تواجه الأفلام العربية بخاصة التي تحتوي على أفكار مختلفة وغير تجارية أزمة كبيرة من حيث الدعم المادي والتمويل، لذا تمد الورش بالمهرجانات الكبرى يد المساعدة لمشروعات فنية سينمائية قوية. وأبرز هذه الورش ورشة دعم الأفلام بمهرجان "الجونة" المصري، وكذلك في مهرجان "القاهرة" و"مالمو" بالسويد، إضافة إلى ورش "الأطلس" بمهرجان "مراكش" السينمائي الدولي.
ورش "الأطلس"
اختتم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الدورة الخامسة لبرنامج ورشات الأطلس التي انعقدت أخيراً، وجمعت هذه الدورة 250 مشاركاً دولياً قدموا نحو 23 مشروعاً وفيلماً، استفاد منها 16 مشروعاً في مرحلة التطوير وستة أفلام في مرحلة التصوير أو ما بعد الإنتاج، بعد تقييم استمر أياماً عدة تحت إشراف مستشارين في مجال كتابة السيناريو والإنتاج والتوزيع والمونتاج والموسيقى التصويرية.
في هذه الدورة تم الكشف عن ثماني جوائز بلغت قيمتها الإجمالية 106 آلاف يورو (108 آلاف دولار)، وقررت لجنة تحكيم الجوائز الثلاث لمرحلة ما بعد الإنتاج، منح جوائزها لأفلام "إن شاء الله ولد" لرشيد أمجد من الأردن وحصل على الجائزة الكبرى وقدرها 25 ألف يورو (25.59 ألف دولار)، و"ديسكو أفريقيا" للمخرج لوك رزاناجاونا من مدغشقر وقيمة جائزته 15 ألف يورو (15.35 ألف دولار)، و"حياة ذهبية" لوباكار سانكاري من بوركينا فاسو وحصل على 10 آلاف يورو (نحو 10 آلاف دولار).
كما قررت لجنة تحكيم جوائز "الأطلس" الأربع الخاصة بالتطوير منح جوائزها لأفلام "البحر البعيد" (سعيد حميش بن العربي - المغرب)، و"كش حمام" (دانيا بدير - لبنان)، و"ديمبا" (مامادو ديا - السنغال)، و"لنده" (كاتي لينا ندياي – السنغال). ومنحت جائزة التلفزة الفرنسية الألمانية لمرحلة التطوير إلى فيلم "تمنتاشر" (سامح علاء - مصر).
5 أفلام مدعومة
خلال خمس دورات هي عمر ورش "الأطلس" لدعم السينما والمشروعات الجديدة، دعم البرنامج المهني للورش 111 مشروعاً وفيلماً سينمائياً منها 48 مشروعاً مغربياً، وشارك بمهرجانات عالمية كثير من تلك المشروعات المدعومة، ففي مهرجان "كان" شارك فيلم "أشكال" ليوسف الشابي و"تحت الشجرة" لأريج السحيري، وبمهرجان "البندقية" تنافس فيلم "ملكات" لياسمين بنكيران و"المحكور ما كي بكيش" لفيصل بوليفة.
وفي تصريحات لـ"اندبندنت عربية" قال ريميه بونوم المدير الفني لمهرجان "مراكش" إن ورش "الأطلس" استمرت خلال فترة توقف المهرجان على مدى عامين بسبب جائحة كورونا، وقدمت مساعدات ودعماً لكثير من الأعمال والمخرجين الواعدين، واستطاعت أن تترك بصمة طوال الفترة الماضية.
وأوضح أن استقبال الجمهور الدورة الحالية كان جيداً جداً، ويدل على اهتمام كبير من جميع الأجيال بالسينما وصناعتها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع ريميه أن أبرز ما يميز الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش الحضور القوي للسينما المغربية، إلى جانب الأفلام الروائية الطويلة، فضلاً عن الحوارات والمناقشات التي جرت ضمن فعاليات المهرجان.
وأضاف أن السينما المغربية حاضرة من خلال 15 فيلماً تم عرضها خلال هذه الدورة، كما منحت الفرصة لعرض عدد من الأعمال لمخرجين ومواهب صاعدة أثبتوا جدارة وقدرة على الوجود والمنافسة في الساحة السينمائية.
وحول التغيرات التي طرأت على هذه الدورة بعد فترة التوقف بسبب جائحة كورونا، أشار بونوم إلى أن العالم تغير كثيراً بسبب هذا الفيروس على كل المستويات، والجميع تضرر من فترة التوقف، لكن المهرجان حاول أن يستمر في الأقل من خلال ورش "الأطلس" لدعم المشروعات الفنية خلال العامين الماضيين.
وقال تيبو براك مدير مشروعات ورش "الأطلس" إن "هذه الورش إحدى الفعاليات المهمة بالمهرجان، وقد أسهمت في تقديم الدعم للواعدين خلال السنوات الماضية".
وعن كيفية اختيار المشروعات لدعمها أوضح تيبو أن "الورش تختار مجموعة من المشاريع في مرحلة التطوير، وما بعد الإنتاج، وأهم الشروط أن يكون المتقدمون من السينمائيين المقيمين في العالم العربي أو أفريقيا أو من مناطق أخرى في العالم، وتعود أصولهم إلى العالم العربي أو القارة الأفريقية".
لا إملاءات
ونفى تيبو أن يكون دعم الأفلام سبباً في فرض وجهات نظر معينة على صناعها من حيث الأفكار أو التنفيذ، مؤكداً أن حرية صناع العمل لا يمكن المساس بها عند تقديم أي نوع من الدعم.
المخرج المصري سامح علاء الحائز على جائزة في مهرجان "كان" عن فيلم "ستاشر" قال لـ"اندبندنت عربية" إنه شارك في ورش "الأطلس" بمهرجان "مراكش" للحصول على دعم لفيلمه الجديد "تمنتاشر" الذي يدور حول فتاة فقيرة تضطر إلى البحث عن وسيلة لإنقاذ أبيها المريض.
وأشار سامح إلى أن الورش تقدم عوناً كبيراً للمخرجين الشباب بخاصة الذين لا يطمحون إلى الأعمال التجارية بل لديهم سينما ولغة خاصة بهم، نافياً إجراء أية تعديلات على أفكاره قبل تقديمها إلى الورش حتى يقبلوا بها. وقال "نبحث عن الدعم لتقديم أفكارنا نحن وليس أفكار أصحاب الورش، لذا فهذه التدخلات غير قابلة للنقاش من الأصل".