أكدت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية، الخميس الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، عودة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو للسلطة على رأس تحالف يميني.
وقد هنأ رئيس الوزراء يائير لبيد نتنياهو على فوزه.
ومن المنتظر أن ينهي فوز نتنياهو جموداً سياسياً غير مسبوق في إسرائيل بعد إجراء الانتخابات خمس مرات في أقل من أربع سنوات.
وفي هذه المرة، فاز نتنياهو، السياسي المهيمن على جيله، بأغلبية برلمانية واضحة بدعم من أحزاب قومية متطرفة وأحزاب دينية.
وأسفرت الانتخابات التي أجريت يوم الثلاثاء عن تراجع حزب رئيس الوزراء المنتهية ولايته والمنتمي إلى تيار الوسط لبيد وأعضاء ائتلافه غير التقليدي من المحافظين والليبراليين والعرب، الذين تمكنوا منذ وصولهم إلى السلطة قبل أكثر من 18 شهراً من تحقيق تقدم دبلوماسي مع تركيا ولبنان إلى جانب الحفاظ على نشاط الاقتصاد.
وفي وقت يتفاقم فيه الصراع مع الفلسطينيين من جديد ويؤجج التوتر بين اليهود والعرب داخل إسرائيل، حصل حزب "ليكود" اليميني بزعامة نتنياهو والأحزاب المنتمية للتوجه ذاته على 64 مقعداً في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً.
ويتعين أن يتلقى نتنياهو بعد ذلك تكليفاً رسمياً من رئيس البلاد بتشكيل الحكومة الجديدة وهي عملية قد تستغرق أسابيع.
هزة المركز - اليسار
أحدثت النتائج النهائية للانتخابات الإسرائيلية التي أفرزت كنيست بغالبية عظمى من أحزاب اليمين واليمين المتطرف ومن دون أي حزب يهودي يساري بعد سقوط "ميرتس"، هزة داخل معسكر المركز – اليسار، وأثارت نقاشاً عاصفاً وجهت خلاله التهم إلى لبيد، فيما أبقت النتيجة حتى بعد تراجع كتلة اليمين مقعداً، لنتنياهو إمكانية تشكيل حكومة.
وبين فلسطينيي الـ48 فقد سقط "حزب التجمع الوطني" الذي خاص الانتخابات خارج القائمة المشتركة برئاسة سامي أبو شحادة، إذ حصل على حوالى 136 ألف صوت لم تمكنه من تجاوز نسبة الحسم. وبسبب رفضه التوقيع على اتفاق فائض أصوات مع قائمة "الجبهة العربية للتغيير" برئاسة أيمن عودة وأحمد الطيبي لم تتوفر الإمكانية لاستغلال هذه الأوراق لتذهب هباء. والتقديرات بأنها كانت ستجلب للمشتركة ثمانية نواب ليتمثلوا بثمانية بدل الخمسة.
أما قائمة "العربية الموحدة" (الحركة الإسلامية) برئاسة منصور عباس فحصلت على خمسة مقاعد. وخلافاً لتخطيط عباس فلن تتمكن قائمته من دخول الحكومة لرفض نتنياهو الجلوس معه. وفي رد على سؤال بعد ظهور النتائج قال عباس إنه كان يتمنى ويأمل أن يدخل الائتلاف الحكومي "لكن نتنياهو، اليوم، لا يحتاج إلي فلديه أكثرية تضمن له حكومة ثابتة".
نتائج كارثية لحزب "ميرتس"
قادة حزب "ميرتس" لم يستوعبوا بعد خروجه من الحلبة السياسية المركزية في إسرائيل، أي الكنيست. واعتبرت رئيسة الحزب زهافا غلئون "نتائج الانتخابات عموماً ونتائج ميرتس خصوصاً بمثابة كارثة لميرتس، لإٍسرائيل ولي أنا على صعيد شخصي". أضافت غلئون "انتصار اليمين ليس انتصاراً حقيقياً. هناك عدد من الإسرائيليين يساوي عدد اليمين ممن يؤمنون بحقوق الإنسان وإنهاء الاحتلال والعدالة الاجتماعية. سنواصل القتال وفي النهاية سنفوز".
ومنذ صدور نتائج حزب "ميرتس" احتدم النقاش في المجتمع الإسرائيلي وبين قادة الأحزاب وسياسيين ووجهت الاتهامات إلى لبيد، فاعتبرت رئيسة الحزب، غلئون ومعها رئيسة حزب العمل، ميراف ميخائيلي حملة "الحزب الأكبر" التي أدارها لبيد لحزبه "يوجد مستقبل"، من دون أن يأخذ بالحسبان احتمال أن تؤدي إلى سقوط أحد حزبي الائتلاف "العمل" و"ميرتس".
مسؤولون في "ميرتس" حملوا رئيسة الحزب مسؤولية الفشل. وكذلك الأمر بالنسبة إلى "العمل" إذ قال مسؤول كبير فيه "كان العنوان على الحائط. العمل أدار معركة فتات مع ميرتس، ولا يمكن العودة إلى حملة المسكنة كل مرة. ميخائيلي ليس لها جمهور ولا مقترعون. من أنقذها هم المصوتون المخلصون والنشطاء التقليديون لحزب العمل ممن صوتوا للحزب من دون غاية، لا بفضل ميخائيلي بل رغماً عنها".
أضاف هذا المسؤول "نتوقع منها أن تستخلص العبر، وإلا فسنبعثها إلى بيتها. إذا لم تفعل هذا فسيدار ضدها صراع لاستبدالها. لا يصدق أن يكون حزب العمل يكافح في سبيل نسبة الحسم. ميراف هي فشل ذريع. وهي منقطعة عن الواقع".
غانتس لتبييض صورة نتنياهو
تعرض نتنياهو لمختلف الانتقادات المحلية والدولية لاعتماد حكومته على حزب برئاسة المتطرفين، بتسلئيل سموطرتس والأكثر تطرفاً منه إيتمار بن غفير، وفي وقت أعلن فيه قادة "المعسكر الوطني"، بيني غانتس وجدعون ساعر وغادي آيزنكوت أنهم سينتقلون إلى صفوف المعارضة بعد تشكيل نتنياهو الحكومة، كشفت جهات عن خطوات خلف الكواليس يقوم بها نتنياهو لضم "المعسكر الوطني" إلى حكومته، في محاولة للظهور أمام المجتمع الدولي والولايات المتحدة ومختلف الجهات الدولية والمحلية بأن حكومته شاملة ومتنوعة ولا تقتصر على بن غفير. وذكر سياسي مقرب من نتنياهو أن ما ورد من عدم تعامل واشنطن وبعض الدول مع حكومة تضم بن غفير هو تجن على نيات نتنياهو الذي يسعى إلى تشكيل حكومة شاملة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن جهات إسرائيلية أخرى رأت، بعد ما نقل عن مسؤول في البيت الأبيض صعوبة تعامل واشنطن مع بن غفير كوزير، أن هذا الموقف خطر ويشكل تطوراً غير مسبوق في العلاقات الإسرائيلية - الأميركية وسيؤثر بشكل سلبي جداً في العلاقات بين الدولتين".
ونقل عن مسؤول سياسي من ائتلاف حكومة التغيير السابقة أن "المعسكر الوطني قد يواجه حملة ضغوط من اليمين واليسار، في محاولة لإقناع أعضاء القائمة بالانضمام إلى حكومة نتنياهو، ضمن أهداف عدة بما في ذلك إضعاف قوة كتل الصهيونية الدينية وشاس ويهدوت هتوراة في الائتلاف المستقبلي".
وبنتيجة الانتخابات تكون قائمة "المعسكر الوطني" قد فشلت في المهمات الثلاث التي أعلنت عنها خلال الحملة الانتخابية، وهي جعل غانتس مرشحاً لرئاسة الحكومة، والعمل على أن تكون قائمة "المعسكر الوطني" كتلة مؤثرة في الكنيست، وتوسيع كتلة أحزاب الوسط - يسار بواسطة إقناع ناخبين في اليمين بالتصويت إليها.
العمل مع أميركا
وبينما تحفظت واشنطن على الإبداء العلني لأي تقييم بانتظار تشكيل الائتلاف الجديد في إسرائيل، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأربعاء على "القيم المشتركة" بين البلدين.
وأضاف "نأمل أن يواصل جميع المسؤولين في الحكومة الإسرائيلية التحلي بقيم المجتمع الديمقراطي المنفتح، بما في ذلك التسامح والاحترام للمجتمع بالكامل، لا سيما الأقليات".
وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل توماس نايدس إنه تحدث مع نتنياهو، وأبلغه بأنه يتطلع "للعمل معاً للحفاظ على الصلة التي تنفصم" بين البلدين.