تشارف خطط لبناء مصنع عملاق لإنتاج البطاريات على الانهيار، علماً أن تكلفته تبلغ 3.8 مليار جنيه استرليني (نحو 4.4 مليار دولار)، في تطور يثير تساؤلات جديدة حول قطاع السيارات في المملكة المتحدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي "بريكست".
كذلك تشكل المتاعب التي تواجهها شركة "بريتيشفولت" البريطانية الناشئة المعنية بالخطط إحراجاً كبيراً لبوريس جونسون– الذي أشاد بالشركة بوصفها جزءاً أساسياً من "الثورة الصناعية الخضراء" التي أعلنها في وقت سابق من هذا العام.
فالشركة التي خططت لإنشاء 300 وظيفة من خلال بناء المصنع في نورثمبرلاند تستعد لإعلان إعسارها بعد أن عانت أجل العثور على مستثمرين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المتوقع الآن سحب وعد بتقديم دعم مالي بقيمة 100 مليون جنيه، قطع حين كان رئيس الوزراء الحالي، ريشي سوناك لا يزال وزيراً للمالية، بينما لم يجر شراء المصنع بعد.
وبحسب ما أوردته صحيفة "فايننشال تايمز"، أنحت "بريتيشفولت" باللائمة في مشكلاتها على تدهور أوضاع السوق بعد غزو روسيا لأوكرانيا، ما جعلها تهدر ثلاثة ملايين جنيه نقداً كل شهر لدفع الرواتب.
لكن الشركة واجهت المشكلات مع توقع انتقال قطاع السيارات الرائد في المملكة المتحدة إلى أوروبا القارية ما لم يجر الفوز بسباق مع الزمن لبناء إنتاج للبطاريات.
وعام 2027 ستدخل قواعد تجارية جديدة حيز التنفيذ من ضمن برنامج "صنع في المملكة المتحدة"، لأغراض تتعلق بالرسوم الجمركية والحصص، في أعقاب القرار بترك السوق المشتركة التابعة للاتحاد الأوروبي.
وتنص "قواعد المنشأ" هذه على أن 55 في المئة على الأقل من قيمة السيارة التامة الصنع يجب أن تكون مستمدة من المملكة المتحدة أو الاتحاد الأوروبي، لتجنب فرض رسوم جمركية عقابية جديدة على الصادرات.
ومع التحول إلى السيارات الكهربائية، وكون البطارية الجزء الأكثر قيمة، بات من الأهمية بمكان إنتاجها محلياً، لكن المملكة المتحدة متأخرة كثيراً عن ألمانيا وغيرها من البلدان.
وقال وزير الأعمال في حكومة الظل العمالية جوناثان رينولدز: "هذه الأنباء المأساوية تذكير إضافي بأن الأزمة الاقتصادية التي صنعت في رئاسة الوزراء تكبد خسائر في الوظائف والاستثمار".
"لقد أصبح هذا المشهد مألوفاً في شكل مطلق، الشركات التي تفلس، والوظائف التي تضيع، والاستثمار في قطاعات المستقبل التي تصب في الخارج وليس في المملكة المتحدة".
وقالت ناومي سميث الرئيسة التنفيذية لمجموعة "الأفضل لبريطانيا" المتخصصة في الحملات، التي تريد إقامة علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي "ساهم بريكست بالفعل في القضاء على الآلاف من وظائف تصنيع السيارات المملكة المتحدة".
"لن تشكل خسارة هذا المصنع ضربة قاسية لشمال شرقي البلاد فحسب، بل ستشكل أيضاً رمزاً لفشل الحكومة في اغتنام فرص ثورة التكنولوجيا الخضراء أو الوفاء بوعدها بتوفير فرص عمل عالية الأجر وعالية المهارة بعد بريكست".
وكان من المتوقع أن تعلن الشركة إعسارها في وقت قريب هو الإثنين، بحسب ما أبلغت ثلاثة مصادر على علم بعملياتها صحيفة "فايننشال تايمز".
وقال ناطق باسم "بريتيشفولت" "تنص سياسة الشركة على عدم التعليق على التكهنات الدائرة في السوق".
© The Independent