هاجم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بشدة خطة السلام المثيرة للجدل التي اقترحها الملياردير الأميركي إيلون ماسك لإنهاء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ودعا زيلينسكي، خلال مؤتمر عبر الفيديو نظمته صحيفة "نيويورك تايمز" الأربعاء 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، المالك الجديد لموقع "تويتر" لزيارة بلده الغارق في الحرب لمعاينة الوضع على أرض الواقع.
وسخر زيلينسكي من ماسك قائلاً "أعتقد أنه إما أن شخصاً ما لديه تأثير عليه وإما أنه يستخلص استنتاجات من تلقاء نفسه".
وأضاف الرئيس الأوكراني مخاطباً الملياردير المثير للجدل "إذا كنت تريد أن تفهم ما فعلته روسيا هنا، تعال إلى أوكرانيا وشاهد كل شيء بنفسك، وبعدها تخبرني كيف يمكن إنهاء هذه الحرب، ومن بدأها ومتى يمكن أن تنتهي".
وفي أكتوبر (تشرين الأول) أثار ماسك جدلاً على "تويتر" باقتراحه خطة سلام بين روسيا وأوكرانيا تقوم على احتفاظ موسكو بالقرم، شبه الجزيرة الأوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014 في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
ويقوم مقترح ماسك على تنظيم استفتاءات جديدة في المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمتها روسيا إليها، أخيراً، وحصول أوكرانيا على وضع الدولة المحايدة.
ألمانيا تعتبر المجاعة في أوكرانيا "إبادة جماعية"
في هذه الأثناء، أقر البرلمانيون الألمان، الأربعاء، تشريعاً يعتبر المجاعة التي طالت ملايين الأشخاص في أوكرانيا في ثلاثينيات القرن الماضي في عهد الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين "إبادة جماعية"، معتمدين بذلك لغة تستخدمها كييف.
وقال أحد البرلمانيين، إن النص المشترك الذي أقره أعضاء البرلمان من تحالف يسار الوسط في ألمانيا والمحافظين المعارضين، هو "تحذير" موجه إلى روسيا، بينما يمكن أن تشهد أوكرانيا أزمة جوع محتملة هذا الشتاء بسبب غزو موسكو.
وامتنعت أحزاب اليمين المتطرف واليسار المتطرف عن التصويت على القرار في مجلس النواب في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
وكتب الرئيس الأوكراني على "تويتر"، الأربعاء، "أشكر مجلس النواب على هذا القرار التاريخي"، مؤكداً أن "الحقيقة تنتصر دائماً".
وتعتبر كييف "الهولودومور" (تعني بالأوكرانية الموت جوعاً) التي حدثت في 1932 و1933 إبادة جماعية متعمدة ارتكبها نظام ستالين بهدف القضاء على الفلاحين.
واستولت حملة "التشارك" الإجباري التي قام بها ستالين على الحبوب والمواد الغذائية الأخرى ما أدى إلى تجويع الملايين.
وهذه المجاعة الكبرى كانت دائماً محور خلاف بين روسيا وأوكرانيا.
وترفض موسكو ما تراه كييف وتؤكد أن الوقائع جرت في سياق أوسع لمجاعات دمرت مناطق آسيا الوسطى وروسيا.
وأجج النزاع الحالي المخاوف من أن التاريخ قد يعيد نفسه. وأدى استهداف روسيا منشآت تخزين الحبوب وحصارها على صادرات أوكرانيا من البحر الأسود إلى اتهام موسكو باستخدام الغذاء سلاحاً في الحرب.
وقال روبن فاغنر من "حزب الخضر" الألماني وأحد الذين يقفون وراء القرار، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمل "في إطار التقاليد القاسية والإجرامية لستالين".
وصرح لصحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" بأن "أسس الحياة في أوكرانيا تنتزع مرة أخرى بالعنف والإرهاب".
أضاف فاغنر، أن اعتبار "الهولودومور" إبادة جماعية هدفه أن يكون "رسالة تحذير" إلى موسكو.
"يونيبر" الألمانية تقاضي "غازبروم" الروسية
أقامت مجموعة "يونيبر" الألمانية للطاقة، الأربعاء، دعوى على مجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة للحصول على تعويض عن عمليات تسليم الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر أنبوب "نورد ستريم"، الذي تقدر تكلفته بـ"11.6 مليار يورو" على الأقل منذ يونيو (حزيران).
وأعلنت المجموعة الألمانية أنها "أطلقت إجراءات تحكيم ضد غازبروم"، أمام محكمة تحكيم دولية في ستوكهولم في السويد، وتطالب بالتعويض عن "الأضرار المرتبطة بالكميات غير المسلمة منذ يونيو".
وقدرت الشركة التكاليف الناجمة عن قطع الغاز بـ"11.6 مليار يورو"، لكن قد "يتواصل ارتفاع (التكاليف) حتى نهاية عام 2024".
وتكبدت مجموعة "يونيبر" ضربة قاسمة جراء خفض تسليم الغاز الروسي منذ يونيو، والتوقف الكامل عن التسليم منذ سبتمبر (أيلول)، إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم" على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وكانت المجموعة الزبون الأبرز لـ"غازبروم" في البلاد.
والتزاماً منها بالعقود اضطرت إلى شراء الغاز بالدفع نقداً من السوق، إذ كانت الأسعار مرتفعة جداً خلال الصيف.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال المدير التنفيذي للمجموعة كلاوس- ديتر ماوباخ في بيان "نطالب بتغطية أضرارنا المالية الكبيرة (...) لقد تحملنا هذه التكاليف، لكنها ليست مسؤوليتنا".
في المقابل، أكدت مجموعة "غازبروم"، في بيان نقلته وكالات الأنباء الروسية الأربعاء، أنها "لا تعترف بانتهاك العقود ولا بشرعية مطالب التعويض عن الأضرار من جانب يونيبر".
أضافت "ندرس البيان الذي تلقيناه ونحمي مصالحنا في الإطار القانوني".
وتحدثت الشركة الروسية خلال الصيف عن "قوة قاهرة" لتبرير وقف عمليات تسليم الغاز، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
والتحدث عن "حالة القوة القاهرة" يسمح بتحرير الشركة من التزاماتها بموجب العقد عبر إعفائها من تحمل أي مسؤولية قانونية.
وينبغي أن تكون "القوة القاهرة" حدثاً لا يمكن توقعه وخارجاً عن إرادة الشركة ويمنعها من الإيفاء بالتزاماتها.
وترفض "يونيبر" منذ اندلاع الأزمة هذا التوصيف.
وفي 26 سبتمبر الماضي، دمرت انفجارات قبالة سواحل الدنمارك أجزاء كبيرة من خطي أنابيب "نورد ستريم 1 و2"، ما جعل التسليم مستحيلاً.
وأطلقت السلطات القضائية الدنماركية والألمانية والسويدية تحقيقاً، وترجح فرضية التخريب.
في المقابل، تنفي روسيا أن تكون خلف هذه الحوادث وتتهم بريطانيا بها.