أسف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لكون مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب27" في شرم الشيخ فشل في وضع خطة "لخفض الانبعاثات بشكل جذري"، وقال "كوكبنا لا يزال في قسم الطوارئ. نحتاج إلى خفض جذري للانبعاثات الآن وهذه مسألة لم يعالجها مؤتمر المناخ هذا".
خيبة أمل
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن خيبة أمله من الاتفاق حول الانبعاثات الذي تم التوصل إليه في المؤتمر، وقال نائب رئيسة المفوضية الاوروبية فرانس تيمرمانس في الجلسة الختامية للمؤتمر "ما لدينا ليس كافياً كخطوة للأمام، ولا يأتي بجهود إضافية من كبار الملوثين لزياد خفض انبعاثاتهم وتسريعه" وأضاف "خاب أملنا لعدم تحقيق ذلك".
انبعاثات غازات الدفيئة
وأقر المؤتمر إعلاناً ختامياً يحث على خفض "سريع" لانبعاثات غازات الدفيئة ويعيد التأكيد على هدف حصر الاحترار بـ 1,5 درجة مئوية. كما أقرّ الإعلان الختامي للمؤتمر بالإجماع بعد يوم أخير من المفاوضات الماراتونية بعدما انتقده بعض الأطراف معتبرين أن أهدافه ليست طموحة كفاية.
اتفاق شامل
واتفقت الدول المشاركة في مؤتمر المناخ "كوب27"، الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، على اتفاق شامل للمناخ في جلسة عامة ختامية في منتجع شرم الشيخ بمصر. وأعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري رئيس المؤتمر أن الوثيقة التي تمثل الاتفاق السياسي في المؤتمر جرت الموافقة عليها بالإجماع.
مساعدة الدول الفقيرة
واتفقت الدول المشاركة في المؤتمر، صباح الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، على إنشاء صندوق لمساعدة الدول الفقيرة المتضررة من الكوارث المناخية. وبعد مفاوضات شابها التوتر استمرت طوال الليل، وافقت الجلسة على بند في النص يقضي بإنشاء صندوق "للخسائر والأضرار" لمساعدة الدول النامية على تحمل التكاليف الفورية للتداعيات الناجمة عن تغير المناخ مثل العواصف والفيضانات. لكنها أطلقت عديداً من القرارات الأكثر إثارة للجدل في شأن الصندوق في العام المقبل عندما تقدم "لجنة انتقالية" توصيات للدول لاعتمادها بعد ذلك في قمة المناخ "كوب28" في نوفمبر 2023.
وستغطي هذه التوصيات "تحديد مصادر التمويل وتوسيعها" في إشارة إلى السؤال الشائك حول أي البلدان التي ينبغي أن تسهم في الصندوق الجديد.
وسيطرت دعوات الدول النامية لمثل هذا الصندوق على المؤتمر المستمر منذ أسبوعين، ما أدى إلى تمديد المحادثات إلى ما بعد موعد الانتهاء الذي كان مقرراً، الجمعة.
وعقب الموافقة على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار، دعت سويسرا إلى تعليق المحادثات لمدة 30 دقيقة من أجل إتاحة الوقت لدراسة النص الجديد للاتفاق الشامل، وتحديداً الصيغة المتعلقة بالجهود الوطنية لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بحسب ما أفاد المندوب السويسري.
"هذا تاريخي"
وأكد كولينز مزوفو وزير البيئة الزامبي "هذا تاريخي. هذا فعلاً تاريخي برأيي. هذه نتيجة إيجابية جداً لـ1.3 مليار مواطن أفريقي".
وقال المبعوث الصيني للمناخ شي جينخوا، إن الصندوق يجب أن يشمل كل الدول النامية لكن يجب أن يوجه خصوصاً "للدول الضعيفة".
وينص الاتفاق على تشكيل لجنة خاصة للبت بالتفاصيل العملانية بحلول مؤتمر الأطراف المقبل "كوب28" بعد 12 شهراً في دبي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأفاد مصدر أوروبي أن المعركة الفعلية لتحديد من سيدفع ومن سيتلقى الأموال ستبدأ ما إن يجف حبر اتفاق شرم الشيخ.
وكان المفاوضون قد أعربوا في وقت سابق عن قلقهم في شأن التغييرات التي يجري التفاوض حولها وإزاء صياغتها في وقت متأخر جداً من العملية.
العواقب الكارثية للاحترار المناخي
وشهد عام 2022 تسارع العواقب الكارثية للاحترار المناخي من جفاف وانعدام الأمن الغذائي في منطقة الساحل والقرن الأفريقي وفيضانات مدمرة في باكستان ونيجيريا.
وفي الغالب تسهم هذه الدول بشكل محدود جداً في التغير المناخي لذا كانت تطالب بآلية مالية محددة ودائمة لتعويض "الخسائر والأضرار" التي تتكبدها وتقدر من الآن بعشرات مليارات الدولارات. لكن الدول الغنية المسؤولة الرئيسة عن انبعاثات غازات الدفيئة كانت ترفض هذه الآلية على مدى سنوات خشية تحميلها مسؤولية قانونية في هذا المجال.
100 مليار دولار
وزاد استياء الدول النامية خصوصاً بسبب عدم إيفاء الدول المتطورة بتعهد وقعته عام 2009 بزيادة تمويلاتها المناخية للبلدان النامية إلى 100 مليار دولار سنوياً. ووافقت الدول الغنية بعد رفض استمر سنوات، على إدراج القضية في جدول أعمال مؤتمر شرم الشيخ الرسمي.
وفي وجه معارضة الدول الغنية، واصلت المنظمات غير الحكومية ضغوطها، منددة يومياً خلال مؤتمرات صحافية بأنانية "الملوثين التاريخيين" الذين بعدما بنوا ثروتهم على الطاقة الأحفورية ما تسبب بالاحترار، يرفضون مساعدة الذين يتكبدون التداعيات.
صندوق خاص
وحصلت مداولات كثيرة في الكواليس مع إعلانات وإشاعات عن مسودات ومسودات مضادة من دون توزيع نصوص ملموسة.
وبقيت الولايات المتحدة ثاني أكبر ملوث في العالم متكتمة للغاية حول هذه المسألة تاركة الأوروبيين يتولون المواجهة. وقد وافق الاتحاد الأوروبي في نهاية المطاف على مبدأ إنشاء صندوق خاص.