إذا كنتم من محبي مؤلفات الكتاب البارزين فستكون لديكم في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) حصة جيدة من إصدارات تحمل توقيع أسماء شهيرة، بما في ذلك مذكرات كل من ميشيل أوباما ومارتن كيمب وماثيو بيري. ومع ذلك، فضلت استعراض أعمال غير مألوفة أكثر، وستكون من ضمن مراجعات الكتب الستة الواردة أدناه، إضافة إلى السيرة الذاتية الصريحة والغريبة لكاتب السيناريو ديفيد ميلش التي تحمل عنوان "مجهود حياة" (Life's Work).
تتضمن هذه المختارات مقالات لبوب ديلان عن الموسيقى وهو أهم كتاب غير روائي صادر هذا الشهر. ومن الكتب التي تستحق القراءة أيضاً "كليوباترا: تاريخها، أسطورتها" (الصادر عن مطبعة جامعة ييل)، حيث تقدم فرانسين بروز قراءة جديدة تقدم تفسيراً جديداً عن حياة الملكة المصرية بطابع نسوي. يطرح فصل "كليوباترا في السينما" ملاحظات لاذعة حول تجسيد هوليوود لامرأة قضت في الواقع وقتاً في اتخاذ القرارات حيال منظومة الري أكثر من التبختر بأثواب شفافة. تكتب بروز ملاحظة عن فيلم تاريخي أنتج عام 1917 لعبت فيه الممثلة ثيدا بارا دور كليوباترا: "ما هي الرسالة التي يقدمها الفيلم للرجال؟ كانت النساء، وبخاصة النساء الشرقيات، ماكرات، عديمات الشفقة، خادعات، وشبه مجنونات بالشهوة والخطايا".
في كتاب "الحرب الروسية على الجميع: وماذا الذي تعنيه لك" (صادر عن دار بلومزبري)، يقدم الخبير كير غايلز وصفاً مخيفاً لما يحدث في ظل حكم فلاديمير بوتين (بغض النظر عن الهجوم على أوكرانيا)، بما في ذلك "اتباع استراتيجية حافة الهاوية غير المسؤولة مع الطائرات، وإساءة استخدام القدرات الحربية الإلكترونية، والحرب الاقتصادية مثل الحظر التجاري وتحديات الطاقة، والتحديات الناعمة مثل التخلي عن المهاجرين". إنه كتاب مهم، على رغم أن قراءته ليست ممتعة حقاً قبل النوم.
سيجد عشاق العمل الصحافي للراحل بي جيه أوروك الكثير من المواد الممتعة في كتاب "الأشياء الطريفة: معجم الاقتباسات وموسوعة العبارات الرسمية لـ"بي جيه أوروك" (صادر عن دار غروف برس، تحرير تيري ماكدونيل)، الذي يتضمن تأملاته في عالم الإنترنت. يقول الكاتب كالساخر الأميركي: "أتحدث كثيراً عن مزايا الإنترنت... أحياناً أشعر بالرهبة من وصولي الفوري إلى كم هائل من المعلومات الهامة. مثل "ما هو اسم الممثل الطفل الذي لعب دور لاري، الصديق البدين لجيري ماذرز في مسلسل "دع الأمر لبيفر؟". في أحيان أخرى أتساءل "كانت فكرة من جعل كل أحمق في العالم على اتصال ببقية الحمقى؟".
رواية "بورنفيل" لجوناثان كو هي اختياري الأدبي لشهر نوفمبر، ومن الروايات الأخرى الصادرة هذا الشهر "سيتلا ماريس" (عن دار بيكادور) التي يختتم بها كورماك مكارثي ما بدأه في رواية "المسافر" (تمت مراجعتها في زاوية شهر أكتوبر/ تشرين الأول)، وهي قصة مثيرة تفسر ما الذي كان يحدث مع أليسيا التي ماتت منتحرة في الرواية الأولى.
- "فلسفة الأغنية المعاصرة" The Philosophy of Modern Song لبوب ديلان ★★★☆☆
مرت 18 عاماً منذ نشر بوب ديلان مذكراته الممتازة والكاشفة "سجلات، الجزء الأول". بالطبع لن ننسى أن كاتب الأغاني المبدع حصل منذ ذلك الحين على جائزة نوبل في الأدب عام 2016.
بدأ ديلان في عام 2010 كتابة "فلسفة الأغنية المعاصرة" المهدى للراحل دوك بوماس. يقدم الفنان الأميركي ضمن صفحات الكتاب 66 مقالة أصلية ثاقبة عن المؤلفات الموسيقية (أعمال تغطي فترة زمنية من أنكل ديف ماكون في عام 1924 إلى وورين زيفون في عام 2003)، يحلل من خلالها الألحان والصياغة والموسيقى ومعنى وسياق كلمات الأغاني. آراء ديلان عالية الخصوصية ومحفزة - يقول عن أغنية "أثر الحماسة" Pump it Up لإلفيس كوستيلو إن "هناك الكثير من العيوب في الأغنية، لكنها تعرف كيف تخفيها جميعاً. ديلان، بلا شك عملاق موسيقي، يبلغ الآن 81 عاماً وهو يفكر في الشيخوخة في مقالته المحفزة للتفكير عن تشارلي بول، التي تحمل عنوان "مسن وفي طريقه فحسب".
من العوامل التي تثير الحماسة في الكتاب هي أن ديلان يقوم بتضمين أغان لتاونز فان زاندت ("يصفه بأنه روح شاعر محطمة") وويلي نيلسون ("يمكنه أن يغني محتوى دليل الهاتف ويجعلك تبكي") وبيلي جو شيفر ("صاحب وجهة نظر فلسفية")، على رغم أن أحد الأمور المستغربة هو ندرة كاتبات الأغاني (لقد أحصيت ستاً فقط، بما في ذلك السيدة إلمر ليرد صاحبة أغنية "حب سام")، وقلة المغنيات: تشكل النساء ثلاثة في المئة فقط من المغنين الذين تم تناولهم في الكتاب وهن (شير، روزماري كلوني، جودي غارلاند، ونينا سيمون).
ستكون لدى عشاق الموسيقى بالتأكيد قائمة أغنيات رائعة باستخدام كتاب ديلان المطبوع والمصور بشكل غني، فمن الممتع الاستماع إلى الأغاني وأنت تقرأ دليله المثير حول ما يجعل كلمات الأغاني الرائعة "جذابة للغاية". ومن يحق له سوى ديلان أن يقول عن أغنية "أنت لا تعرفني" لإيدي أرنولد إن "قاتلاً متسلسلاً سيغني هذه الأغنية، والكلمات تشير إلى ذلك نوعاً ما"؟
صدر كتاب "فلسفة الأغنية المعاصرة" لبوب ديلان عن دار سيمون آند ساشتر في 1 نوفمبر وتباع النسخة الواحدة منه بسعر 35 جنيهاً استرلينياً.
- "ما يقرؤه الكتاب: الكتب المفضلة لدى 35 مؤلفاً" What Writers Read: 35 Writers on Their Favourite Book ★★★ ☆☆
دائماً ما يكون الكتاب المتميزون قراء متعطشين، وفي هذا الكتاب، جمعت المحررة باندورا سايكس مجموعة جذابة من الأسماء للكتابة عن الكتب التي تعني شيئاً مميزاً لهم. إنه عمل آسر ورائع، مليء بالفكاهة والأفكار. ومما يزيده جمالاً، هو أن أرباح وعوائد الكتاب تذهب إلى الصندوق الوطني لمحو الأمية، الذي يعمل على إنهاء عدم المساواة في محو الأمية.
من بين الخمسة والثلاثين مؤلفاً الذين قدموا خدماتهم مجاناً: إليف شفق، التي تصف المواساة التي وجدتها في رواية "أورلاندو" الرشيقة لفيرجينيا وولف لما قرأتها بنهم عندما كانت شابة مزدوجة الميول الجنسية نشأت في تركيا القمعية. من بين المشاركات البارزة الأخرى، المقالات القصيرة والمؤثرة لمونيكا علي (عن رواية "كبرياء وتحامل" لجين أوستن)، وويليام بويد عن "كاتش 22" ( Catch-22) لجوزيف هيلر، واعتراف ليزا تاديو الذكي بسلوكها المخمور عن "حلم محموم" (Fever Dream) لسامانتا شويبلن وإشادة ديمون غالغت اللطيفة بالجوهرة الثمينة، أقصوصة "أحلام القطار" لدينيس جونسون.
الأدب العظيم قادر على تغيير البشر، وهو شيء تذكرنا به مينا كانداسامي في مداخلتها حول كتاب "إله الأشياء الصغيرة" لأرونداتي روي، حيث تقول: إنه كتاب "سيغير الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك. سيغير الطريقة التي تريد أن تغير العالم بها".
صدر كتاب "ما يقرؤه الكتاب: الكتب المفضلة لدى 35 مؤلفاً"، إعداد باندورا سايكس عن دار بلومزبري في 1 نوفمبر وتباع النسخة الواحدة منه بسعر 12.99 جنيهاً استرلينياً.
- "بورنفيل" Bournville لجوناثان كو ★★★★ ☆
تتناول رواية "بورنفيل" للكاتب جوناثان كو أربعة أجيال من إحدى العائلات في بورنفيل، وهي قرية نموذجية أسستها عائلة كادبري في القرن التاسع عشر في برمنغهام. ترتكز الرواية على سبعة أحداث رئيسة في تاريخ المملكة المتحدة: يوم النصر في أوروبا عام 1945، وتتويج الملكة إليزابيث الثانية عام 1953، ونهائي كأس العالم عام 1966، وتنصيب أمير ويلز عام 1969، وحفل زفاف تشارلز وديانا عام 1981، وجنازة ديانا عام 1997، والذكرى الخامسة والسبعين ليوم النصر في أوروبا في مايو (أيار) عام 2020.
الشخصيات الأساسية هي ماري وزوجها جيفري، وهو نموذج للرجال "المتحفظين وعديمي التواصل لدرجة محبطة" الذين انتشروا في بريطانيا بعد الحرب. يستخدم كو طريقة رائعة تستند إلى الأسلوب الذي يلعب به جيفري رياضة التنس للكشف عن شخصيته. يكتب كو: "كان جيفري بطيئاً وحذراً، ذكياً وواسع الحيلة في طريقة وضعه الكرة، ولكنه كان عاجزاً بسبب مزاجه الحذر".
تسرد قصة ماري وجيفري وأبنائهما جاك ومارتن وبيتر بالتوازي مع قصة الأمة، حيث يقدم كو جولة عن 75 عاماً من ماضي البلاد. هناك وصف مثير للعواطف لدور أفلام جيمس بوند في الحالة النفسية الوطنية. يتم رصد الماضي بتفاصيل صغيرة وذكية، كما هو الحال مع الإثارة التي يصفها كو من عام 1949، عندما نصب جهاز إرسال تلفزيوني جديد هائل على تل بالقرب من ساتن كولدفيلد، وهو أمر يفترض أنه محبط بشكل واضح بالنسبة لمراهق لاهٍ من القرن الحادي والعشرين.
هناك الكثير من المقاطع المتعلقة بالشوكولاتة لمحبي الحلاوة، كما سيحب أي مشجع لكرة القدم الجزء الخاص بفوز إنجلترا بكأس العالم في ملعب ويمبلي، على على رغم أن فكرة ارتجال جاك البالغ من العمر 10 سنوات هتاف "حربان عالميتان وكأس عالم واحدة" في عام 1966 قد تكون شطحة خيالية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تظهر الطريقة التي تغيرت بها الأمة أيضاً في سرد ردود الفعل الخاصة على الأحداث العالمية. يتناقض تقديس العائلة المالكة في عام 1945 بشكل صارخ مع تعليق قالته إحدى الشخصيات في عام 1981، يشير إلى الأمير تشارلز العريس وسلوكه غير الرومانسي تجاه ديانا. تقول كاشفة: "إذا سألتني عن رأيي، يبدو أنه يفضل الزواج من شقيقها".
تتساءل ماري عندما تقدمت في السن عما إذا كانت قد عاشت "حياة محدودة". نراها ضعيفة ولديها شعور بالحنين، تعود إلى بورنفيل وهي في سن الخامسة والسبعين وتفشل في التواصل مع الفتاة ابنة الأحد عشر عاماً التي كانت تعيش هناك ذات يوم. إنه أحد المشاهد العديدة المؤثرة في قصة جذابة.
وهناك ظهور لبوريس جونسون "المهرج" في فصل تدور أحداثه في بروكسل (عندما كان يكسب عيشه في تلك الحقبة من عمله كصحافي مناهض للمجموعة الاقتصادية الأوروبية). يظهر مرة أخرى بعد تحقيق طموحه في أن يكون رئيساً للوزراء، ونرى التصريحات المتعلقة بوباء كورونا التي أدلى بها جونسون في مارس (آذار) عام 2020 من خلال عيني مارتن الذكية. يقول: "كان الأداء خاوياً، كما لو أن سفينة فارغة كانت تخاطب الأمة، صورة ثلاثية الأبعاد لرئيس الوزراء بدلاً من الشخص الحقيقي".
الطريقة التي يصور بها كو بشكل صارخ الرعب والخوف في الأيام الأولى للوباء مثيرة للإعجاب وقد كتب ما يسميه "سرداً أميناً" لوفاة والدته أثناء الإغلاق في فترة الجائحة. إنها خاتمة شديدة التأثير.
في "ملاحظة المؤلف" المؤثرة، والتي قرأتها في يوم إصدار جونسون صورته السخيفة "التي يرفع فيها إبهامه" وسط محاولته الفاشلة للعودة إلى السلطة، يقول كو إنه "بعد عامين تقريباً من الحدث ما زلت أشعر بالحزن والغضب لأن والدتي ماتت وحيدة، من دون تخفيف آلامها، وعدم السماح لأفراد عائلتها بالاتصال بها شخصياً عندما كانت تموت. لكن في ذلك الحين، كنا مثلنا مثل آلاف العائلات في جميع أنحاء البلاد – بعكس ساكني رقم 10 داونينغ ستريت - نلتزم بالقواعد".
صدر كتاب "بورنفيل" لجوناثان كو عن دار فايكنيغ في 3 نوفمبر، وتباع النسخة الواحدة منه بسعر 20 جنيهاً إسترلينياً.
- "ضيف العيد: مقالات" A Guest at the Feast: Essays لكولم تويبن★ ★★★ ☆
قراءة أعمال الروائي والكاتب المسرحي والشاعر الإيرلندي كولم تويبن ممتعة دائماً، وليس من المفاجئ أن يكون كتاب مقالاته هذا "ضيف العيد" الذي يحلل فيه العالم، موسوعياً ومكتوباً بروعة، ويحتوي تأملات جذابة في أعمال زميليه الكاتب الإيرلندي جون ماكغاهرن والأميركية مارلين روبنسون.
دائمًا ما يكون قراءة الروائي والكاتب المسرحي والشاعر الإيرلندي كولم تويبين متعة، وكتاب مقالاته، ضيف في العيد، هو أمر غير مفاجئ، مكتوب برشاقة عن العالم، مع تأملات مقنعة عن زميله الكاتب الإيرلندي جون ماكجارن والأميركية مارلين روبنسون.
يفتتح "كتاب ضيف العيد" بمقال مؤثر من عام 2019 عن تشخيصه بمرض السرطان، والذي بدأ بألم غريب في خصيته اليمنى. يتوجب على الكاتب الساعي للحصول على تفسير، التجرد من ملابسه لإجراء فحص بالموجات فوق الصوتية، وعندها أخبره أحد الممرضين الشبان أنه يعرف أن الأمر يشعره "بالحرج" حتماً. يتذكر تويبن، المولود في عام 1945: "عدلت جلستي واستندت على مرفقي ونظرت إليه وقلت "عندما تصل إلى سني، لا شيء يسبب لك الحرج". تم علاج السرطان الذي انتشر إلى عقدة ليمفاوية وإحدى رئتيه. ونحن جميعاً شاكرون لذلك، وهذا الكتاب المنير خير دليل على امتناننا.
صدر كتاب "ضيف العيد: مقالات" لكولم تويبن عن دار فايكينغ في 3 نوفمبر وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني.
"انطلق بجرأة: تأملات في حياة الخشية والذهول" Boldly Go: Reflections on a Life of Awe and Wonder لويليام شاتنر ★★★ ☆☆
بعد أربع زيجات، 72 فيلماً سينمائياً و124 برنامجاً تلفزيونياً، أصدر ويليام شاتنر البالغ من العمر 91 عاماً أحدث مذكراته.
يشعرك الكتاب أن الكاتب الذي أوكلت إليه مهمة تأليفه، جوشوا براندون، قام بتسجيل حديث شاتنر المسترسل، ثم بذل قصارى جهده لتجميع عمل لطيف. من المؤكد أن هناك سحراً هائلاً في حكايات شاتنر عن مآثره الجريئة، ومشكلاته المالية (ذكرت أكثر من مرة حقيقة أنه لم يكن هناك "بقايا مالية" من مسلسل "ستار ترك" Star Trek)، ومعاناته مع طنين الأذن وندمه على قتل دب أثناء الصيد. هناك أيضاً تأملات فلسفية غزيرة حول الحزن والخسارة، والأضرار التي ألحقها البشر بالكوكب، وأهمية روابطنا المشتركة بـ"نسيج الأرض".
يظهر لنا شاتنر "النضالات الوجودية" للروح المعذبة – يعترف قائلاً: "لقد كنت وحيداً جداً في بعض الأحيان"، ويبدو حريصاً أيضاً على أن يبدو كروح لطيفة ومنهكة. ومع ذلك، يعترف الرجل الذي حقق شهرة عالمية في دور الكابتن جيمس تي كيرك في مسلسل "ستار ترك" بأنه اختلف بشكل سيئ مع ليونارد نيموي (الذي جسد شخصية سبوك)، ويقر بأنه "لم يتصالح" مع جيمس دوهان (لعب دور سكوتي) وأن جورج تاكي (الذي مثل دور سولو) "لا يزال يشعر بالمرارة حيال علاقتنا". يتذكر شاتنر إجراء مقابلة مع الراحلة نيشيل نيكولز (لعبت دور أهورا) من أجل كتابه "مذكرات ستار ترك"، ويعترف: "لقد شعرت بالفزع لما سمعتها تقول لي إنها وعدداً قليلاً من أعضاء فريق العمل الآخرين كانوا يكرهونني كثيراً أثناء صناعة المسلسل. لقد كنت في نظرهم بارداً ومتغطرساً".
ومع أن الفصول الموجودة في متن الكتاب ("حكايات الممثل الشهير" المستهلكة) تضعف الكتاب نوعاً ما، إلا أنه عمل قادر على مفاجأة القارئ، بما في ذلك الحكاية التوعوية عن الجو "القبيح" الذي كان سائداً أثناء تصوير شاتنر فيلماً مناهضاً للعنصرية بعنوان "الدخيل" The Intruder في إيست بريري بميزوري عام 1962. أنتج الفيلم لما كان شاتنر في المراحل الأولى من حياته المهنية وتم تصويره خلال حقبة الفصل العنصري. لم يكن طاقم الفيلم يعلم في ذلك الوقت أن الكثير من ممثلي الكومبارس قد شهدوا عمليات إعدام غير قانونية حدثت في موقع التصوير في أربعينيات القرن الماضي.
سيروق الكتاب بلا شك لمحبي ستار ترك، وسيحاكي أيضاً قلوب محبي الحيوانات. هناك قصص وفيرة عن الكلاب والخيول. يتذكر شاتنر صداقته لكلب شارع بري في طفولته، وعندما قتل الكلب دهساً بسيارة، غرق في حزنه: "حتى يومنا هذا، أنا متأثر بذكرى فقد هذا الكلب. كان ذلك قبل ثمانين عاماً تقريباً". من قال إن الحياة منطقية؟
يصدر كتاب "انطلق بجرأة: تأملات في حياة الخشية والذهول" عن حياة ويليام شاتنر بقلم جوشوا براندون عن دار سيمون آند شاستر في 10 نوفمبر وتباع النسخة الواحدة منه بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.
- "جهد حياة" Life"s Work لديفيد ميلش ★★★★ ☆
ديفيد ميلش مسؤول عن ابتكار وكتابة اثنين من أفضل المسلسلات التلفزيونية في العصر الحديث هما "ضباط قسم شرطة نيويورك" NYPD Blue و"ديدوود" Deadwood، وكان أيضاً من الكتاب الرئيسين في مسلسل الشرطة الرائد "ضباط هيل ستريت" Hill Street Blues، حيث ابتكر عبارة الرقباء الشهيرة: "دعونا نفعل ذلك بهم قبل أن يفعلوا ذلك بنا". استخدم ميلش، الذي شخصت إصابته بالخرف في يناير (كانون الثاني) عام 2015 بعمر 71 عاماً، بمساعدة من أبنائه، ذكريات مسجلة على أشرطة وملاحظات مكتوبة على مدار سنوات لتجميع هذه المذكرات المؤلمة والصادقة بشكل كبير.
كان والده مدمناً قهرياً على الكحول ومصاباً بالاكتئاب، وقد انتحر أمام زوجته وشقيق ميلش الأكبر بوب. استخدم ميلش والده، بشكل جزئي، كنموذج بنى عليه شخصية المحقق آندي سيبوفيتش في "ضباط قسم شرطة نيويورك" (وبالاعتماد أيضاً على تجارب شرطي متعاون في نيويورك يدعى بيل كلارك لمساعدة الممثل دينيس فرانس على أداء الدور)، ويذكر ميلش، وهو نفسه متعاط قهري للكحول، نقطة مثيرة للاهتمام حول مدمني الكحول. يقول: "كان والدي منطوياً جداً على نفسه. وهكذا يكون المدمنون على الكحول على وجه الخصوص، كل شيء يجب أن يكون كما هو بالضبط".
اعتمد ميلش أيضاً على تجربته الخاصة المروعة بالتعرض للاعتداء الجنسي في مخيم صيفي لكتابة حلقة رائعة من مسلسل "ضباط قسم شرطة نيويورك"، حيث يحاول المحققون إدانة أحد المعتدين. يقول ميلش عن صدمته: "لقد تعرفت عن كثب على مشاعر الذنب والخزي العميقة".
إلى جانب بعض التأملات المثيرة للتفكير حول الوجود نفسه، يفتح ميلش أيضاً نافذة على جوانب غير عادية من الحياة. عندما كان يكتب الأحداث التي ستؤدي إلى خروج شخصية بوبي سيمون التي يؤديها الممثل جيمي سميتس في مسلسل "ضباط قسم شرطة نيويورك" من القصة بالاعتماد على حجة إصابته بمرض عضال، اتصل ميلش بشقيقه، وهو طبيب رائد في رعاية نهاية الحياة، للحصول على المشورة من أجل السيناريو. يكتب ميلش، بشكل عابر تقريباً، أنه عندما كان شقيقه يبني داراً لرعاية المسنين في بوفالو "جعل المصممين يبنونها على شكل دائرة، بحيث لا يمكن لأفراد العائلة [النزلاء] أن يضيعوا أبداً أثناء مشيهم". إنها صورة تصيبك بالذهول.
خلال مسيرته المهنية الناجحة في كتابة السيناريو، غالباً ما كان ميلش "على وشك الانفجار ويكاد يفقد عقله"، ومنتشياً بالمخدرات ويتصرف برعونة (هناك قصة مجنونة عن تحطيم سيارة عائلية) وتسببت مقامرته وشراؤه المندفع لخيول السباق بكارثة. في النهاية، كان على ميلش أن يعترف لزوجته ريتا التي عانت معه لوقت طويل بأنه كان مديناً بنحو 17 مليون دولار، بعد رهانات فاشلة وضرائب غير مدفوعة وخسائر تجارية. وعلى رغم كل ذلك، لا يشعر ميلش أبداً بالشفقة على الذات أو يحاول التبرير لنفسه. ويشير إلى أن "كره نفسك في بعض الأحيان هو رد فعل منصف على وقائع حياتك".
ميلش، الذي كان الشاعر روبرت بن وورن موجهاً له، هو بلا شك شخصية مثيرة للانقسام. إنه يتذكر الفترة التي قضاها في ورشة عمل للكتاب في أيوا عام 1967، ويقول "كيرت فونغات وريتشارد ييتس كانا يدرسان هناك، وكلاهما يكرهني".
على رغم خضوعه لعملية جراحية في القلب في سن السابعة والأربعين، استمر ميلش في ابتكار وكتابة مسلسل "ديدوود" لصالح شبكة "أتش بي أو". فصول الكتاب التي تتناول هذه السلسلة، وفيلم "ديدوود" Deadwood: The Movie الصدر عام 2019، مثيرة للاهتمام بشكل خاص، بما في ذلك ذكرياته عن كيفية بدء العرض مثل ملحمة رومانية، وكيف تطور ليستند إلى أحداث حقيقية مستمدة من مسلسل الويسترن "حمى الذهب" Gold Rush، ولماذا تمت كتابته على نمط شعر التفعيلة، وكيف تطورت الشخصيات وما هي طبيعة العمل مع ممثلين معقدين مثل برايان كوكس وإيان ماكشين وتيم أوليفانت وروبن ويغرت. كما أنه يعرض تفاصيل عمله على سلسلة "حظ" Luck لصالح "أتش بي أو" ونزاعه مع المخرج مايكل مان.
من الواضح أن لدى ميلش نظرة ثاقبة بشكل لافت على الكوميديا البشعة والغريبة. تم تلخيص كل ذلك في قصته عن حديث دار مع "ممثل كومبارس" أثناء إعداد مشهد من حلقة "ليلة الهواة" من مسلسل "ديدوود"، حيث تقيم الفرقة المسرحية التي يديرها جاك لانغريش (يؤديه برايان كوكس) ليلة مواهب للأشخاص الموجودين في المخيم. أوقف ميلش "كومبارساً" ضئيل البنية ومقوس الساقين، وسأله عما إذا كانت لديه أي مهارات خاصة. فقال الرجل: "يمكنني البكاء عند الطلب". فأجاب ميلش "لدينا الآن موهبة"، ومنحه دوراً خاصاً في الحلقة.
يصدر كتاب "جهد حياة" لديفيد ميلش عن دار بيكادور في 24 نوفمبر وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 5 توفمبر 2022.
© The Independent