أظهر بحث أن نصف الشباب البريطانيين تقريباً يعتقدون بأن بلادهم قامت على العنصرية ولا تزال "عنصرية بنيوياً" إلى يومنا هذا، وفق تقرير أوردته "تلغراف". وأثار الأمر مخاوف من أن الأطفال يدرسون أفكاراً "إشكالية" لا إجماع عليها في الفصول المدرسية إذ قال ستة من 10 أنهوا تعليمهم المدرسي إنهم تلقوا دروساً تتعلق بما يسمى "النظرية العرقية النقدية". وأجرى البحث إيريك كوفمان، الأكاديمي في كلية بيركبيك بجامعة لندن لمصلحة مؤسسة "بوليسي إكسشينج" البحثية اليمينية.
ووفق استطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" فإن البالغين 18 إلى 24 سنة يشكلون الفئة العمرية الوحيدة التي تؤمن بأن المدارس يجب أن "تدرس الطلاب أن بريطانيا تأسست على العنصرية ولا تزال عنصرية بنيوياً" إلى يومنا هذا. ودعمت الفئة العمرية هذه المقولة بغالبية 25 شخصاً من أصل 42 شخصاً، في حين رفضها البريطانيون الأكبر سناً بغالبية 53 في المئة وأيدها 24 في المئة منهم.
وبحسب "تلغراف"، قال 59 في المئة من الذين أنهوا تعليمهم المدرسي ولم يلتحقوا بجامعات إنهم درِّسوا أو أبلغوا من راشد في المدرسة ثلاثة مبادئ في الأقل تتعلق بالنظرية العرقية النقدية وهي نهج أكاديمي في شأن المسائل العرقية نشأ في الولايات المتحدة من ضمن مفهوم "ووك" (التنبه إلى العنصرية، اليقظة)، والمبادئ هي "امتياز البيض" و"العنصرية المنهجية" و"التحيز اللاواعي". وقال 65 في المئة من الفئة نفسها إنهم دُرِّسوا مفهوم النظام البطريركي ومفهوم تعدد الأنواع الجنسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبدا الشباب أقل تعلقاً بحرية التعبير، فقد قال 29 في المئة من البالغين 18-24 سنة إن الروائية جاي كاي رولينغ يجب أن يحظر ناشروها أعمالها بسبب دفاعها عن المتحولين جنسياً، مقارنة بـ10 في المئة من الأكبر سناً جميعاً وثلاثة في المئة من البالغين أكثر من 50 سنة. وانقسم الشباب بالتساوي (38 في المئة) حول فكرة إزالة تمثال رئيس الوزراء السابق ونستون تشرشل من ساحة البرلمان بسبب آرائه العنصرية، أما الأكبر سناً، فأجمعوا على رفض الفكرة بنسبة 68 في المئة في مقابل 12 في المئة فقط أيدوها.
ولفتت "تلغراف" إلى أن البحث عموماً كشف عن أن الرأي العام يرفض مفهوم "الووك" بنسبة اثنين إلى واحد، يتساوى المؤيدون والمعارضون تقريباً في صفوف الشباب. ونقلت عن السير جون هايس، رئيس مجموعة المنطق السليم التي تضم نواباً محافظين، قوله لها: "من المحزن لكن من غير المفاجئ أن شباباً كثراً، تسبب لهم الدعاية المتطرفة ضياعاً ومتعة في آن، يصدقون بعض الأكاذيب التي يروج لها متطرفون". وأضاف: "من الملح أن توضح الحكومة تماماً للمدرسين في مختلف المستويات أن نشر هذا النوع من المعلومات لا يتوافق مع توفير تعليم واسع النطاق ومتوازن وأن عملهم هذا سيعتبر خذلاناً للشباب الذين يتولون المسؤولية عنهم وسينظر إليهم ويعاملون وفق ذلك".
وفي غياب رأي يساري أو "عمالي" عن تقرير "تلغراف"، نقلت الصحيفة أيضاً عن الدكتور سمير شاه، العضو في اللجنة الحكومية حول الفوارق العرقية والإثنية، قوله: "تلقى الآراء التي تظل على هامش المجتمع ككل رواجاً في صفوف عدد كبير أو حتى غالبية من الناخبين في هذه الفئة العمرية. لكن ما يقلق في الاستطلاع أن هذه المواقف الجديدة تتحدى أسس الفكر الليبرالي: حرية التعبير والتسامح والنقاش والديمقراطية". وحضت "بوليسي إكسشينج" الحكومة على تحديث توجيهات مكتب معايير التعليم لضمان "التطبيق المنهجي" للنصح المحايد سياسياً في المدارس وإعطاء الأهل والمدرسين القدرة على الإبلاغ عن تجاوزات قد تقع في هذا الصدد.