أكد تقرير أن الدول الغنية التزمت تعهداتها بالتخلص التدريجي من طاقة الفحم على الرغم من الأزمة العميقة للطاقة في أعقاب حرب أوكرانيا، في حين أن محطات الطاقة الفحمية في الصين الآخذة في التوسع تخاطر بتحييد تأثير إغلاقات صناعة الفحم على المناخ.
وتعد انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن حرق الفحم أكبر مساهم منفرد في أزمة المناخ، كما أن تقليل اعتماد العالم على الفحم بشكل تدريجي سيكون له دور حيوي على تحقيق أهداف المناخ العالمي، لكن الفحم هو أيضاً أكبر مصدر لتوليد الكهرباء.
وفي حين أن بعض الدول مثل بريطانيا وألمانيا أرجأت إغلاق محطات الفحم هذا الشتاء بسبب مخاوف في شأن إمدادات الطاقة الروسية، فإن تواريخ الإغلاق النهائي لم تتغير، وفقاً للتقرير الصادر تزامناً مع قمة المناخ "كوب27" المنعقدة في مصر بحضور زعماء العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشهد مؤتمر هذا العام قيام رؤساء شركات الغاز الكبرى، الذين تم استبعادهم سابقاً في اجتماعات مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، بالترويج لمنتجاتهم كبديل أنظف للفحم في عالم الطاقة.
وأوضح "تحالف دعم التخلي عن الفحم" Powering Past Coal Alliance (PPCA)، وهي حملة دولية تهدف إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، أن "الإغلاق المتسارع (لمحطات الفحم) داخل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD والانهيار في حجم مقترحات المشاريع الجديدة في بقية العالم يواجه بالتوسع المستمر لمحطات الطاقة العاملة على الفحم في الصين".
وكانت الصين قد تعهدت بأن يكون العام 2030 هو الذروة من ناحية انبعاثات الكربون في البلاد على أن تحقق الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وأكدت الصين يوم الإثنين أنها لا تعارض حد 1.5 درجة مئوية كهدف للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن مبعوث الصين للمناخ، زي زينهوا، قال الأسبوع الماضي إن البلاد سيتوجب عليها الإبقاء على بعض محطات الفحم للحفاظ على استقرار شبكة الكهرباء.
وأظهر التقرير أنه لا تزال هناك خطط على مستوى العالم لبناء محطات طاقة فحمية بقدرة تقارب من 300 غيغاواط، ثلثيها في الصين.
وأشارت وكالة الطاقة الدولية في تقرير صدر يوم الثلاثاء إلى أن الانبعاثات من محطات الفحم الحالية وحدها ستدفع العالم لتجاوز حد 1.5 درجة مئوية لا سيما أن مستوى الطلب العالمي على الفحم ظل مستقراً وقريباً من مستويات قياسية خلال العقد الماضي.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن التحول عن توليد الطاقة التي تعمل بالفحم سيكون صعباً بشكل خاص في إندونيسيا ومنغوليا والصين وفيتنام والهند وجنوب أفريقيا، داعية إلى زيادة هائلة في التمويل لإبعاد البلدان الفقيرة عن الاعتماد على الفحم.
وأوضح وزير الدولة البريطاني لتغير المناخ والرئيس المشارك لـ"تحالف دعم التخلي عن الفحم"، غراهام ستيوارت، "يظهر تقرير اليوم الصادر عن وكالة الطاقة الدولية أن الفحم ليس له مستقبل، لذلك يجب علينا ضمان التحول المنصف للعمال والمجتمعات، الذين يمكنهم الاستفادة من الوظائف الجديدة في مجال البيئة والطاقة المتجددة النظيفة".
© The Independent