فتحت الحكومة الإثيوبية وقوات تيغراي خطاً ساخناً للاتصال الهاتفي حفاظاً على هدنة تم التوصل إليها الأسبوع الماضي، وذلك فيما يجتمع الطرفان في كينيا للتحدث عن تنفيذ وقف إطلاق النار.
واتفقت الحكومة الإثيوبية وقوات إقليم تيغراي يوم الأربعاء على وقف الأعمال العدائية بعد محادثات بوساطة الاتحاد الأفريقي في انفراجة دبلوماسية بعد عامين من الحرب التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين.
وجددت الهدنة آمال استئناف المساعدات الإنسانية لمنطقة يواجه فيها مئات الآلاف المجاعة.
ويجتمع ممثلو الحكومة الإثيوبية وقوات من تيغراي في العاصمة الكينية نيروبي لمناقشة كيفية البدء في تنفيذ وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن تستمر المحادثات ثلاثة أو أربعة أيام.
وقال كبير وسطاء الاتحاد الأفريقي أولوسيغون أوباسانغو في مؤتمر صحافي بنيروبي إن "أول علامة بالنسبة إليّ على التقدم بعد توقيع الاتفاق هو فتح خط ساخن بينهما".
ووفقاً لمسؤول مطلع على المحادثات سيتناول الخط الساخن أي تأجيج في القتال وتنسيق عمليات فض الاشتباك، إذ يعترف الطرفان "بالتحدي المتمثل في التواصل الكامل مع جميع وحداتهما لوقف القتال".
وكتب رضوان حسين وهو رئيس الوفد الحكومي ومستشار الأمن القومي لدى رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، عبر"تويتر" أن "اجتماعات نيروبي ستضمن السلامة وستعجل بتدفق المساعدات الإنسانية إلى مناطق لم يكن من الممكن الوصول إليها".
وقال المتحدث باسم السلطات في تيغراي جيتاشيو رضا إن المحادثات ستجري لاستعراض سبل تنفيذ الاتفاق، وأضاف لوسائل الإعلام في نيروبي "سنفي بالتزاماتنا التي قطعناها".
وفي بيان صحافي قال الاتحاد الأفريقي اليوم الإثنين إن النتائج المتوقعة للاجتماع "تشمل وسائل إسكات صوت البنادق ووصول الدعم الإنساني واستعادة الخدمات في إقليم تيغراي".
نزع السلاح خلال 30 يوماً
وقد يكون تنفيذ وقف إطلاق النار عسيراً نظراً إلى مخاوف في شأن استمرار بعض المناوشات على الأرض والنزاعات السياسية ونزاعات الأراضي التي لم تسو بعد ووجود جدول زمني طموح لنزع السلاح.
وتعهد حزب الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، وهو الحزب المهيمن على الإقليم، بنزع سلاح مقاتليه تماماً في غضون 30 يوماً بموجب الاتفاق.
وقال مصدر مطلع على المحادثات إن مسؤولين يريدون هذا الأسبوع الاتفاق على أعضاء لجنة الخبراء التي يقودها الاتحاد الأفريقي لمراقبة وقف إطلاق النار والتحقق منه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الرئيس الكيني السابق أوهورو كينياتا، وهو وسيط مشارك في المحادثات، إنه يأمل في أن تتمكن الأطراف من العمل معاً للتوصل إلى حل دائم للمشكلة.
وأضاف كينياتا، "بدأنا في بريتوريا (عاصمة جنوب أفريقيا) ونحن نمضي في طريقنا. إننا الآن في نيروبي ونشعر بتفاؤل شديد لأن نكون في المرة المقبلة في مقلي (عاصمة إقليم تيغراي) لعقد اجتماعنا المقبل، والاحتفال معاً في نهاية المطاف بأديس أبابا".
ويقول المحللون إن دور إريتريا التي لم تشارك بعد في المحادثات يظل مقلقاً، إذ اشتركت قواتها في الصراع وقاتلت في صف الجيش الإثيوبي.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار فإن الجيش الإثيوبي سيحمي الدولة من "الاعتداء الأجنبي"، لكن المحللين يساورهم القلق في شأن ما إذا كانت إريتريا، ألد أعداء الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، ستعير اهتماماً لذلك.
وأحجم وزير الخارجية الإريتري عثمان صالح عن التعليق على الاتفاق، ولم يتسن التواصل مع وزير الإعلام الإريتري يماني جبر مسقل للتعليق.