قال أحد كبار مستشاري الرئيس الأوكراني اليوم الإثنين 7 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إن كييف لم ترفض قط التفاوض مع موسكو وإنها مستعدة لإجراء محادثات مع رئيس روسيا المستقبلي، ولكن ليس فلاديمير بوتين.
وتأتي تعليقات ميخايلو بودولياك على تويتر عقب تقرير لصحيفة واشنطن بوست يوم السبت ورد فيه أن حكومة الرئيس الأميركي جو بايدن كانت تحث قادة أوكرانيا سرا على الإشارة إلى أنها منفتحة على التفاوض مع موسكو.
وكتب بودولياك على تويتر "لم ترفض أوكرانيا التفاوض قط. موقفنا من التفاوض معروف ومعلن"، قائلا إن روسيا ينبغي أن تسحب قواتها من أوكرانيا أولا.
وأضاف "هل بوتين مستعد؟ قطعا لا. لذلك، نحن واضحون في تقييمنا.. سنتحدث مع الرئيس القادم (لروسيا)".
في المقابل أحجم الكرملين، عن التعليق على تقرير صحيفة وول ستريت جورنال الذي يفيد بأن واشنطن أجرت محادثات غير معلنة مع كبار المسؤولين الروس حول تجنب المزيد من التصعيد في حرب أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، إنه بينما تظل روسيا "منفتحة" على المحادثات، فإنها غير قادرة على التفاوض مع كييف بسبب رفضها إجراء محادثات مع بلده.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، يوم الأحد، أن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أجرى محادثات غير معلنة مع كبار المسؤولين الروس على أمل تقليص خطر امتداد الحرب أو تصعيدها إلى صراع نووي.
صراع نووي
وفي تطور لافت، أجرى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان محادثات لم يتم الكشف عنها مع كبار المسؤولين الروس على أمل الحد من مخاطر امتداد الحرب في أوكرانيا أو تصعيدها إلى صراع نووي، وفقاً لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، الأحد السادس من نوفمبر.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وحلفاء قولهم إن كبير مساعدي الرئيس جو بايدن لشؤون الأمن القومي سوليفان أجرى محادثات سرية في الأشهر الأخيرة مع نظيره سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف، والتي لم يتم الكشف عنها.
ورفض البيت الأبيض التعليق على التقرير.
وجرت المحادثات التي وردت الأنباء في شأنها في الوقت الذي اتهم فيه الغرب موسكو بتكثيف الخطاب النووي، وكان آخرها اتهام كييف مراراً وتكراراً بالتخطيط لاستخدام "قنبلة قذرة" مشعة، من دون تقديم أدلة.
وسافر سوليفان إلى كييف، الجمعة، وتعهد دعم واشنطن "الثابت والقوي" لأوكرانيا.
هجمات أوكرانية شرسة
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا تتكبد خسائر فادحة في هجماتها "الشرسة" المستمرة في إقليم دونيتسك بشرق أوكرانيا وإنها تستعد لشن هجمات جديدة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.
وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور "الهجمات الروسية الشرسة على منطقة دونيتسك مستمرة. العدو يتكبد خسائر فادحة هناك".
ومضى قائلاً إنه يعتقد أن روسيا "تحشد القوات والموارد لاحتمال شن حملة هجمات أخرى على البنية التحتية، وعلى مرافق الطاقة في المقام الأول".
وتابع زيلينسكي في خطابه الليلي أن أكثر من 4.5 مليون مستهلك باتوا من دون كهرباء بالفعل. وأضاف "ندرك أن الدولة الإرهابية تركز قواتها ووسائلها لاحتمال تكرار الهجمات الشاملة على بنيتنا التحتية، أولاً وقبل كل شيء، الطاقة، لهذا كانت روسيا بحاجة إلى صواريخ إيرانية. نحن نستعد للرد."
القوة القاهرة
في الأثناء، قال سيرغي كوفالينكو، الرئيس التنفيذي لشركة "ياسنو"، وهي مورد رئيس للطاقة إلى العاصمة كييف في صفحته على "فيسبوك"، إن البلاد تواجه عجزاً بنسبة 32 بالمئة في إمدادات الكهرباء المتوقعة، الإثنين السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، ووصف الأمر بالقوة القاهرة.
في الوقت نفسه، نبهت سلطات الطاقة الوطنية إلى انقطاع مزمع في إمدادات الكهرباء، ولكنها أشارت إلى احتمال تطبيق المزيد من القيود في العاصمة والمنطقة المحيطة بها بالإضافة إلى ست مناطق أخرى في البلاد.
تدمير سفن مدنية
واتهم الجيش الأوكراني روسيا، الأحد، بتدمير على نطاق واسع لسفن مدنية راسية على ضفاف نهر دنيبرو في منطقة خيرسون الجنوبية التي تحاول القوات الأوكرانية الاستيلاء عليها.
وتمارس القوات الأوكرانية ضغوطاً على نظيرتها الروسية على الضفة الغربية لنهر دنيبرو الذي يقسم أوكرانيا، مما أثار تكهنات بأن القوات الروسية تستعد للتقهقر إلى الجانب الآخر.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية في بيان إن الوقود من السفن المدمرة تسرب إلى دلتا النهر، واتهم أيضاً القوات الروسية بمصادرة محركات السفن ومعدات أخرى.
ولم تقدم هيئة الأركان أي تفسير لتصرفات موسكو. وتدمير السفن المدنية سيمنع القوات الأوكرانية من استخدامها إذا قررت العبور إلى الجانب الشرقي في حالة أي انسحاب روسي. ولم تدل وزارة الدفاع الروسية بأي تعليق.
ويتوافق البيان مع التوتر المتصاعد في المنطقة، إذ قال المسؤولون الذين نصبتهم روسيا في المناطق المحتلة، الأحد، إن عملاً تخريبياً تسبب في انقطاع إمدادات الكهرباء والمياه في مدينة خيرسون وعدد من التجمعات السكنية.
انقطاع المياه والطاقة عن خيرسون
وانقطعت المياه والكهرباء عن مدينة خيرسون، الأحد، فيما تعرض سد كاخوفكا إلى "أضرار" بعد عمليتي قصف تبادلت موسكو وكييف الاتهامات في شأنهما.
وأكد رئيس الإدارة الإقليمية في خيرسون التي عينتها موسكو فلاديمير سالدو للتلفزيون الروسي "روسيا 24"، أن "اختصاصيين كهربائيين توجهوا بالفعل (إلى المكان) للقيام بأعمال الإصلاح، وينبغي أن يعود التيار الكهربائي".
وفي وقت سابق، كتبت السلطات المعينة من موسكو في بيان على "تيليغرام"، "نتيجة هجوم إرهابي نظمه الجانب الأوكراني، تضررت ثلاثة أبراج أسمنتية تحمل خطوط جهد عالٍ على محور بيريسلاف - كاخوفكا".
وأضافت، "حالياً، لا توجد كهرباء ولا ماء في المدينة وفي بعض أحياء المنطقة" التي ضمتها موسكو في نهاية سبتمبر (أيلول).
من جهته، قال رئيس الإدارة العسكرية الأوكرانية في منطقة خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش، إن "الجيش الروسي فجر خطوط التوتر العالي" على امتداد 1,5 كيلومتر في بريسلاف.
وأضاف أن "المحتلين دمروا خطوط التوتر العالي المؤدية إلى مدينة خيرسون"، مما تسبب في "مشكلات في الإمداد" للمدينة وبلديات أخرى. وهذا هو أول انقطاع معلن للكهرباء والماء في خيرسون التي يسيطر عليها الجيش الروسي منذ بدء هجومه في أوكرانيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ممثل أجهزة الطوارئ في خيرسون إن "أكثر من 10 بلدات في المنطقة (حالياً) من دون كهرباء"، بحسب ما نقلت عنه وكالات أنباء روسية.
تحولت خيرسون التي تسيطر عليها القوات الروسية منذ فبراير (شباط) إلى "حصن" في مواجهة القوات الأوكرانية التي تقترب منها منذ أسابيع عدة. ولم تستهدف قوات كييف حتى الآن البنية التحتية للطاقة الروسية إلا في ما ندر، وركزت على استهداف خطوط إمداد الجيش الروسي.
في المقابل، استهدفت روسيا مراراً البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، مما أدى إلى تدمير نحو 40 في المئة منها وانقطاع واسع في الكهرباء والمياه في عديد من المناطق ومن بينها العاصمة كييف.
في وقت سابق الأحد، تعرض سد كاخوفكا الذي يقع على بعد 60 كيلومتراً من خيرسون والخاضع للسيطرة الروسية، لقصف أوكراني من دون أن يسفر عن سقوط قتلى أو جرحى، وفق السلطات الروسية هناك.
من جهتها، أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن "هجوماً (أوكرانياً) شُن على مبنى (في كاخوفكا يضم نحو 200 جندي من العدو"، مضيفة أن الروس "يخفون بعناية تداعيات هذا الهجوم".
وفي وقت سابق، نقلت وكالات الأنباء عن أجهزة الطوارئ أن "الأحد عند الساعة 10,00 (08,00 ت غ) أطلقت ستة صواريخ هيمارس. أسقطت وحدات الدفاع الجوي خمسة صواريخ وأصاب صاروخ أحد أقفال سد خاكوفا الذي لحقت به أضرار".
وسد كاخوفكا الكهرمائي المشيد على نهر دنيبر هو مصدر الماء الأساسي لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
وقال المسؤول في الإدارة الروسية بمدينة نوفايا رسلان أغاييف إن "كل شيء تحت السيطرة" في المنطقة المجاورة للسد والتي تبعد 60 كيلومتراً عن خيرسون. وأضاف "أصاب صاروخ (السد)، لكنه لم يلحق أضراراً خطيرة".
وتستخدم القوات الأوكرانية أنظمة هيمارس المدفعية الدقيقة منذ يوليو (تموز) تاريخ تسلمها من الولايات المتحدة، مما سمح لها بشن ضربات أكثر دقة.
وحذرت أوكرانيا وروسيا منذ أكتوبر (تشرين الأول) من خطر استهداف المنشأة الاستراتيجية، وتبادلتا الاتهام بتعريض حياة "الآلاف" من السكان للخطر في المنطقة التي تتقدم فيها قوات كييف منذ سبتمبر (أيلول).
واتهم الرئيس الأوكراني موسكو قبل أسبوعين بـ"تلغيم السد"، وهو من بين الأكبر في أوكرانيا، ونفت السلطات الروسية الاتهام الذي وصفته بأنه "أكاذيب".
ونفذت السلطات في الأيام الثلاثة الماضية عمليات "إجلاء" للمدنيين من القرى المحيطة بالسد خشية تعرضه إلى "هجوم صاروخي محتمل" يؤدي إلى تدميره و"إغراق منطقة الضفة اليسرى" لنهر دنيبر، بحسب السلطات المحلية.
ودانت كييف مراراً عمليات "ترحيل" سكان المنطقة إلى أماكن أخرى بعيدة عن المعارك أو إلى روسيا نفسها.
مقتل تايواني
في تايوان، أكدت وزارة الخارجية مقتل تايواني متطوع يبلغ 25 سنة بمعارك ضد القوات الروسية، وهو أول ضحية معروفة من تايوان منذ بدء الهجوم.
وباتت القوات الأوكرانية تسير دوريات في بلدة ستاريستا الصغيرة بشرق أوكرانيا التي استعادتها في منتصف سبتمبر، وهي لا تبعد على روسيا سوى بضعة كيلومترات.
وقال قائد اللواء 127 الأوكراني رومان غريتشينكو في تصريح الوكالة الصحافة الفرنسية إن "لكل منا بلده، الروس لهم بلدهم ويجب أن يلزموه".
ويقود غريتشينكو 5000 عنصر من قوات "الدفاع الإقليمي" التي تحرس المنطقة المحررة التابعة لمدينة خاركيف التي تبعد عن الحدود الروسية 30 كيلومتراً من الشرق والشمال.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قصفت "مستودع صواريخ وأسلحة مدفعية للقوات المسلحة الأوكرانية" التي كانت تخزن فيه "120 صاروخاً من نظام هيمارس" في منطقة دونيتسك المحتلة جزئياً (شرق).
وقال البابا فرنسيس في ختام زيارته إلى البحرين إنه صلى، الأحد، من أجل أوكرانيا و"انتهاء الحرب" بعد أكثر من ثمانية أشهر من بدء النزاع.