تراجعت قيمة الصادرات الصينية في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بنحو 0.3 في المئة مسجلة نحو 298.37 مليار دولار أميركي في أول تراجع منذ عامين مع تضاؤل الطلب العالمي واستمرار التداعيات السلبية للجائحة. ووفقاً لبيانات الإدارة العامة للجمارك الصينية، الإثنين السابع من نوفمبر (تشرين الثاني)، انكمشت الصادرات الصينية، الشهر الماضي، للمرة الأولى منذ أكثر من عامين بعد أن هبطت قيمتها نحو 0.3 في المئة مقارنة بالشهر ذاته من العام السابق، بعد أن سجلت 298.37 مليار دولار أميركي، مقارنة بمعدل نمو بلغ 5.7 في المئة في شهر سبتمبر (أيلول) 2022.
أول قراءة سلبية
وأجمع اقتصاديون على أن هبوط قيمة الصادرات الصينية للمرة الأولى منذ مايو (أيار) 2020 يعود إلى تراجع حجم الطلب الخارجي وضعف الطلب العالمي بشكل عام على رغم أن تراجع قيمة العملة الصينية "اليوان" يعزز من قيمة الصادرات. وقال الاقتصادي بمجموعة "نومورا هولدينغز"، لو تينغ لصحيفة "ساوث تشاينا مورننغ بوست" إن "تراجع قيمة الصادرات في أكتوبر الماضي يمثل نقطة في تحول نمو الصادرات، إذ إنها أول قراءة سلبية منذ مايو 2020". وأضاف أنه "على رغم أن صادرات الصين قد تستفيد من ضعف العملة الصينية وانكماش أسعار المنتجات، فإن تلك المزايا تواجه تباطؤاً في الطلب على المستوى العالمي"، متوقعاً انخفاضاً أكثر لقيمة الصادرات في آخر شهرين من عام 2022.
انكماش الصادرات سينعكس على معدل النمو
وقالت مجموعة "نومورا" إن "انكماش قيمة الصادرات سينعكس حتماً على معدل النمو (الناتج المحلي) الإجمالي في الصين والتوظيف والاستثمار، إذ إن النمو القوي للصادرات الصينية كان هو المحرك الوحيد والأكبر لمعدل النمو الصيني، مما قد يدفع بكين إلى إعادة النظر في الإغلاق"، مضيفة أنه "على رغم ذلك، لا نتوقع تغييرات كبيرة في سياسة واستراتيجية (صفر كوفيد) وقطاع العقارات على الأقل حتى مارس (آذار) 2023".
من جهته قال كبير الاقتصاديين في شركة "بين بوينت" لإدارة الأصول هانغ تشويوي إن "الانكماش في قيمة الصادرات، الشهر الماضي، يعكس ضعف الطلب الخارجي علاوة على تعطل سلاسل الإمدادات بسبب تفشي الجائحة"، مضيفاً أن "ما حدث في مصنع (فوكسكون) في تشنغتشو هو أحد الأمثلة"، وتوقع أن "يظل نمو الصادرات ضعيفاً في الأشهر القليلة المقبلة مع ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي".
تغيير في السياسات العام المقبل
وتابع أن "هناك دلائل مبكرة على أن سياسة (صفر كوفيد) قد يتم تخفيفها في المستقبل، لكن إعادة الفتح ستكون عملية طويلة وتدريجية"، متوقعاً أن "يحدث تغيير كبير في السياسات سيحدث على الأرجح العام المقبل وليس هذا العام".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون ذلك، قالت شركة "أبل"، في بيان، إن "إغلاق مصنع (فوكسكون) في مقاطعة تشنغتشو الصينية بسبب الجائحة سيؤثر على إنتاج وشحنات خطوط (آيفون 14 برو) و(برو ماكس) لموسم التسوق المقبل".
صادرات الصين إلى دول "أسيان"
ولا تزال الدول الـ10 الكبرى في رابطة "أسيان" (دول جنوب شرقي آسيا) أكبر شريكة تجارية للصين يليها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إذ إن صادرات الصين إلى هذه الدول شهدت ارتفاعاً إلى 48.9 مليار دولار في أكتوبر، بزيادة 20.3 في المئة مقارنة بالعام السابق، بينما ارتفعت الواردات بنسبة 4.6 في المئة لتصل إلى 33.3 مليار دولار، وانخفضت قيمة الصادرات الصينية إلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبة تسعة في المئة عن العام السابق إلى 44.1 مليار دولار في أكتوبر، كما انخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 12.6 في المئة إلى 47 مليار دولار.
واستمرت أسعار الشحن للطرق الرئيسة في الانخفاض مع تباطؤ التجارة العالمية، وانخفض مؤشر شنغهاي للشحن بالحاويات بنسبة 70 في المئة من أعلى مستوى في يناير (كانون الثاني).
تراجع واردات الصين في أكتوبر
في المقابل، تراجعت واردات الصين في أكتوبر بنسبة 0.7 في المئة عن العام السابق لتصل إلى 213.22 مليار دولار، بانخفاض عن 0.3 في المئة في سبتمبر، بينما بلغ إجمالي الفائض التجاري للصين 85.15 مليار دولار في أكتوبر 2022 مقارنة مع 84.75 مليار دولار في سبتمبر 2022.
والأسبوع الماضي، أظهرت البيانات بالفعل تقلص نشاط المصانع والخدمات في الصين في أكتوبر، ما يشير إلى "مزيد من الخسارة في الزخم" مع تفاقم الاضطرابات الناجمة عن فيروس كورونا ورضوخ طلبات التصدير تحت الضغط، بينما انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي الرسمي (PMI)إلى 49.2 نقطة انخفاضاً من 50.1 نقطة في سبتمبر، وضمن مؤشر مديري المشتريات التصنيعي، انخفض عنصر الإنتاج من 51.5 نقطة إلى 49.6 نقطة وسط ضعف الطلب، في حين انخفض مؤشر الطلبات الجديدة من 49.8 نقطة إلى 48.1 نقطة في وقت ظلت فيه طلبات التصدير ضعيفة عند 47.6 نقطه وفقاً للمكتب الوطني للإحصاء بالصين.