المواقع المخصصة للمرضى الداخليين. ومن المحزن إلى حد لا يصدق أن نسمع عن الاستخدام المفرط للضبط والظروف التي أبقيت فيها المريضات. ومع معاناة المريضات من اضطراب الإجهاد التالي للصدمة نتيجة لعلاجهن، لا يمكننا تجاهل الأثر البعيد الأجل لتجاربهن".

وقالت إن التحقيق كان "مثيراً للقلق" خصوصاً أنه جاء بعد أسابيع مما كشف عنه برنامج "بانوراما" Panorama [على قناة "بي بي سي"] وسلط الضوء على انتهاكات في "مستشفى الصحة العقلية في مانشستر الكبرى"، وتقرير عرضه برنامج "ديسباتشس" Dispatches [على القناة الرابعة] حول إخفاقات في مستشفيات مختلفة للصحة العقلية في إسكس.

وكتبت الدكتورة ألين–خان إلى وزيرة الصحة السابقة تيريز كوفي مرتين منذ نهاية سبتمبر (أيلول) عن المسائل، لكنها لم تتلق رداً.

وفي رسائلها طلبت من الحكومة أن تحدد ما إذا كانت ستجري مراجعة سريعة لخدمات الصحة العقلية المخصصة للمرضى الداخليين، إذ كتبت تقول، "من الواضح أن هناك نقصاً في الموظفين في المواقع المخصصة للمرضى الداخليين، إذ إن الآلاف من الوظائف في مجال الصحة العقلية شاغرة في مختلف أنحاء البلاد – فهل يمكنكم أن تحددوا ماذا تفعل الحكومة لمعالجة هذا الوضع؟ هناك أيضاً مخاوف شديدة الوضوح في شأن آلية الإبلاغ عن الشكاوى – فهل يمكنكم أن تحددوا الخطوط العريضة لما تقوم به الحكومة لضمان التعامل بجدية مع شكاوى المرضى في شأن الرعاية التي يتلقونها؟".

وقالت لـ"اندبندنت"، "إن فشل الحكومة في التعلم من إخفاقات الماضي، وتنفيذ التوصيات في شأن الحد من الضبط والفصل والعزل، يكلف الناس حياتهم ويصيب عديداً من المرضى بالصدمات النفسية المزمنة، كما يتضح من هذه التقارير. يتعين على الحكومة أن تجري مراجعة سريعة لخدمات الصحة العقلية المخصصة للمرضى الداخليين".

وأضافت "الفوضى التي سادت صفوف المحافظين أثناء الصيف تعني أن الحكومة لم تقارب المزاعم بحصول انتهاكات في المواقع الخاصة بالمرضى الداخليين – لأسابيع لم يكن هناك وزير عامل في مجال الصحة العقلية. أما حزب العمال فلديه خطة وقائية للصحة العقلية، تضمن قدرة كل شخص على الوصول إلى العلاج الذي يحتاج إليه في مجال الصحة العقلية في غضون أربعة أسابيع، وتضمن قدرة الأطفال والشباب على الوصول إلى الدعم في مجال الصحة العقلية في المدارس ومراكز الوصول المفتوح في مجتمعاتهم المحلية".

وجرى التواصل مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا للتعليق على المقال.

وتولت "مجموعة أكتيف كير" Active Care Group ملكية ما تبقى لدى "مجموعة هانتركوم" من مستشفيات في ديسمبر (كانون الأول) 2021. ورداً على تحقيق "اندبندنت"، قالت الدكتورة سيلفيا تانغ، الرئيسة التنفيذية للمجموعة، إن غالب الحوادث المزعومة تعود إلى تواريخ سابقة لتولي المجموعة الملكية.

وأضافت، "حتى مع ذلك، نشعر بحزن وقلق شديدين إزاء تجارب المريضات هذه، إذ إن رفاه مرضانا وصحتهم وسلامتهم كانت ولا تزال أولويتنا القصوى. ويقود فرقنا السريرية محترفون مؤهلون ومتعاطفون".

وقالت الجهة المالكة السابقة لـ"مجموعة هانتركوم"، وتسمى الآن "إيلي للاستثمارات" Eli Investments: "يؤسفنا أن هذه المستشفيات وخدمات الرعاية المتخصصة، التي كانت مملوكة ومدارة في شكل مستقل من قبل (مجموعة هانتركوم)، فشلت في تلبية المعايير المتوقعة للرعاية العالية الجودة".

وأضافت "لقد بيعت (مجموعة هانتركوم) في مارس (آذار) 2021، والآن أصبحت المستشفيات الـ12 وخدمات الرعاية المتخصصة التي كانت موضوع هذه الصفقة جزءاً من (مجموعة أكتيف كير). ونحن نتمنى لها الخير في عملياتها الجارية".

© The Independent

المزيد من صحة