قرر زوجان بريطانيان - أوكرانيان هربا من الحرب الأوكرانية إلى بريطانيا العودة إلى البلاد التي ترزح تحت الحرب بسبب الكلفة الباهظة والشروط الصعبة في سوق العقارات في المملكة المتحدة.
وكان جو بلايس (29 سنة)، وهو طالب دكتوراه وكاتب محتوى من شيفيلد، جنوب يوركشاير، وزوجته إيرينا (34 سنة) من الجنسية الأوكرانية، وتعمل مديرة محتوى، غادرا منزلهما في كييف في فبراير (شباط) هرباً من الحرب الدائرة في البلد.
وحصلت السيدة بلايس على تأشيرة دخول بحسب مخطط الأسرة الأوكراني. ولأن الزوجين حظيا بذلك، وبعمل في المملكة المتحدة، لم يكن بوسعهما تقديم طلب للحصول على منزل وفق المخطط الأوكراني (مخطط منازل للأوكرانيين).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تنقلا بين العائلة والأصدقاء بعد وصولهما إلى المملكة المتحدة، وصرح الزوج لوكالة "بي إي" بأنهما بحثا طويلاً عن مكان للإقامة في شيفيلد أو نوتنغهام، ولكنهما اصطدما بشروط سكن "فظيعة"، وكلفة باهظة ومتطلبات إيجار لم يكن بوسعهما تلبيتها.
وبعد أن عانيا لمدة سبعة أشهر لإيجاد منزل دائم، عاد الزوجان إلى أوكرانيا في سبتمبر (أيلول) ويقيمان حالياً في مدينة زهورود غرب البلاد على رغم احتمال انقطاع التيار الكهربائي وغياب التدفئة بسبب الهجمات الصاروخية الروسية.
وقال بلايس، "إنها المشكلة التي يواجهها الجميع تقريباً في المملكة المتحدة لجهة إيجاد مكان للإيجار. لقد ضاعفنا ميزانيتنا وأكثر. وفرضت علينا لائحة صارمة للغاية من المتطلبات، واستمررنا بالقول (حسناً، لنتنازل عن هذا ونساوم على ذاك). كان كل ما نحصل عليه، وحتى لو كان بعيد المنال فظيعاً".
وكان الزوجان قد وصلا إلى غرب أوكرانيا خلال سبتمبر الماضي في زيارة قصيرة لرؤية العائلة، ولكنهما قررا البقاء نتيجة لمشكلات السكن التي واجهاها في المملكة المتحدة.
وأضاف الزوج قائلاً، "أدركنا أننا نحب المكوث هنا ونحن نبلي حسناً. لا نود السكن في كييف مجدداً الآن لأنها غير آمنة، ولكن المكان الذي نقيم فيه حالياً آمن للغاية نوعاً ما".
ويشير بلايس إلى أنه بسبب القصف الروسي على البنى التحتية الأوكرانية بالصواريخ، هما مستعدان لمواجهة انقطاع في التيار الكهربائي ونقص في التدفئة... "يحاولون تحضير الأشخاص بأنهم قد يواجهون انقطاع التيار الكهربائي والتدفئة لبعض الوقت. وهذا أمر سيؤثر علينا جميعاً، وسيكون صعباً"، قال بلايس.
وسيستمر الثنائي اللذان التقيا للمرة الأولى عندما كانا يدرسان اللغة الإنجليزية في أوكرانيا عام 2019، بالتنقل ذهاباً وإياباً إلى المملكة المتحدة لرؤية الأصدقاء والعائلة ومن أجل عمل الزوج، بيد أنه يقوم بغالبية أعماله من بعد في أوكرانيا.
ويقول بلايس إن الإيجار الشهري سيكلفهما 1500 جنيه استرليني (1760 دولار) في المملكة المتحدة مقارنة بمبلغ 500 جنيه استرليني (587 دولاراً) في أوكرانيا، وكانت وكالات الإسكان والمالكون يطلبون الحصول على بيان ضريبي للعام الماضي أو بيان من مصرف في المملكة المتحدة بستة أشهر من المدخول، وهي متطلبات لم يكن بوسعهما تأمينها. وأضاف أنه لم تتم الموافقة على البيانات المتعلقة بالمال الذي يملكه الثنائي في حساباتهما في المصرف في أوكرانيا، وكان المالكون يرفضون مراراً طلباتهما. وقال، "500 جنيه استرليني مبلغ باهظ نوعاً ما هنا في أوكرانيا. وفي غرب أوكرانيا، حيث المنطقة آمنة نسبياً، ارتفعت أسعار المنازل بشكل كبير، وكذلك الإيجارات، ويعاني كثير من السكان المحليين جراء ذلك، ولكن بالنسبة إلينا نحن القادمين من المملكة المتحدة، ما زالت الكلفة مقبولة".
وحصلت السيدة بلايس على تأشيرة ضمن نموذج الأسر الأوكراني Ukraine Family Scheme، ولكنها قالت إنها لم تحصل على القدر نفسه من الدعم الحكومي مقارنة بالأشخاص المنضوين تحت مخطط "منازل للأوكرانيين" (Homes for Ukraine).
وقال الزوج بلايس، "كان مخطط منازل للأوكرانيين رهيباً. نأمل أن نستمر بهذه المقاربة لأزمات أخرى، ولكنني أعتقد أن ذلك النموذج حظي بدعم أكبر. مع مخطط الأسرة الأوكراني، هنالك افتراض أنك ستبقى في البلاد برفقة زوج أو ولد أو أشخاص سبق واستقروا هنا. لقد قلبنا حياتنا رأساً على عقب للمجيء إلى المملكة المتحدة، وكان بوسعنا الحصول على بعض المساعدة".
وأشار بلايس إلى أن هنالك "احتمالاً" بأن يقرر وزوجته العودة إلى المملكة المتحدة خلال الربيع القادم، ولكنهما لا يريدان التخطيط لذلك قبل وقت طويل بسبب الحرب. وأضاف، "حالياً نحن سعيدان بوجودنا هنا".
وفي هذا السياق، قال متحدث باسم الحكومة البريطانية، "يشكل كل من مخطط منازل للأوكرانيين ومخطط لم شمل الأسر الأوكرانية أسرع وأكبر برامج التأشيرات في تاريخ المملكة المتحدة مع إصدار 196 ألف تأشيرة حتى اليوم وتوقع إصدار مزيد من خلال هذين المخططين الواضحين. نتوقع أن يحصل الأوكرانيون الذين يدخلون إلى المملكة المتحدة عبر مخطط لم شمل الأسر الأوكرانية على الدعم الأولي من أفراد عائلاتهم، ولكنهم أيضاً سيحظون على إقامة لثلاث سنوات والوصول الكامل إلى العمل والتعلم والمنافع بما في ذلك المساعدات الحكومية التي تعرف باسم "الائتمان الشامل" (Universal Credit). تضطلع السلطات المحلية بواجب تأمين الدعم للأشخاص الموجودين ضمن مخطط الأسرة، بمن في ذلك المشردون عندما تدعو الحاجة".