قصة مونديال 1958 وكتابة السطور الأولى في أسطورة الجوهرة بيليه

 توجت البرازيل باللقب المونديالي الأول في تاريخها وأصبحت أول دولة تحرز اللقب خارج قارتها بالتزامن مع اقتراب انطلاق بطولة كأس العالم قطر 2022، إلا أن هناك عديداً من النسخ السابقة للمونديال لن تمحى من الذاكرة والتاريخ بسبب المواقف التي حدثت.
وتعد بطولة كأس العالم 1958 من النسخ المونديالية المثيرة، حيث كانت هي النسخة السادسة وأقيمت في السويد، وشهدت هذه النسخة أول تتويج لمنتخب من خارج القارة العجوز وهو البرازيل باللقب الذي أقيم على أرض أوروبية، لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم.
وكان هناك حدث فريد، وهو أنه لأول مرة في تاريخ بطولات كأس العالم ظهرت التغطية التلفزيونية، رغم عدم تمكن دول شرق أوروبا من متابعتها بسبب عدم جاهزيتها لاستقبال البث.

شارك في البطولة 55 منتخباً بالأدوار التمهيدية، فيما تأهل 16 منتخباً من خلال التصفيات، وقسمت إلى أربع مجموعات متساوية، فتواجد في المجموعة الأولى ألمانيا الغربية وإيرلندا الشمالية وتشيكوسلوفاكيا والأرجنتين، فيما جاء في المجموعة الثانية كل من فرنسا واسكتلندا ويوغوسلافيا والباراغواي، أما المجموعة الثالثة فتواجد فيها هنغاريا وويلز والسويد والمكسيك، وكان في المجموعة الرابعة كل من إنجلترا والنمسا والاتحاد السوفياتي والبرازيل.
وأجريت عديد من التغييرات على قواعد هذه البطولة حيث ألغي الوقت الإضافي في حال التعادل، وإذا حصل الفريق الثاني والثالث من المجموعة على عدد النقاط نفسه، تجرى مباراة فاصلة بينهما لتحديد الفائز، وإذا كانت نتيجة هذه المباراة التعادل يتقرر اعتبار فارق الأهداف المسجلة له وعليه هو الحاسم، وإذا كانت هذه أيضاً متعادلة يحدد الفائز بالقرعة، لكن إذا تساوت نقاط المنتخب الأول والثاني في المجموعة كان فارق الأهداف هو الحاسم في تحديد المركز الأول.
وفي نصف النهائي واجه منتخب السويد نظيره ألمانيا الغربية في لقاء قوي للغاية، ولكن حسمه المنتخب السويدي بثلاثة أهداف مقابل هدف، أما نصف النهائي الآخر حقق منتخب البرازيل الفوز على فرنسا بخمسة أهداف مقابل هدفين.
المباراة النهائية كانت مثيرة للغاية، حيث احتضنها ملعب راسوندا الواقع في بلدية سولنا السويدية، والذي يتسع لـ 35 ألف متفرج، بين صاحب الضيافة منتخب السويد بقيادة نيلس ليدهولم و جونار غرين ومنتخب البرازيل بقيادة فافا مع جارينشيا و ماريو زاجالو وبيليه، حيث تمكن المنتخب البرازيلي قلب تأخره بهدف نظيف إلى فوز عريض قوامه 5-2، في لقاء شهد بداية اللاعب العالمي الملقب بالجوهرة السوداء بيليه في عمر لا يتجاوز 17 سنة، لتحصل البرازيل على اللقب العالمي الأول لها في بطولات كأس العالم.
وأصبح بيليه، وهو في عمر 17 سنة و249 يوماً، أصغر لاعب يفوز بكأس العالم، كما نجحت البرازيل في أن تصبح أول دولة تحرز اللقب خارج قارتها.
واستطاع بيليه أن يخلد الرقم 10، لكن من طريق الخطأ، حيث نسيت البرازيل إرسال أرقام لاعبيها إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم  فتم اختيارها بطريقة عشوائية، حيث حصل حارس المرمى جيلمار على الرقم ثلاثة، وقلب الدفاع زوزيمو على الرقم تسعة، وتصادف أن يحصل أسطورة البرازيل بيليه الرقم 10 الذي التصق بتاريخ اللعبة.