أكدت "وكالة الطاقة الدولية" أن الحظر الذي سيبدأ الاتحاد الأوروبي قريباً بتنفيذه على الصادرات المنقولة بحراً من النفط الخام والمنتجات النفطية الروسية إلى جانب قيام مجموعة السبع بفرض سقف لأسعار تلك المبيعات، سيقود إلى حالة غير مسبوقة من عدم اليقين في سوق النفط.
أسواق الطاقة
وقالت المنظمة وهي المعنية بمراقبة أسواق الطاقة ومقرها باريس في تقريرها الشهري بشأن النفط، "الحظر الذي سيفرضه الاتحاد الأوروبي على واردات الخام والمنتجات النفطية الروسية وحظر الخدمات البحرية سيضع المزيد من الضغوط على توازنات النفط العالمية، بخاصة على أسواق الديزل التي تعاني بالفعل من شح شديد".
وأضافت الوكالة "قد يساعد وضع سقف مقترح لأسعار النفط في تخفيف التوترات، إلا أنه لا يزال هناك عدد لا يحصى من مواطن الغموض والتحديات اللوجستية، حالة عدم اليقين لم يسبق أن كانت بمثل هذا المستوى".
أسعار النفط
إلى ذلك تراجعت أسعار النفط، بأكثر من دولار للبرميل، بعد أن جدد ارتفاع حالات الإصابة بـ"كوفيد-19" في الصين المخاوف من انخفاض استهلاك الوقود في أكبر دولة مستوردة للنفط الخام في العالم.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.07 دولار، أي 1.15 في المئة، إلى 92.07 دولار للبرميل عقب تراجعها ثلاثة في المئة عند التسوية أمس الاثنين. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.25 دولار، أي 1.46 في المئة، إلى 84.62 دولار للبرميل، بعد انخفاضها 3.5 في المئة في الجلسة السابقة.
وفي حين رحب المستثمرون بإعلان الصين الأسبوع الماضي أنها ستخفف القيود الصارمة المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا لتحفيز النشاط الاقتصادي والطلب على الطاقة، قال محللون إن عمليات الإغلاق وزيادة الإصابات بـ"كوفيد-19" ما زالت تشكل خطراً سلبياً رئيسياً.
وزادت إصابات كورونا في الصين بشكل أكبر بما في ذلك في العاصمة بكين، وتباطأ نمو إنتاج المصانع في البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخفض بنك "جي بي مورغان" توقعاته ربع السنوية وللعام بالكامل للنمو الاقتصادي في الصين اليوم الثلاثاء بسبب قيود مكافحة كورونا المستمرة في البلاد.
ومن ناحية أخرى، خفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2022 للمرة الخامسة منذ أبريل (نيسان)، مشيرة إلى تزايد التحديات الاقتصادية، بما في ذلك ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة.
ومن المقرر أن يبدأ الحظر الذي سيفرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، في الخامس من ديسمبر (كانون الأول). وبعد الحظر، سيوقف الاتحاد الأوروبي شراء واردات المنتجات النفطية الروسية في فبراير (شباط).
مخزونات الخام
من ناحية أخرى، أظهر استطلاع لوكالة "رويترز" أمس الاثنين أن من المتوقع أن تكون مخزونات النفط الخام الأميركية قد تراجعت بنحو 300 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 11 نوفمبر (تشرين الثاني).
إلى ذلك، توقع بنك "غولدمان ساكس" أن ترتفع أسعار النفط إلى مستوى 115 دولاراً للبرميل في بداية العام المقبل.
واعتمد البنك في توقعاته إلى عدة عوامل، أبرزها اقتراب الاتحاد الأوروبي من حظر استيراد النفط الروسي، وإنهاء الصين لسياسة "صفر كوفيد" وتباطؤ نمو إنتاج النفط الصخري الأميركي.
وأشار "غولدمان ساكس" إلى أن قيام أوروبا بملء مخزونات الغاز قد يمنع أزمة نقص المعروض جراء تراجع الإمدادات الروسية، لكن المشكلات طويلة الآجل المتعلقة بأزمة الطاقة ستبقى مستمرة.