يترقب الأميركيون النتائج النهائية لانتخابات منتصف الولاية الرئاسية، بينما أشاد الرئيس جو بايدن بما اعتبره نجاح حزبه الديمقراطي في صد "موجة حمراء" جمهورية. وقد تركت الاقتراعات المعلقة في ولايتين وانتخابات الإعادة في ولاية ثالثة السيطرة على مجلس الشيوخ غير محسومة، إذ تتسابق أريزونا ونيفادا لفرز الأصوات، ويستعد المرشحون المتنافسون في جورجيا لحملة تمتد على أربعة أسابيع أخرى.
موجة المد الحمراء
وقال بايدن البالغ 79 عاماً، التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني)، في أول تصريحات أدلى بها منذ انتهاء التصويت، أن موجة المد الحمراء لم تحصل، مضيفاً "أعتقد أنه كان يوماً جيداً بالنسبة للديمقراطية".
ومع حصولهم على 209 مقاعد حتى الآن، يبدو الجمهوريون في طريقهم لتأمين أغلبية ضئيلة في مجلس النواب المكون من 435 مقعداً، لكن حسم السيطرة على مجلس الشيوخ قد يؤجل إلى جولة إعادة في ولاية جورجيا في السادس من ديسمبر (كانون الأول).
وإذا صحت التوقعات، فستشكل الانتخابات التي جرت الثلاثاء أفضل أداء لرئيس في منصبه منذ عقدين.
ولم ينتظر بايدن صدور النتائج النهائية للاحتفال بنجاح الديمقراطيين في تجنب انتكاسة أكبر كانت متوقعة بعدما ركز الجمهوريون حملتهم على فشله في التعامل مع ارتفاع معدلات التضخم.
وصرح كبير موظفي البيت الأبيض رون كلين، "لا تستهينوا قط بحجم الاستهانة بفريق بايدن".
سياسة مد اليد
وفي وقت لاحق الأربعاء، شدد بايدن في تصريحات أدلى بها للصحافيين في البيت الأبيض، على "نيته" الترشح لولاية ثانية عام 2024، متعهداً التوصل إلى قرار نهائي في هذا الصدد "مطلع العام المقبل".
كما استغل بايدن الفرصة لمد يده إلى المعارضة الجمهورية، مؤكداً انفتاحه على جميع "الأفكار الجيدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت هذه فرصة للرئيس لأداء دوره المفضل: الوسطي الساعي دوماً إلى التوافق، وهو أمر اكتسبه عبر مسيرته المهنية الطويلة كسناتور.
وفي وقت مبكر من مساء الأربعاء، اتصل بايدن بزعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفن ماكارثي الذي يتوقع بأن يتولى رئاسة المجلس في حال استعاده حزبه، وفق ما أعلن البيت الأبيض.
لكن يتوقع بأن تصطدم مناشدات بايدن للتعاون بين الحزبين بجدار جمهوري.
وحتى إذا نالوا أغلبية ضئيلة في مجلس النواب، سيحظى الجمهوريون بسلطة رقابية كبيرة تعهدوا استخدامها لإطلاق تحقيقات تستهدف بايدن والمقربين منه.
ويسعى الجمهوريون لاستغلال أي خطأ يرتكبه المعسكر الديمقراطي بينما يضعون انتخابات 2024 الرئاسية نصب أعينهم.
موقف ترمب
وقالت النائبة المقربة من الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب التي تمثل ولاية جورجيا في الكونغرس مارجوري تايلور غرين، في بيان، "سأقود المعركة للتأكد تماماً من عدم إخفاق حزبي".
لكن الأنظار تتركز من الآن على انتخابات 2024 وحملة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
والأربعاء أقر ترمب الذي كان يراهن على تحقيق أنصاره فوزاً كبيراً لإعلان قراره الترشح للانتخابات مجدداً، بأن نتائج انتخابات منتصف الولاية كانت "مخيبة للآمال نوعاً ما"، لكنه اعتبرها في الوقت نفسه "نصراً كبيراً".
لكنه عاد وهاجم الخميس "السردية الكاذبة لوسائل الإعلام الفاسدة بأنني غاضب من انتخابات نصف الولاية". وأضاف "لست غاضباً على الإطلاق، لقد قمت بعمل رائع (لم أكن مرشحاً!) وأنا مشغول جداً بالتطلع إلى المستقبل"، مؤكداً أنه اختار "كثيراً من الفائزين" في الانتخابات من بين المناصرين له.
وتعهد الرئيس السابق "إعلاناً كبيراً جداً" في 15 نوفمبر، ساعياً على ما يبدو لإضعاف خصومه المحتملين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري، ومن بينهم حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.
لكن نتائج انتخابات منتصف الولاية ستعزز موقع ديسانتيس. وقال الحاكم البالغ 44 سنة، "ما زال أمامنا كثير مما يتعين علينا القيام به. بدأت معركتي للتو".
ولدى سؤاله الأربعاء عن التنافس بين ترمب وديسانتيس، قال بايدن "سيكون من المسلي مشاهدتهما يتعاركان".