تنطلق الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، منافسات نهائيات كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها قطر حتى 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حيث يتنافس 32 منتخباً من أجل رفع الكأس الأغلى في اللعبة الشعبية الأولى عالمياً.
وسبق أن قسمت منتخبات البطولة إلى ثماني مجموعات تضم كل منها أربعة منتخبات تتنافس في دور المجموعات الذي يتكون من ثلاث جولات، ويتأهل أول منتخبين من كل مجموعة لتكون دور الـ16 وتستمر المنتخبات في مرحلة خروج المغلوب حتى المباراة النهائية.
وتضم المجموعة الأولى المنتخب القطري صاحب الضيافة، وهو بطل قارة آسيا، حيث توج بلقب آخر نسخة لكأس آسيا في 2019، وأوقعت القرعة إلى جانبه بطلاً قارياً آخر هو المنتخب السنغالي حامل لقب بطولة الأمم الأفريقية 2021، إضافة إلى المنتخب الهولندي الذي يعد إحدى القوى الكبرى في كرة القدم الأوروبية والعالمية ووصيف المونديال في ثلاث نسخ سابقة، وأخيراً منتخب الإكوادور القادم من أرض كرة القدم أميركا الجنوبية.
ويشارك المنتخب القطري الذي يحتل المركز 50 في ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" في كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وسيكون عليه مواجهة أكبر القوى الكروية في العالم بقائمة لاعبين يبلغ إجمالي قيمتها التسويقية 19 مليون يورو.
ونجحت الكرة القطرية في تطوير نفسها خلال السنوات الأخيرة لتنتج جيلاً ذهبياً يجمع بين خبرات الكبار وحماس الشباب تحت قيادة المدير الفني الإسباني فليكس سانشيز باس، الذي كان مدرباً لمنتخب الشباب قبل تولي مهمة تدريب المنتخب الأول في الثالث من يوليو (تموز) 2017، ومنذ ذلك الوقت لعب منتخب العنابي 69 مباراة تحت إشرافه حقق الفوز في 35 وتعادل في 13 وخسر 21 مواجهة، ونجح في تسجيل 115 هدف وتلقى 85.
وتضم قائمة المدرب سانشيز أسماء لامعة عديدة أبرزها الجناح الأيسر أكرم عفيف والمهاجم الهداف المعز علي والقائد حسن الهيدوس والظهير الأيسر عبد الكريم حسن.
ويرى سانشيز أن مهمة المنتخب القطري في مونديال 2022 ستكون صعبة في مواجهة مدارس كروية متعددة وتمتلك خبرات كبيرة، بالتالي قد يلجأ للتحفظ والحذر في أسلوب اللعب.
وقال المدرب البالغ 46 سنة في تصريحات لصحيفة "ماركا" الإسبانية الأسبوع الماضي، "هناك كثير من الاختلافات مع بقية المنتخبات، نمتلك لاعبين موهوبين ونحاول أن نلعب ككتلة متراصة، ويمكن أن نشكل الخطورة في الهجمات المرتدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"سيتعين علينا التكيف لأن هذا هو الواقع، ومحاولة لعب دور البطل ستكون انتحاراً، لكن إذا ما أردنا أن نكون بين المنافسين، سنحاول أن نكون أفضل دفاعياً ونستغل كل فرصنا بالمرتدات".
ويرى سانشيز باس أن المباراة الافتتاحية أمام الإكوادور ستكون مفتاح كل شيء للبطل الآسيوي، معتبراً أن أنه إذا بدأ بشكل جيد فإن الأمور ستكون في صالحه، أما إذا تعرض للهزيمة قد يفقد حظوظه كاملة.
ولم يسبق للمنتخب القطري أن واجه هولندا أو السنغال على الإطلاق، لكنه لعب أمام الإكوادور ثلاث مباريات، فاز في واحدة وخسر واحدة وانتهت الثالثة بالتعادل.
وتصطدم طموحات المنتخب القطري بأحلام العملاق الهولندي القادم من أوروبا ويحمل الترتيب الثامن عالمياً في "فيفا"، بقائمة لاعبين تتجاوز قيمتها 474 مليون يورو.
وسبق للمنتخب البرتقالي المشاركة في 10 نسخ سابقة للمونديال، ونجح في الوصول إلى المباراة النهائية ثلاث مرات أعوام 1974 و1978 و2010، لكن أحلامه توقفت في كل مرة عند تحقيق الميدالية الفضية للمركز الثاني.
وخلال مشاركاته السابقة لعب المنتخب الهولندي 50 مباراة فاز في 27 وتعادل في 12 وخسر 11 مباراة، وسجل لاعبوه 86 هدفاً وتلقت شباكه 48 هدفاً.
ويدخل المنتخب الهولندي بطولة 2022 بقيادة المدير الفني الخبير لويس فان خال، البالغ 71 سنة، الذي عاد لتدريب بلاده في الرابع من أغسطس (آب) 2021 خلفاً لمواطنه رونالد كومان الذي رحل لتدريب برشلونة الإسباني.
وخلال فترة قيادة فان خال، لعب المنتخب الهولندي 15 مباراة حقق الفوز في 11 وتعادل في أربع مباريات ولم يتعرض لأية هزيمة.
وتضم قائمة هولندا عديداً من اللاعبين البارزين يتصدرهم ثنائي الدفاع ماتيس دي ليخت لاعب بايرن ميونيخ الألماني وفيرجيل فان دايك نجم ليفربول الإنجليزي.
أما ثالث أضلاع مربع المجموعة الأولى، هو المنتخب السنغالي بطل أفريقيا الذي يحتل المركز 18 في ترتيب "فيفا" ويمتلك قائمة نجوم عالمية تبلغ قيمتها قرابة 280 مليون يورو.
وتعرضت آمال السنغال لضربة كبرى بإصابة نجمها الأول ساديو ماني مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، ثاني أفضل لاعب في العالم لموسم 2021-2022، وذلك بعدما اضطر لعدم استكمال مباراة فريقه ضد فيردر بريمن، أمس الثلاثاء الثامن من نوفمبر باستاد أليانز أرينا، ضمن منافسات الجولة 14 من الدوري الألماني.
وشعر ماني بألم شديد بعد تدخل قوي على ساقه طلب من مدربه جوليان ناغلسمان استبداله مبكراً.
ووفقاً لصحيفة "ليكيب" الفرنسية فإن ماني يعاني من إصابة قوية في أوتار الركبة، ومن المتوقع أن يغيب لأسابيع عدة بالتالي لن يتواجد في مونديال قطر.
وسبق للمنتخب السنغالي المشاركة في المونديال مرتين وكان أفضل مركز حققه هو السابع في نسخة كوريا واليابان 2002.
ولعب منتخب أسود التيرانغا ثماني مباريات في مشاركاته السابقة بالمونديال حقق الفوز في ثلاث وتعادل في ثلاث وخسر مباراتين وسجل لاعبوه 11 هدفاً وتلقى 10 أهداف.
ويدير المنتخب السنغالي في مونديال قطر المدرب الوطني أليو سيسيه (46 سنة) المستمر منذ تعيينه في الخامس من مارس (آذار) 2015.
ونجح سيسيه في قيادة السنغال لتحقيق 51 انتصاراً خلال 79 مباراة وتعادلت في 18 وخسرت 10 مباريات.
وقال سيسيه، تعليقاً على تدريب بلاده في نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، "شيء ما يحدث على مستوى المدربين في القارة الأفريقية"، في إشارة إلى كثرة المدربين الأفارقة.
وأضاف سيسيه أخيراً في مقابلة، "حلمنا هو أن يتم أيضاً تقدير الخبرة الأفريقية، لكي يفهم الناس أن هناك مدربين جيدين في أفريقيا".
أما منتخب الإكوادور رابع أضلاع المجموعة الأولى فتأتي مشاركته بعد معاناة طويلة وأحكام من "فيفا" ومحكمة التحكيم الرياضية "كاس".
وأعلنت "كاس"، أمس الثلاثاء قانونية موقف اللاعب الإكوادوري بيرون كاستيو من المشاركة مع منتخب الإكوادور في التصفيات المؤهلة للمونديال، لكنها عاقبت الاتحاد الإكوادوري لكرة القدم بسبب خرق لوائح "فيفا".
وأصدرت المحكمة قراراها في قضية التحكيم بين اتحادات بيرو وتشيلي والإكوادور لكرة القدم واللاعب بيرون كاستيو و"فيفا"، بعد الاتهامات التي وجهت للإكوادور بمشاركة لاعب لا يحمل جنسيتها.
وأكدت "كاس" في قرارها مسؤولية الاتحاد الإكوادوري عن استخدام وثائق تحتوي على معلومات كاذبة، لكن في النهاية تأكدت مشاركة الإكوادور في مونديال قطر لتكون المشاركة الرابعة له في كؤوس العالم، وكان أفضل مركز حققه هو الـ12 في مونديال 2006.
ويحتل منتخب الإكوادور المركز 44 عالمياً وتبلغ قيمة قائمته حوالى 140 مليون يورو، ويقوده المدير الفني الأرجنتيني غوستافو ألفارو، الذي تولى منصبه في 26 أغسطس 2020.