فشل البرلمان اللبناني الخميس 10 نوفمبر (تشرين الثاني) للمرة الخامسة على التوالي في انتخاب رئيس جديد للبلاد في ظل انقسامات عميقة بعد 10 أيام من دخول البلاد في فراغ رئاسي إثر انقضاء ولاية الرئيس ميشال عون، بينما اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في تصريح لوكالة "رويترز" أنه "لا يزال بإمكان لبنان الانتهاء من الاتفاق مع صندوق النقد على رغم شغور منصب الرئيس وغياب حكومة كاملة الصلاحيات".
مؤشرات سلبية
ويؤشر فشل البرلمان في انتخاب مرشح حتى الآن، إلى أن العملية الانتخابية قد تستغرق وقتاً طويلاً، ما يزيد من تعقيدات الوضع في البلاد الغارقة في أزمة اقتصادية خانقة، حيث نادراً ما تُحترم المهل الدستورية المحددة.
واقترع 47 نائباً بورقة بيضاء، فيما حظي النائب ميشال معوض المدعوم من حزب "القوات اللبنانية" الذي يرأسه سمير جعجع وكتل أخرى من بينها كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط، بـ34 صوتاً، وصوت ستة نواب إلى المؤرخ والأستاذ الجامعي عصام خليفة.
وفشلت جلسة الخميس على رغم توفر نصاب انعقادها بأكثرية الثلثين في الدورة الأولى، قبل أن ينسحب نواب ليطيحوا بالنصاب في الدورة الثانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا حلول في الأفق
وعيّن رئيس مجلس النواب نبيه بري موعداً للجلسة السادسة الخميس المقبل، حسب الوكالة الوطنية للأنباء.
ويحتاج المرشح في الدورة الأولى من التصويت إلى غالبية الثلثين أي 86 صوتاً للفوز، وفي حال جرت دورة ثانية فالغالبية المطلوبة عندها 65 صوتاً. ولا تلوح في الأفق حلول قريبة.
وتعارض كتل رئيسة بينها كتلة "حزب الله"، معوض وتصفه بأنه مرشح "تحد"، وتدعو إلى التوافق على مرشح آخر.
ويعتمد نواب "حزب الله" وحليفته "حركة أمل" التي يرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري استراتيجية التصويت بورقة بيضاء، ثم الانسحاب من الجلسة للإطاحة بنصاب الدورة الثانية.
"الثنائي" بين مرشحين
وينظر على نطاق واسع إلى الوزير النائب السابق سليمان فرنجية، على أنه المرشح الأمثل بالنسبة إلى "حزب الله"، وإن كان لم يعلن دعمه علناً له، لكن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، صهر الرئيس السابق ميشال عون والطامح بدوره للرئاسة والمتحالف مع "حزب الله"، أعلن معارضته لفرنجية.
وقال نائب رئيس مجلس النواب، الياس بو صعب، الذي ينتمي إلى كتلة "التيار الوطني الحر"، "كل فريق يتهم الآخر بالعرقلة"، موضحاً أن الأزمة تكمن "في أن كل فريق يريد مرشحاً من جانبه، لكن يجب أن يفكروا بطريقة مختلفة بأن يجري التفاهم على اسم يشكل حلاً وسطاً ويقبل به على الأقل ثلثا المجلس".
التسويات والمحاصصة
وفي لبنان، عادة ما يؤخر نظام التسويات والمحاصصة القائم بين القوى السياسية والطائفية القرارات المهمة، وبينها تشكيل الحكومة أو انتخاب رئيس.
وفي عام 2016، بعد أكثر من سنتين من فراغ في سدة الرئاسة، انتخب عون رئيساً بعد 46 جلسة إثر تسوية بين الفرقاء السياسيين.
وعلى رغم أن عدم احترام المهل الدستورية شائع في لبنان، يأتي الفراغ هذه المرة مع وجود حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية في وقت يشهد لبنان منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم.