أعلنت مزيد من المدن الصينية ومن بينها أورومتشي في أقصى الغرب الأحد، الرابع من ديسمبر (كانون الأول)، تخفيف القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا.
وتحاول الصين جعل سياسة "صفر كوفيد" أكثر دقة في استهداف بؤر التفشي وأقل إزعاجاً بعد احتجاجات غير مألوفة على القيود الأسبوع الماضي.
وقالت السلطات إن أورومتشي عاصمة إقليم شينجيانغ، حيث انطلقت أولى الاحتجاجات، ستعيد فتح مراكز التسوق والأسواق والمطاعم وغيرها من الأماكن اعتباراً من غد الإثنين، بعد عمليات إغلاق صارمة استمرت شهوراً.
وكانت هناك مؤشرات قليلة إلى حدوث اضطرابات كبيرة مطلع الأسبوع، ومع ذلك انتشرت الشرطة بكثافة في منطقة ليانج ماتشياو في بكين وفي شنغهاي حول طريق ولوموتشي الذي سمي نسبة إلى أورومتشي، وشهد الموقعان احتجاجات قبل أسبوع.
مشهد لم يسبق له مثيل
وأثار حريق أسقط قتلى بمبنى سكني الشهر الماضي في أورومتشي عشرات الاحتجاجات ضد قيود "كوفيد-19" في أكثر من 20 مدينة بعد أن قال بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إن الضحايا لم يتمكنوا من النجاة بأرواحهم بسبب إغلاق المبنى، ونفت السلطات ذلك.
ومثلت الاحتجاجات مشهداً من عصيان مدني لم يسبق له مثيل في بر الصين الرئيس منذ تولى الرئيس شي جينبينغ السلطة عام 2012.
وفي الأيام التي تلت الحادثة أعلنت عدد من المدن تخفيف إجراءات الإغلاق وقواعد الحجر الصحي واختبارات "كوفيد-19".
وفي الوقت الحالي تباينت خطوات تخفيف القيود في أنحاء البلاد.
خطوات التخفيف
وأعلنت السلطات أنه اعتباراً من غد الإثنين لن يضطر سكان شنغهاي إلى إظهار ما يثبت سلبية اختبار "كوفيد-19" لاستخدام وسائل النقل العام وزيارة الحدائق.
وفي وقت سابق، الأحد، ألغت مدينة ناننينغ عاصمة منطقة قوانغشي بجنوب البلاد، شرط إجراء اختبار "كوفيد-19" لركوب مترو الإنفاق.
وقالت سلطات بكين، السبت، إن شراء أدوية الحمى والسعال والتهاب الحلق لم يعد يتطلب تسجيلاً، وفرضت قيوداً على شراء تلك الأدوية لاعتقاد السلطات أن الناس يتناولونها لإخفاء إصابتهم بكورونا.
وأعلنت السلطات في مختلف أحياء العاصمة خلال الأيام الماضية أن من ثبتت إصابتهم بالفيروس يمكنهم الخضوع للحجر الصحي بمنازلهم.
رؤية الاحتجاجات
قالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هينز إن الرئيس الصيني شي جينبينغ غير مستعد لقبول اللقاحات الغربية على رغم التحديات التي تواجهها بلاده مع "كوفيد-19".
وقالت هينز في كلمة في "منتدى ريغان" السنوي للدفاع الوطني في كاليفورنيا، إنه على رغم التأثير الاجتماعي والاقتصادي للفيروس، فإن الرئيس الصيني "غير مستعد لأخذ لقاح أفضل من الغرب، وبدلاً من ذلك يعتمد على لقاح في الصين ليس فعالاً تقريباً ضد (سلالة) أوميكرون". وأضافت أن "رؤية الاحتجاجات والرد عليها يتعارض مع الرواية التي يحب (الرئيس الصيني) أن يطرحها، وهي أن الصين أكثر فاعلية في أسلوب إدارة شؤون الدولة". وتابعت، "مرة أخرى لا يتعلق الأمر بما نرى أنه تهديد للاستقرار في هذه اللحظة، أو تغيير النظام أو أي شيء من هذا القبيل"، مضيفة أن "الكيفية التي ستتطور معها الأمور ستكون مهمة لمكانة شي".
الحجر الصحي
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى رغم أن حالات الإصابة اليومية بالوباء في الصين تقترب من أعلى مستوياتها على الإطلاق، فإن بعض المدن تتخذ خطوات لتخفيف قواعد الاختبار والحجر الصحي بعد أن تسببت سياسة "صفر كوفيد" التي ينتهجها شي في تباطؤ اقتصادي حاد واضطرابات عامة.
ولم توافق الصين على أي لقاحات أجنبية لفيروس كورونا، واختارت تلك التي يتم إنتاجها محلياً، والتي أشارت بعض الدراسات إلى أنها ليست فعالة مثل بعض اللقاحات الأجنبية. وهذا يعني أن تخفيف إجراءات الوقاية من الفيروسات قد يأتي بمخاطر كبيرة وفقا لما يقوله المتخصصون.
وقال البيت الأبيض قبل أيام إن الصين لم تطلب لقاحات من الولايات المتحدة. وأوضح مسؤول أميركي أنه "لا توجد توقعات في الوقت الحالي" بموافقة الصين على لقاحات غربية.
حالتا وفاة
في الأثناء، ذكرت لجنة الصحة الوطنية، الأحد الرابع من ديسمبر (كانون الأول)، أن الصين سجلت 31824 إصابة جديدة بفيروس كورونا في الثالث من ديسمبر منها 4213 ظهرت عليها أعراض و27611 من دون أعراض. وأحصت البلاد في اليوم السابق 33073 إصابة جديدة منها 3988 مصحوبة بأعراض و29085 من دون أعراض.
وباستبعاد الإصابات الوافدة من الخارج، سجلت الصين 31601 إصابة محلية جديدة منها 4168 مصحوبة بأعراض و27433 من دون أعراض انخفاضاً من 32827 في اليوم السابق. وتم الإعلان عن حالتي وفاة جديدتين لترتفع الحصيلة الإجمالية للوفيات إلى 5235. وحتى الثالث من ديسمبر سجلت الصين 336165 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا.
تراجع جزئي
وتشهد الحالات تراجعاً جزئياً بسبب قلة عدد الأشخاص الذين يخضعون لاختبارات نتيجة تخفيف القيود وقلة الاختبارات الجماعية وتخفيف متطلبات الاختبارات. وأظهرت بيانات الحكومة المحلية أن العاصمة بكين سجلت 708 حالات مصحوبة بأعراض و2486 من دونها، مقابل 708 حالات بأعراض و2610 من دونها في اليوم السابق.
وفي شنغهاي، المركز المالي للصين، رصدت هيئة الصحة المحلية 36 حالة بأعراض و450 من دون أعراض، مقابل 27 حالة بأعراض و264 حالة بلا أعراض في اليوم السابق.
وقالت السلطات المحلية إن مدينة قوانغتشو الواقعة في الجنوب، والتي يبلغ عدد سكانها نحو 19 مليون شخص، أبلغت عن 810 حالات جديدة مصابة بأعراض انتقلت إليها العدوى محلياً و3771 حالة من دون أعراض، مقابل 826 حالة بأعراض و4096 بلا أعراض في اليوم السابق.