قاد ليونيل ميسي المنتخب الأرجنتيني للفوز على المكسيك بنتيجة (2-0)، السبت 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، في الجولة الثانية بالمحموعة الثالثة بدور المجموعات في نهائيات كأس العالم 2022 التي تستضيفها قطر حتى 18 ديسمبر (كانون الأول)، ليحفظ لبلاده حظوظها في البقاء ضمن دائرة المنافسة والتأهل إلى الدور التالي.
وخسر المنتخب الأرجنتيني مباراته الافتتاحية في البطولة بنتيجة (1-2) على يد السعودية ليتذيل المجموعة بلا نقاط خلف الصقور الخضراء التي جمعت أول ثلاث نقاط ومنتخبي بولندا والمكسيك بعد تعادلهما معاً، مما جعل مهمة الأرجنتين مصيرية في مواجهة المكسيك وكانت أية نتيجة غير الفوز ستعيد ميسي ورفاقه إلى الوطن بخيبة أمل تاريخية.
وأمام التحفظ الدفاعي الشديد للمكسيك سدد ميسي تسديدة بعيدة المدى أرسلت الكرة إلى الشباك ثم صنع الهدف الثاني ليفوز راقصو التانغو بالمباراة ويدخلون دائرة المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل إلى دور الـ16.
ويعلق ملايين الأرجنتينيين آمالهم على ميسي (35 سنة) في جلب كأس العالم الثالثة إلى العاصمة بوينس آيرس بعد بطولة 1978 التي كان بطلها الهداف ماريو كيمبيس وبطولة 1986 التاريخية التي لعب الأسطورة دييغو مارادونا دور فارس أحلام بلاده في طريق التتويج بها.
وعلى رغم النجاحات غير المسبوقة التي حققها ميسي خلال مسيرته الذهبية مع برشلونة الإسباني واقتناصه سبع كرات ذهبية لأفضل لاعب في العالم (رقم قياسي) لكن جماهير بلاده لا تزال تضع مارادونا في مكانة أعلى بسبب ذكرى مونديال 1986.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووسط الحشود الجماهيرية الضخمة للأرجنتينيين في العاصمة القطرية الدوحة لا تزال صور مارادونا تقترن بصور ميسي، بل إن مجموعة من جماهير الأرجنتين تجوب الملاعب والميادين بمجسم للنجم التاريخي الراحل في 25 نوفمبر 2020.
المشجع الأرجنتيني ماتيو موريا الذي أتى من مدينة لا بلاتا لمؤازرة بلاده في قطر، قال لـ"اندبندنت عربية"، "مكانة مارادونا أعلى من ميسي، لقد فعل لنا الكثير، وحتى لو أحرز ميسي هذه الكأس سيظل مارادونا أكبر بالنسبة إلينا".
ولم يتفق رودريغو سانتا من روساريو مع مواطنه موريا، فأكد، "ميسي وصل إلى مكانة مارادونا، نحن نحبهما معاً، ونتمنى أن نحقق هذه البطولة لنستعيد سيادة العالم في كرة القدم، نحن كأرجنتينيين نشعر بالفخر لكثرة أساطيرنا".
ومن المؤكد أن تشبيه ميسي منذ بداية مسيرته كلاعب ناشئ في برشلونة الإسباني بالأسطورة مارادونا وعلى مدى سنوات طويلة، كان محفزاً له للنجاح وعامل ضغط شديد في آن واحد، لكن قيادة ميسي منتخب التانغو للتتويج بلقب "كوبا أميركا" في صيف 2021 بعد أشهر قليلة من رحيل مارادونا كانت حدثاً فارقاً في مسيرة ابن روساريو، بخاصة أن المباراة النهائية كانت أمام الغريم التاريخي البرازيل وفي أكبر ملاعبها استاد "ماراكانا"، وهي بطولة لم يستطع مارادونا التتويج بها طوال مسيرته.
وبهدفه في شباك المكسيك عادل ميسي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، عدد أهداف مارادونا (ثمانية أهداف) ومشاركاته في نهائيات كأس العالم (21 مباراة)، وباتت المواجهة المقبلة أمام بولندا فرصة لـ"ليو" لكسر أرقام مارادونا في المونديال.
واندفع ميسي نحو الجماهير التي كانت تصرخ من شدة الفرحة، وغالب مساعد المدرب بابلو أيمار الذي كان معشوق ميسي في طفولته، دموعه بينما كان يجلس على المقاعد.
ويتفوق ميسي في الأرقام الإجمالية مع المنتخب على أرقام مارادونا، إذ سجل 93 هدفاً في 167 مباراة، في مقابل 34 هدفاً في 91 مباراة لمارادونا.
وقال ميسي وهو في حال ارتياح بعد الفوز على المكسيك، "اليوم تبدأ كأس العالم بالنسبة إلى الأرجنتين، إنه ثقل أزيح عن كاهلنا".
وبمجرد أن تهدأ المشاعر، سيتعين على المدير الفني ليونيل سكالوني أن يستعد لمباراة بولندا الأخيرة لفريقه في دور المجموعات، إذ إن الفوز فقط هو الذي يضمن له التأهل للأدوار الإقصائية ويقربه خطوة من تحقيق حلم ميسي.