يدرس القضاء البريطاني، الثلاثاء الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، طلباً تقدم به الملك الإسباني السابق خوان كارلوس يتعلق بإمكان إفادته من حصانة في المملكة المتحدة عن أحداث حصلت قبل تنحيه عن منصبه سنة 2014، في إطار قضية تحرش رفعتها ضده عشيقته السابقة.
وكانت كورينا زو ساين ويتغنستاين ساين عشيقة خوان كارلوس بين عامي 2004 و2009. وهي تؤكد أنها تعرضت بعد انفصالهما سنة 2012 إلى التجسس والمضايقات على مدى ثماني سنوات بأمر من الملك السابق. وقد تلقت سيدة الأعمال الدنماركية البالغة 58 سنة وأبناؤها تهديدات، وزار عناصر منزلها في هذا الإطار.
وقد طلب منها، وفق ادعاءاتها، بأن تعيد هدايا تلقتها من الملك خلال العلاقة بينهما، بينها أعمال فنية ومجوهرات وأموال بقيمة 65 مليون يورو (نحو 65 مليون دولار).
وينفي الملك السابق البالغ 84 سنة، نفياً قاطعاً هذه الاتهامات.
قرار المحكمة العليا
وتقدمت المرأة الدنماركية المعروفة أيضاً باسم كورينا لارسن، بشكوى بتهمة التعرض لمضايقات في أكتوبر (تشرين الأول) 2020 في لندن حيث مقر إقامتها. وهي تطالب بتعويض عن الأذى النفسي وفقدان الدخل الناجم عن القلق، إضافة إلى استصدار أمر إبعاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن قبل البحث في القضية، يتعين أولاً البت بمسألة حصانة خوان كارلوس.
وفي مارس (آذار)، اعتبرت المحكمة العليا في لندن أنه لا يتمتع بحصانة شخصية لكونه لم يعد رئيس دولة أو فرداً في العائلة الملكية. وحتى في الحالات التي يعود تاريخها إلى ما قبل تنحيه في يونيو (حزيران) 2014، فإن تهمة ارتكاب "مضايقات" الموجهة من عشيقته السابقة "لا تعود إلى دائرة النشاط الحكومي أو السيادي" الذي قد تخوله الإفادة من الحصانة بموجب القانون الإنجليزي، بحسب ما اعتبرت المحكمة.
لكنه حصل في يوليو (تموز) على إذن باستئناف القرار بهذا الرفض لمنحه الحق في الحصانة.
فضائح خوان كارلوس
ويشكل ذلك انتكاسة كبيرة للملك السابق المقيم في المنفى في الإمارات منذ عام 2020، فيما أغلق القضاء الإسباني في مارس الماضي ثلاثة تحقيقات تستهدفه، خصوصاً بتهمة الفساد والاختلاس، من دون أي ملاحقات.
وأياً كانت نتيجة الالتماس الجديد، لن يستطيع خوان كارلوس الذي تولى مهماته الملكية بين عامي 1975 و2014، الحصول على أية حماية في أحداث ارتكبت بعد تنحيه. وأكثرية الأفعال التي تحدثت عنها كورينا لارسن تعود لما بعد 2014.
وقد شهدت شعبية خوان كارلوس تراجعاً كبيراً بعد فضائح شخصية وتسريبات عن حياة البذخ التي عاشها في إسبانيا اعتباراً من عام 2012، بينها ما يرتبط بعلاقته مع كورينا لارسن.
وهو تنحى لمصلحة ابنه فيليبي السادس الذي نأى بنفسه عنه.