تحول مهم أظهره محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي انعقد في بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث أظهر المحضر الذي نشر، الأربعاء 23 نوفمبر، أن وتيرة رفع أسعار الفائدة قد تتباطأ قريباً. وعلى الفور تحركت "وول ستريت" صعوداً عقب هذه الأنباء الإيجابية، لتغلق المؤشرات الرئيسة على مكاسب جماعية، وسط تفاؤل المستثمرين بأن السياسة المتشددة للفيدرالي قد انتهت.
وفي تفاصيل تحرك البورصات، أمس، ارتفع مؤشر "داو جونز" الصناعي 0.28 في المئة إلى 34194 نقطة، فيما صعد "ستاندرد أند بورز 500" 0.59 في المئة إلى 4027 نقطة، بينما قفز مؤشر "ناسداك" المجمع بنحو واحد في المئة ليصل إلى 11285 نقطة، علماً أن أحجام التداول كانت ضعيفة قبل عطلة عيد الشكر، اليوم الخميس، ومع فتح سوق الأسهم الأميركية نصف جلسة، الجمعة.
تفاصيل المحضر
وأظهر المحضر أن أغلبية كبيرة من صانعي السياسة النقدية اتفقت على أنه "من المحتمل أن يكون من المناسب قريباً" إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة. وكان هناك تفاؤل في "وول ستريت" بأن تأتي نتائج المحضر بهذا السياق، خصوصاً بعد أن خرج الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في الأول والثاني من نوفمبر الماضي برفع قوي للفائدة عند 0.75 في المئة هو الرابع على التوالي بنفس النسبة. وزادت توقعات المحللين بأن ترتفع أسعار الفائدة بنسبة 0.5 في المئة في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأخير لهذه السنة في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، خصوصاً مع ظهور بيانات هذا الشهر تدعم هذا الاتجاه. وأبرز هذه البيانات تعود للتضخم الذي أظهر تراجعاً فوق التوقعات لشهر أكتوبر (تشرين الأول)، مع تسجيله 7.7 في المئة مقارنة مع تقديرات عند ثمانية في المئة.
غموض مستمر
لكن على الرغم من ذلك، ظل هناك غموض في تفاصيل المحضر، حيث استخدم وصف "عديد من المسؤولين" (وهو لا يستخدم عادة في المحاضر) خلصوا إلى أن معدلات الفائدة ستصل في النهاية إلى ذروتها عند مستويات أعلى مما كان متوقعاً في السابق. وكان رئيس الاحتياطي جيروم باول قد ترك الانطباع نفسه في مؤتمره الصحافي الذي عقده عقب اجتماع "الفيدرالي" في نوفمبر، حيث قال إن معدلات الفائدة قد ترتفع في نهاية المطاف أعلى مما تم توقعه في سبتمبر الماضي. وتوقع مسؤولو الفيدرالي في سبتمبر أن تصل المعدلات إلى 4.4 في المئة بنهاية هذا العام و4.6 في المئة في عام 2023.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسوف يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتحديث تلك التوقعات الفصلية في اجتماعهم المقرر عقده في 13-14 ديسمبر. ويرى المستثمرون أن معدلات الفائدة قد تبلغ ذروتها حول خمسة في المئة بحلول منتصف عام 2023. علماً أن رفع الفائدة بـ75 نقطة أساس للمرة الرابعة على التوالي في الأشهر الأخيرة قفز بأسعارها إلى 3.75 في المئة وأربعة في المئة. ويترقب المستثمرون الآن خطاب باول المقرر بواشنطن في 30 نوفمبر المقبل، حيث ستكون تصريحاته لها ثقلها في تغيير التوقعات من عدمه.
مخاطر الركود
وفي تفاصيل أخرى من المحضر، قدر أعضاء الاحتياطي المجتمعين تقييمهم لمخاطر الركود، حيث نمت المخاطر إلى ما يقرب من 50-50، ويعتبر ذلك أول تحذير من نوعه على ارتفاع مخاطر الركود، منذ أن بدأ البنك المركزي رفع أسعار الفائدة في مارس (آذار) الماضي. كما ناقش مسؤولو الاحتياطي آثار التباطؤ المحتملة في حال بدأوا في تخفيف التشدد في السياسة النقدية، ومدى تأثير ذلك على معدل الإنفاق والتوظيف. وقال عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، إن إبطاء وتيرة زيادات أسعار الفائدة، سيسمح بالحكم على التقدم المحرز في أهدافهم، حيث سيتم مراقبة البيانات عقب ذلك.
بيانات متناقضة
وساعدت بعض البيانات التي ظهرت، أخيراً، على تأكيد اتجاه "الاحتياطي الفيدرالي" نحو تخفيف سياسته النقدية المتشددة، حيث ارتفع عدد الأميركيين الذين قدموا مطالبات جديدة للحصول على إعانات البطالة أكثر من المتوقع الأسبوع الماضي، بينما انكمش النشاط التجاري في الولايات المتحدة للشهر الخامس على التوالي في نوفمبر.
لكن في المقابل، هناك بيانات معاكسة تماماً، حيث ارتفعت معنويات المستهلك وارتفعت مبيعات المنازل فوق التوقعات. ومنذ اجتماع نوفمبر، أظهرت البيانات الاقتصادية إضافة أرباب العمل 261 ألف وظيفة الشهر الماضي، في وقت ارتفع فيه معدل البطالة بشكل طفيف إلى 3.7 في المئة، على الرغم من أنه لا يزال منخفضاً جداً على أساس تاريخي.