أفردت مجلة "الفيصل" في عددها الجديد ملفاً حول الظواهر الصوفية الراهنة في العالم العربي، وحمل الملف سؤالًا مهمًّا: "الاهتمام بالتصوف... لماذا الآن؟". وسعت "الفيصل" في هذا الملف عن الصوفية، الذي يشارك فيه مفكرون وباحثون وأدباء عرب، إلى أن تتقصَّى مرامي الاهتمام بالصوفية، وكيف انتقل التصوف من الهامش إلى الواجهة، في لحظة يهيمن عليها التطرف والإرهاب ومعاداة الآخر، وتوضِّح مدى مقدرة الصوفية أو عدم مقدرتها على أن تكون بديلًا للمذاهب الإسلامية، وكيف يمكن أن تسهم في إشاعة السلام وترسيخ قيم المحبة والتعايش والقبول بالآخر. وتساءلت عن دور الغرب في الاهتمام بالصوفية وعقده الندوات، وهذا الاهتمام كما هو معروف، بدأ سياسيّاً بعيد أحداث الحادي عشر من سبتمبر(أيلول) 2011. وحفل الملف بإطلالة على الصوفية والمتصوفة، نساء ورجالًا، وتأمل في تجليات الصوفية في النص الأدبي وفي السينما. شارك في الملف: محمد بن الطيب، ورضوان السيد، وتركي الحمد، وسعاد الحكيم، وهيثم الجنابي، وعزيز الكبيطي إدريس، وحسن حنفي، وأمين صالح، وخالد محمد عبده، وشحاتة صيام، وزليخة أبو ريشة، وسمير المنزلاوي، وأحمد الشهاوي، ومحمد جبريل، وزيد الفضيل، وخالد العنزي، وسعود البلوي وآخرون.
حوار العدد أجراه ابراهيم غرايبة مع المفكر الأردني هشام غصيب الذي يقول ": "جرت محاولات عديدة لتأسيس المشروع العلمي في عصر النهضة العربية، لكنها ظلت محاولات فردية ومتفرقة، فتبددت من دون أن تتحول إلى تيار مؤسسي شامل وسائد".
ويواصل فيصل دراج كتابة سيرته الذاتية، فيكتب عن حسين مروة ومحمد دكروب ومهدي عامل، ومما يقوله عن الأخير: "كان حكاية وحده، غريبة مميزة غرابة أسمائه الثلاثة: مهدي يضعه على كتبه ودراساته، وحسن حمدان لتلامذته في الجامعة، وهلال بن زيتون، يوقّع به قصائد متأملة يكتبها بعد عناء النهار واعتدال الليل، كما كان يقول. أراد في أسمائه المتعددة أن تكون له أكثر من حياة".
ويكتب علي حرب عن "الثورات العربية: الدروس والتحديات"، ويذكر أن الأحداث في السودان، ثم في الجزائر، تفاجئ العرب والعالم بما لم يكن متوقعاً: موجات جديدة من الانتفاضات تقول إن الثورات العربية هي أمامنا.
أما زهية جويرو فتناقش دور المؤسسات التعليمية في مقاومة التطرف، وتقول إنّه لمن المؤسف أن تتحوّل مؤسّسات عريقة في حجم الأزهر بمصر والزيتونة بتونس والقرويين بالمغرب وغيرها إلى "حصون قروسطية مغلقة". في حين يسائل نجيب الخنيزي الأدوار التي تقوم بها هيئة الأمم المتحدة، مؤكدًا أنها حبيسة مراكز النفوذ، داعيًا إلى تجددها وتحررها. ويعيد رفعت سلام طرح سؤال قصيدة النثر، ويرى أنه بعد مرور نحو نصف قرن على بزوغ قصيدة النثر، لا تزال من دون إضافة نقدية أو نظرية، تزيل أثر التشوشات التي تضبب الأفق الثقافي العربي. ويتساءل فخري صالح: هل تموت الرواية أم تغير شكلها؟
في باب "دراسات" يكتب محمد مظلوم عن كتاب الأكاديمي الأميركي روبن روكسويل "مدينة البدايات... الحداثة الشعرية في بيروت" الصادر حديثاً عن جامعة برينستون. والكتاب يتناول تجربة مجلة "شعر" التي أسسها الشاعر يوسف الخال و"تحولات" أدونيس وحداثة بيروت.
وفي العدد الجديد يسرد الأكاديمي السعودي علي النملة تجربته العلمية مع المفكر التركي فؤاد سزكين في ألمانيا.
وفي "قضايا" يكتب محمد برادة عن أزمة الديمقراطية في فرنسا وأوروبا، كما يترجم حوارًا مع المفكر بيير روزانفالون حول الموضوع نفسه. وفي حوار مع فرانسيس فوكوياما يرى أن العالم المفتوح يتحول أكثر انغلاقًا وأقل ازدهارًا، مؤكدًا أن التهديدات الأكثر مكرًا ضد الليبرالية تأتي من داخل الدول الديمقراطية. ويكتب محمد سيد رصاص سيرة فكرية للمفكر الراحل الطيب تيزيني. أما هاني نديم فيسبر في "فضاءات" أغوار ثلاث شخصيات أدبية: الجواهري، وساراماغو، ومحمد شكري.
وتنشر "الفيصل" ترجمة لنص الشريط الذي أنجزته الناقدة المصرية صفاء فتحي حول الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا، ويتحدث فيه عن موضوعات عدة.
ويكتب جودت هوشيار في "ثقافات" عن أولغا إيفينسكايا... عشيقة باسترناك ومصدر إلهامه، وهي اعتُقلت وعاشت مهانة بسببه، وصودرت رسائلها ومخطوطاتها. ويستعيد منذر مصري شخصية عبد الله هوشة، في مقال بعنوان: "أُودِعُكَ أُمَّكَ الأرضَ".
وتحاور هدى الدغق الفنان التشكيلي السعودي أحمد ماطر الذي يتساءل: "ماذا غير البهجة تندفع داخل حصون الأعمال الفنية وهي تستجيب لذلك الشغف المحاط بالتربص والتحيّن والانتظار؟". وفي "موسيقى" نطالع مقالًا لألبير كامو حول موسيقى موتسارت (محمد محمود مصطفى). وتتأمل زينب الشيخ علي في "سينما" اللحظة السينمائية في السعودية.
أما كتاب العدد فجاء بعنوان: "الخطاب الإشهاري في النص الأدبي: دراسة تداولية" للدكتورة مريم الشنقيطي. والكتاب هو أجزاء من أطروحة أكاديمية نالت بموجبها المؤلفة درجة الدكتوراه، واختارت صحيفة "أخبار الأدب" (خلال ترؤس الروائي جمال الغيطاني لتحريرها)، لتكون موضوعًا للدراسة.