"أمطار نوفمبر" الغزيرة تشل مدينة جدة

استفاقت مدينة جدة السعودية اليوم على أمطار غزيرة تسبب بأضرار مادية وحوادث سببتها مياه الأمطار التي أدت لاجتياح المنازل واجترار السيارات والأشجار وتعليق المدارس وتأخير الرحلات الجوية، كما تسببت بوفاة شخصين حتى الآن.

وتعيد الحادثة التي أتت بعد ساعات من إنذار أولي تابع للمركز الوطني للأرصاد حادثة غرق أخرى تعرف باسم "أمطار جدة 2009"، راح ضحيتها أكثر من 116 شخصاً ومئات المفقودين، وصفها مسؤولون آنذاك بأنها الأسوأ منذ 27 عاماً.

ويعد شهر نوفمبر (تشرين الثاني) شهر عواصف مطرية بالنسبة إلى المدينة الساحلية التي تتعرض لمثل هذه الحوادث في هذا الوقت من العام.

تجاوز أمطار 2009

وأكد المركز الوطني للأرصاد في البلاد أن الأمطار التي هطلت على جدة هذا اليوم تجاوزت في كميتها الأمطار المسجلة عام 2009، إذ بلغت في أعلى مواقع هطولها (جنوب المدينة) 179 ملم.

ونقلت لقطات تداولها الناس على مواقع التواصل الاجتماعي قوارب تابعة للدفاع المدني، وهي تحاول نقل العالقين من ضفاف الأرصفة لضفاف أخرى آمنة.

دعا مركز إدارة الكوارث في البلاد إلى إغلاق الأنفاق والطرق في جدة (اندبندنت عربية)

وقد أغلق الطريق المؤدي إلى مكة المكرمة تفادياً لأي أضرار.

كما أعلنت إمارة منطقة مكة المكرمة (السلطة الإدارية المحلية) بأنها أغلقت طريق مكة - جدة السريع، بشكل احترازي نظراً لهطول الأمطار.

الحركة المرورية

وأظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تأثر حركة المرور في جدة بفعل تساقط الأمطار الغزيرة، كما أظهرت الناس وهم يهرعون لترك سياراتهم وطلب النجدة من السيول التي اجتاحت الطرق والشوارع الضيقة.

وفي وقت مبكر، أعلن مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة على حسابه عبر "تويتر" تأخير إقلاع بعض الرحلات الجوية نظراً لظروف الأحوال الجوية، داعياً المسافرين للتواصل مع شركات الطيران للتأكد من مواعيد الرحلات الجديدة".

تعليق الدراسة

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس" أن وزارة التعليم قررت تعليق الدراسة في جدة ومناطق عدة مجاورة، وأوضحت "حفاظاً على سلامة الطلاب والطالبات، فقد تقرر تعليق الدراسة في جميع مدارس جدة ورابغ وخليص".

وبدأت امتحانات نهاية الفصل الدراسي في السعودية، وكانت المدارس أغلقت أبوابها الأربعاء بعد قرار ملكي بيوم إجازة للقطاعين الخاص والعام وللطلاب بمناسبة فوز المنتخب الوطني لكرة القدم على نظيره الأرجنتيني في مونديال قطر 2022.

استعان الدفاع المدني بالمعدات الثقيلة من أجل إنقاد العالقين في المياه (اندبندنت عربية)

وأشار مركز إدارة الأزمات والكوارث الذي دعا إلى إغلاق أنفاق عدة، لأن المنطقة الغربية معرضة لعواصف رعدية مصحوبة بأمطار غزيرة مع نشاط في الرياح السطحية وانعدام في الرؤية، وتساقط البرد، وجريان السيول، لافتاً إلى استمرار تلك الحالة حتى مساء الخميس.

وحذر الدفاع المدني السكان من الخروج إلا للضرورة حتى انتهاء الحالة المطرية، كما أعلنت أمانة المحافظة حالة الاستنفار القصوى موضحة أنها تواصل أعمالها الميدانية لحين انتهاء الحالة المطرية، بمشاركة نحو 2564 عاملاً وموظفاً، ونحو 960  آلية ومعدة.