قال جايك ساليفان مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن إن أوكرانيا "تحتاج بشدة" إلى معدات لدفاعاتها الجوية في "هذه اللحظة الحرجة" التي تنفذ روسيا فيها ضربات مكثفة على مواقع الطاقة الخاصة بها.
أضاف ساليفان خلال مؤتمر صحافي في مقر الرئاسة الأوكرانية "نحن ندرك الحاجة الشديدة لأنظمة الدفاع الجوي في هذا الوقت الحرج التي تمطر فيه روسيا والقوات الروسية صواريخ على البنى التحتية المدنية للبلاد".
وفي الأسابيع الماضية، كثفت روسيا ضرباتها على البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاعات في التيار الكهربائي في أنحاء البلاد.
وقام ساليفان بزيارة غير متوقعة لكييف، الجمعة الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث التقى الرئيس فولوديمير زيلينسكي ووزير الدفاع أوليكسي ريزنيكوف للتعبير، وفقاً للبيت الأبيض، عن "دعم واشنطن الثابت" في مواجهة الهجوم الروسي.
وصرح ساليفان للصحافيين في كييف "الأمر المهم التي أتيت لقوله... هو أن الولايات المتحدة ستكون بجانب أوكرانيا مهما طال أمد هذه المعركة. لن يتراجع دعمنا ولن يضعف".
تجديد الدبابات والمضادات الجوية الأوكرانية
في سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الأميركية الجمعة أن الولايات المتحدة ستمول تحديث دبابات "تي 72" وصواريخ "هاوك" أرض- جو، كجزء من حزمة مساعدات أمنية بقيمة 400 مليون دولار لأوكرانيا.
وتعد قدرات الدفاع الجوي والدروع على رأس قائمة المساعدة التي تطلبها أوكرانيا، غير أن دبابات "تي 72" تبقى أقل حداثة من الدبابات الألمانية "ليوبارد" أو "أبرامز" الأميركية التي تطلبها كييف.
وقالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحافيين إن "هذه الدبابات مصدرها صناعة الدفاع في جمهورية التشيك، والولايات المتحدة ستدفع من أجل تجديد 45 منها، وستقدم حكومة هولندا التزاماً مماثلًا" ليصل العدد إلى 90 دبابة "تي 72".
أضافت أن الدبابات من طراز "تي 72"، وهي دبابة من الحقبة السوفياتية، ستزود بـ"بصريات متقدمة واتصالات ودروع"، وسيكون بعضها جاهزاً بحلول نهاية ديسمبر (كانون الأول) وبعضها الآخر سيتم تسليمه في عام 2023.
ولدى سؤالها عن سبب عدم توفير مزيد من الدبابات الحديثة، أشارت سينغ إلى عوامل من بينها سهولة الاستخدام والكلفة.
وقالت "هناك دبابات يعرف الأوكرانيون كيف يستخدمونها في الميدان... إدخال دبابات قتال رئيسة جديدة مكلف للغاية وحساس من حيث التوقيت، وسيشكل مهمة ضخمة للقوات الأوكرانية".
كذلك تمول الحزمة تجديد صواريخ "هاوك" من المخزونات الأميركية، الأمر الذي يحمل أهمية بالنسبة إلى أوكرانيا في وقت تسعى فيه إلى رد الضربات الصاروخية والطائرات من دون طيار الروسية التي تستهدف مدنها والبنى التحتية للطاقة.
عواقب استخدام أسلحة نووية
قال وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الاقتصادية الكبرى، الجمعة الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، إن أي استخدام لأسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية من جانب روسيا سيُواجه بعواقب وخيمة، وجددوا دعوتهم إلى موسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال الوزراء في بيان مشترك، "الخطاب النووي الروسي غير المسؤول غير مقبول". وأضافوا، "ندعو روسيا مرة أخرى إلى إيقاف حربها العدوانية على أوكرانيا فوراً".
ووافقت مجموعة السبع على إنشاء "آلية تنسيق" لمساعدة أوكرانيا في إعادة بناء البنى التحتية التي تستهدفها روسيا.
وأوضح الوزراء بعد اجتماع في مدينة مونستر الألمانية، "اليوم أنشأنا آلية تنسيق لمجموعة السبع من أجل مساعدة أوكرانيا في إصلاح واستعادة والدفاع عن بنيتها التحتية الحيوية للطاقة والمياه".
اتفاق الحبوب
وحضّت الدول روسيا على تمديد اتفاق يسمح بمرور آمن لشحنات الحبوب من أوكرانيا، وفق ما أفاد مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية طلب عدم الكشف عن اسمه. وأضاف أن "الجميع اتفقوا على الحاجة إلى تمديد مبادرة البحر الأسود بشأن الحبوب". وأوضح أن دول مجموعة السبع تؤيد بشكل خاص جهود الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "لإقناع روسيا بتمديد الاتفاق".
واستؤنفت صادرات الحبوب من مرافئ أوكرانية الخميس بعد عودة روسيا إلى الاتفاق في نهاية يوليو (تموز) في إسطنبول. وهذا الاتفاق الذي تنتهي مفاعيله في 19 نوفمبر أتاح تصدير 10 ملايين طن من الحبوب ومنتجات زراعية أخرى اعتباراً من الأول من أغسطس (آب)، ما خفف أزمة غذائية عالمية نجمت عن الحرب في أوكرانيا.
مواجهة حتمية
في روسيا، قال الرئيس فلاديمير بوتين الجمعة إن مواجهة روسيا مع "النظام النازي الجديد" في كييف كانت حتمية.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن بوتين قوله الجمعة إن بلاده انتهت من تعبئة 318 ألف فرد للخدمة في القوات المسلحة.
وكان بوتين قد أعلن في 21 سبتمبر (أيلول) "تعبئة جزئية" في ظل تعرض قوات بلاده لسلسلة من الانتكاسات العسكرية في أوكرانيا. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن الخطوة ستشهد استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط للخدمة.
كما ذكرت "إنترفاكس" الجمعة أن الرئيس الروسي وقع قانوناً يسمح بتجنيد مرتكبي الجرائم الخطيرة. وأوضحت الوكالة أن القانون يستثني المدانين بارتكاب جرائم الاعتداء الجنسي على أطفال أو الخيانة أو التجسس أو الإرهاب.
"معركة مقدسة ضد الشيطان"
الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف وصف من جهته، الجمعة، حرب روسيا في أوكرانيا بأنها معركة مقدسة ضد الشيطان، محذراً من أن موسكو قادرة على إرسال كل أعدائها إلى نيران جهنم الأبدية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ميدفيديف، الذي وصف نفسه ذات مرة بأنه ليبرالي يدعو للحداثة عندما شغل منصب الرئيس من عام 2008 إلى 2012، إن موسكو تحارب "مدمني مخدرات نازيين مجانين" في أوكرانيا مدعومين من الغربيين الذين قال إن "لعابهم يسيل على أذقانهم من الانحلال".
ونفت أوكرانيا والغرب مراراً ما يقوله الرئيس الروسي بشأن أن أوكرانيا يحكمها فاشيون يضطهدون المتحدثين بالروسية. ويؤكدون من جانبهم أن الحرب تعكس نهماً روسياً وحشياً للسيطرة على الأراضي.
وفي رسالة بمناسبة يوم الوحدة الوطنية في روسيا، قال ميدفيديف الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي إن روسيا لديها أسلحة مختلفة تتضمن القدرة على "إرسال جميع أعدائنا إلى جهنم".
وتزايد خطاب ميدفيديف شراسة منذ بداية الحرب إلا أن وجهات نظره المنشورة تتوافق في بعض الأحيان مع اتجاهات التفكير على أعلى المستويات بين النخبة في الكرملين.
وقال ميدفيديف إن أسلحة الشيطان "أكاذيب متشابكة. وسلاحنا هو الحقيقة. ولهذا السبب قضيتنا هي الحق. ولذلك سيكون النصر حليفنا!".
بريطانيا وبولندا: التخويف لن ينفع
في المقابل، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، في بيان، إنه ونظيره البولندي ماتيوس مورافيسكي ناقشا الجمعة الوضع في بيلاروس واتفقا على ضرورة الاستمرار في توجيه رسالة قوية إلى روسيا مفادها أن التخويف لن يجدي نفعاً.
وجاء في البيان أن سوناك قال لمورافيسكي في مكالمة هاتفية، "في إطار جهود الردع عبر الجناح الشرقي، رفعت بريطانيا من قدرة قواتها وكثفت الأنشطة مع قوة التدخل السريع المشتركة في منطقة البلطيق".
وأفاد البيان، "اتفقا على ضرورة الاستمرار في توجيه رسالة قوية إلى بوتين مفادها أن التخويف لن يجدي نفعاً".
إجلاء خيرسون
ميدانياً، قال الرئيس الروسي الجمعة إنه ينبغي إجلاء المدنيين عن منطقة الصراع في خيرسون الأوكرانية، وذلك في أول إقرار منه بتدهور الأوضاع في المنطقة التي يزعم ضمها إلى بلاده.
وأبلغ بوتين نشطاء موالين للكرملين خلال احتفال بيوم الوحدة الوطنية الروسي، "بالطبع ينبغي الآن إخراج القاطنين في خيرسون من المنطقة التي تشهد العمليات الأشد خطراً لأنه لا ينبغي للمدنيين أن يعانوا".
وأذاع التلفزيون الرسمي تعليقات بوتين، التي جاءت من دون أن يُسأل بعدما أخبره أحد النشطاء عن عمله في توصيل الأعلام الروسية إلى خيرسون، كما نقلتها وكالة الإعلام الروسية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إجلاء "أكثر من خمسة آلاف" مدني "يومياً" من منازلهم منذ استئناف عمليات الإجلاء الثلاثاء في منطقة خيرسون. وأكدت الوزارة عبر تطبيق "تيليغرام"، أن "المهندسين العسكريين ينقلون يومياً ما يصل إلى 1200 مركبة مدنية، بين شاحنات وسيارات، إضافة إلى أكثر من خمسة آلاف مدني نحو الضفة الأخرى لنهر دنيبرو".
وخيرسون واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلن بوتين ضمها إلى روسيا في احتفالية بالكرملين في سبتمبر. ودعا مسؤولون نصبتهم روسيا في خيرسون المدنيين إلى مغادرة الجزء الغربي منها، وهو الجزء الذي استعادت القوات الأوكرانية السيطرة على بعض أراضيه في الأسابيع القليلة الماضية.
وأصدر كيريل ستريموسوف، نائب حاكم خيرسون المُعين من جانب روسيا، الخميس، مناشدات مصورة عدة للمواطنين يدعوهم إلى مغادرة الجزء الواقع منها على الضفة الغربية لنهر دنيبرو. وقال إن من المرجح أن تترك القوات الروسية الضفة الغربية من النهر لأوكرانيا قريباً.
وتعتبر منطقة خيرسون، التي وقع معظمها تحت سيطرة روسيا بعد فترة قصيرة من بدء الحملة العسكرية على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، ذات أهمية استراتيجية حيث تتحكم في الطريق البري المؤدي إلى شبه جزيرة القرم وجزء كبير من إمدادات المياه إليها. وكانت روسيا قد ضمت شبه جزيرة القرم في عام 2014.
وما زالت خيرسون هي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي فرضت روسيا سيطرتها عليها منذ فبراير. وأعلنت أوكرانيا شن هجوم مضاد في خيرسون في أغسطس وأخرجت القوات الروسية من جزء كبير من شمال المنطقة في سبتمبر.
وكان الجنرال سيرغي سوروفيكين، قائد القوات الروسية في أوكرانيا، قد أشار سابقاً إلى صعوبة الوضع في خيرسون.
إدانة أوكرانية
وفي وقت سابق الخميس، قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن كييف "تدين بشدة" عمليات "تهجير" سكان مناطق زابوريجيا وخصوصاً خيرسون حيث تنفذ روسيا "عمليات تهجير قسري". وأشارت الوزارة في بيان إلى أن "إدارة الاحتلال الروسي بدأت في عمليات تهجير جماعي قسري للسكان" من منطقة خيرسون، تحديداً من سكادوفسك وكاخوفكا إلى شبه جزيرة القرم أو إلى روسيا. وأضافت أن "روسيا تُقدم على عمليات مماثلة في مناطق زابوريجيا ولوغانسك ودونيتسك وكذلك في شبه جزيرة القرم".
وقالت الوزارة الأوكرانية إن عمليات التهجير هذه مصحوبة بـ"نهب من جانب المحتلين الروس لمؤسسات صناعية وثقافية وتعليمية وطبية، فضلاً عن منازل وشقق خاصة".
وتحدثت عن "معلومات مقلقة يجري تداولها أيضاً حول زرع القوات الروسية ألغاماً في محطة كاخوفسكايا لتوليد الطاقة الكهرومائية والتي قد يتسبب انفجارها في كارثة إنسانية واسعة النطاق".
ونددت الوزارة بعمليات "التهجير القسري" هذه، معتبرةً أنها انتهاك "جسيم للقانون الدولي"، مستشهدة بالمادة 49 من اتفاقية جنيف لعام 1949.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى إدانة روسيا وفرض عقوبات جديدة عليها وزيادة الدعم العسكري لمساعدة أوكرانيا على استعادة "الأراضي التي تحتلها" روسيا.