قالت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم السبت إن روسيا غالباً ما تزيل رؤوساً نووية من صواريخ كروز متقادمة وتطلقها على أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع إن صوراً مفتوحة المصدر تظهر حطام صاروخ كروز أُطلق من الجو على أوكرانيا يبدو أنه كان مصمماً في الثمانينيات من القرن الماضي كنظام قصف نووي. وأضافت أنه يجري على الأرجح وضع ثقل مكان الرؤوس الحربية.
ومثل هذا نظام سيحدث دماراً من خلال الطاقة الحركية للصاروخ والوقود غير المستهلك. وأضافت الوزارة في نشرتها اليومية للمخابرات المنشورة على "تويتر" إن من غير المرجح تحقيق نتائج موثوقة ضد الأهداف.
وقالت الوزارة "أيا كان هدف روسيا فإن هذه التصرفات المرتجلة توضح مستوى نفاد مخزوناتها من الصواريخ طويلة المدى".
انتقاد رئيس بلدية كييف
من جهة أخرى، انتقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الجمعة رئيس بلدية كييف بسبب ما وصفه بسوء أدائه في إنشاء ملاجئ طارئة لمساعدة من يفتقرون للكهرباء والتدفئة بعد الهجمات الروسية وذلك في خلاف علني نادر بين زعماء أوكرانيا.
وفي أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية ضد شبكة الكهرباء، أنشأت أوكرانيا آلافاً من المراكز التي يمكن للناس الحصول فيها على تدفئة ومياه ووصلات الإنترنت والهواتف المحمولة .
وأشار زيلينسكي في كلمة خلال المساء إلى أن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو ومسؤوليه لم يفعلوا ما يكفي للمساعدة.
وقال "للأسف، لم يكن أداء السلطات المحلية جيداً في جميع المدن. وهناك الكثير من الشكاوى في كييف بشكل خاص ... وبعبارة ألطف، هناك حاجة إلى مزيد من العمل.
"برجاء الاهتمام فالناس في كييف يحتاجون لمزيد من الدعم... الكثير منهم بلا كهرباء لعشرين بل لثلاثين ساعة. نتوقع قيام مكتب رئيس البلدية بعمل متقن".
وهذه التصريحات غير معتادة نظراً لسعي زيلينسكي إلى ترسيخ صورة الوحدة الوطنية خلال الحرب وعادة ما يغدق الثناء على المسؤولين.
وتم انتخاب كليتشكو، الملاكم المحترف السابق البالغ من العمر 51 عاماً، رئيساً لبلدية كييف في عام 2014. ولم يكن هناك رد فعل فوري من مكتبه.
في الميدان
قال كيريل تيموشينكو، نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني، السبت، إن الكهرباء عادت إلى العمل في مدينة خيرسون جنوب أوكرانيا. وكتب عبر تطبيق "تيليغرام"، "سنمد أولاً البنية التحتية الحرجة للمدينة بالكهرباء ثم سنمد المستهلكين في المنازل على الفور".
وعاشت المدينة بلا كهرباء ولا تدفئة مركزية ولا مياه جارية عندما استعادتها القوات الأوكرانية يوم 11 نوفمبر.
وأدى قصف روسي على مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا إلى مقتل 15 مدنياً، الجمعة 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق ما أعلنت مسؤولة في المدينة، فيما لا يزال نحو نصف سكان كييف محرومين من الكهرباء في ظل درجات حرارة منخفضة.
وقالت غالينا لوغوفا عبر مواقع التواصل الاجتماعي "قتل اليوم 15 من سكان مدينة خيرسون وأصيب 35 آخرون بينهم طفل نتيجة قصف العدو". وأضافت أن "منازل خاصة عدة وبنايات شاهقة تضررت" جراء الهجمات.
وقالت وزارة إعادة دمج الأراضي المحتلة موقتاً في أوكرانيا في المساء إن قطاراً غادر خيرسون متجهاً إلى خميلنيتسكي "وعلى متنه المواطنون المئة الأوائل من خيرسون الذين استفادوا من الإجلاء الحكومي، بينهم 26 طفلاً، فضلاً عن سبعة مرضى طريحي الفراش وستة معوقين".
وأعلن حاكم منطقة خيرسون في وقت سابق الجمعة إجلاء المرضى من مستشفيات المدينة. وقال ياروسلاف يانوشيفيتش على مواقع التواصل الاجتماعي إنه "بسبب القصف الروسي المتواصل، نقوم بإجلاء المرضى من مستشفيات خيرسون".
نصف سكان كييف محرومون من الكهرباء
في الأثناء، لا يزال نحو نصف سكان العاصمة كييف محرومين من الكهرباء الحيوية خلال فصل الشتاء البارد بعد يومين من ضربات روسية استهدفت بنى تحتية للطاقة.
وقال الرئيس الأوكراني زيلينسكي إن أكثر من ستة ملايين منزل في أوكرانيا تأثرت بانقطاع التيار الكهربائي الجمعة.
وأضاف في خطابه اليومي "انقطاع التيار الكهربائي الليلة مستمر في معظم المناطق وفي كييف. أكثر من ستة ملايين أسرة في المجموع".
قصف منشآت الطاقة
وتعتبر الدول الغربية الحليفة لكييف أن استراتيجية موسكو في قصف منشآت الطاقة منذ أكتوبر (تشرين الأول) على خلفية انتكاساتها العسكرية، ترقى إلى مستوى "جرائم حرب"، ووصفها الرئيس زيلينسكي بأنها "جريمة ضد الإنسانية".
وقال عبر "فيسبوك" الجمعة "علينا أن نتحمل هذا الشتاء - شتاء سيتذكره الجميع". وفي مواجهة القصف الروسي، تلقت أوكرانيا أنظمة دفاع مضادة للطائرات من الغرب، لكنها ستحتاج إلى المزيد لتحييد صواريخ موسكو وطائراتها من دون طيار.
وأكدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن في برلين، إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتز، أن باريس وبرلين "ستدعمان أوكرانيا حتى نهاية هذا الصراع". وقالت بورن "منذ اليوم الأول من هذه الحرب الوحشية قدم بلدانا دعماً ثابتاً لأوكرانيا".
ورأى المستشار الألماني من جهته أن "سياسة الترهيب بالقنابل الروسية ضد البنى التحتية المدنية في أوكرانيا يجب أن تنتهي". وأشار إلى أن ألمانيا وفرنسا تعملان على مساعدة أوكرانيا في "إعادة بناء البنية التحتية للطاقة" التي دمرت جزئياً.
بعد الضربات المكثفة التي وقعت الأربعاء في أوكرانيا، يواصل المهندسون إصلاح الأضرار بينما انقطع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص الخميس بخاصة في العاصمة.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو "ثلث المساكن في كييف باتت لديها تدفئة، يواصل الخبراء العمل على إعادة (التيار الكهربائي) إلى العاصمة".
وأضاف "خلال النهار، تنوي شركات الطاقة توصيل الكهرباء إلى جميع المستهلكين بالتناوب". ولامست الجمعة درجات الحرارة الصفر، مع تساقط أمطار.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في شقتها التي انقطع عنها الغاز، توضح ألبينا بيلوغوب أن أطفالها ينامون الآن في غرفة واحدة لإبقاء أجسادهم دافئة. وتقول "هذه حياتنا. سترة فوق أخرى ثم ثالثة. نعيش هكذا الآن".
واعتبر رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الوطنية "أوكرنرجو" فولوديمير كودريتسكي أن نظام الطاقة الأوكراني قد "تجاوز الآن المرحلة الأصعب" بعد الهجوم الذي استهدفه.
وقال عبر "فيسبوك" إن الكهرباء عادت جزئياً في المناطق و"شبكة الطاقة مرتبطة من جديد بنظام الطاقة في الاتحاد الأوروبي".
بدوره، قال مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك "بعد القصف الروسي تضرر نظام الطاقة، لكنه أعيد في غضون 24 ساعة". وأضاف في تصريح متلفز "نعم، إنه وضع صعب ونعم يمكن أن يتكرر، لكن أوكرانيا يمكنها التعامل معه".
مساعدات جديدة
وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أثناء زيارته أوكرانيا الجمعة عن مساعدات جديدة، أبرزها إرسال سيارات إسعاف و"دعم" موجه إلى "الناجيات من العنف الجنسي الذي ارتكبه الجيش الروسي".
وأضاف كليفرلي "المملكة المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا". ويأتي ذلك بعد أسبوع على زيارة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تعهد خلالها منح أوكرانيا دعماً عسكرياً بقيمة 60 مليون يورو.
وتحدثت وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة عن طوابير سيارات تنتظر للتزود بالوقود أمام محطات عدة في كييف، ولا تزال شبكات الهاتف المحمول معطلة في بعض أحياء العاصمة.
روسيا تلوم الدفاعات الجوية الأوكرانية
من جانبها، تقول روسيا إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية فقط وتلقي باللوم في انقطاع التيار الكهربائي على الدفاعات الجوية الأوكرانية. واعتبر الكرملين أن أوكرانيا يمكنها إنهاء معاناة شعبها بقبول المطالب الروسية.
دبلوماسياً، نددت الخارجية الروسية بقرار للبرلمان الأوروبي وصف روسيا هذا الأسبوع بأنها "دولة راعية للإرهاب". وقالت موسكو إن هذا القرار "ليست له أي علاقة" بمكافحة الإرهاب.
من جهتها ستقاطع أوكرانيا أعمال جمعية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لأنها لم تعمد إلى تغيير قواعدها لاستبعاد التمثيل الروسي، وفقاً لعضو البرلمان الأوكراني يفغينيا كرافتشوك.
ماكرون لن يتصل ببوتين قبل زيارة واشنطن
لن يجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محادثة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل زيارته الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، حسبما أفاد الإليزيه الجمعة.
وقال مستشار للرئيس الفرنسي للصحافيين إن "الرئيس ليس لديه محادثة مع الرئيس بوتين على جدول أعماله قبل زيارته الولايات المتحدة". وأضاف أن "محادثاته مع الرئيس (فلاديمير) بوتين ليست ضمن جدول محادثاته مع الرئيس (جو) بايدن".
ويصل إيمانويل ماكرون إلى واشنطن مساء الثلاثاء في إطار زيارة دولة. وأكد مستشار الرئاسة أن المحادثة مع بوتين ستجري "في وقت قريب بما فيه الكفاية"، مضيفاً أنه لم يتم تحديد موعد لذلك بعد.
في منتصف نوفمبر أعلن الإليزيه أن ماكرون سيتصل ببوتين بعد قمة مجموعة العشرين، التي عقدت في 15 و16 نوفمبر في إندونيسيا.
ثم أعلن ماكرون الأربعاء أنه يعتزم إجراء "اتصال مباشر معه (فلاديمير بوتين) في الأيام المقبلة بشأن المسائل النووية المدنية أولاً ومحطة الطاقة في زابوريجيا".
وتعود آخر محادثة رسمية بين الرئيسين إلى 11 سبتمبر (أيلول). وقال الإليزيه الجمعة إن المحادثات مع الرئيس الروسي تجري وفقاً للاحتياجات "وليس على أساس روتيني".
وأوضح أن ماكرون يود تذكير نظيره الروسي بمطالب فرنسا وهي "أن تغادر القوات الروسية أوكرانيا وأن تستعيد أوكرانيا سيادة ووحدة أراضيها".
كذلك، أشار الإليزيه إلى أن الرئيس الفرنسي يعمل على تأمين محطة زابوريجيا النووية (جنوب أوكرانيا) المحتلة من قبل الروس، و"التي كانت في صلب محادثة سابقة، حتى محادثتين مع الرئيس بوتين".
وقال مستشار الرئاسة "ما نفهمه هو أن هناك موافقة من حيث المبدأ من الروس على إنشاء منطقة الحماية هذه، لكن الإجراءات حساسة للغاية ولايزال هناك عمل يتعين القيام به".
وأضاف أنه "يجب الحفاظ على ضغط كبير على كل الفاعلين لأن... لا أحد، سواء كان روسياً أو أوكرانياً، يمكنه اللعب بسلامة المحطة".
في ما يتعلق بالخروج من الصراع عبر المفاوضات، أشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أن أياً من الطرفين "ليس لديه إرادة حقيقية للتفاوض" لأنهما في الوقت الحالي "مقتنعان باستعادة التقدم في الميدان في الأشهر المقبلة".
وأضاف المصدر الدبلوماسي أنه بالنسبة إلى السلطات الروسية كما الأوكرانية، "إنه وقت الحرب وليس وقت المناقشات أو الدبلوماسيين"، وخلص إلى أن "لدينا اقتناعاً بأن هذا الصراع سيستمر".