أصبحت تركيا حجر عثرة أمام خطة دولية معقدة لحرمان روسيا من عائدات النفط في زمن الحرب مع استمرار ارتفاع عدد الناقلات التي تنتظر الخروج من البحر الأسود عبر مضيقين تركيين، الجمعة التاسع من ديسمبر (كانون الأول).
ورفضت أنقرة إلغاء قاعدة فحص التأمين الجديدة التي طبقتها في بداية الشهر على رغم تعرضها على مدى أيام لضغوط من مسؤولين غربيين.
قالت وكالة تريبيكا للشحن إن عدد الناقلات التي تنتظر المرور عبر مضيق البوسفور في إسطنبول في طريقها إلى البحر المتوسط انخفض إلى ثماني، اليوم الثلاثاء من إجمالي 13، أمس في تراجع آخر لتكدس الناقلات عند المضيق خلال الآونة الأخيرة، وفقاً لرويترز.
وتسبب إجراء تركي ساري المفعول منذ بداية الشهر في تعطل حركة الشحن. ويتطلب الأمر من السفن تقديم إثبات التأمين طوال مدة العبور من مضيق البوسفور أو عند التوقف في الموانئ التركية.
وقالت تريبيكا، إن خمس ناقلات ستتجه جنوبا عبر مضيق البوسفور اليوم الثلاثاء. وفي يوم الجمعة، كانت هناك 20 سفينة تنتظر في البحر الأسود للمرور عبر المضيق.
وأضافت تريبيكا أنه من المقرر أن تمر ثماني ناقلات في مضيق الدردنيل الواقع إلى الجنوب من مضيق البوسفور الثلاثاء بينما تنتظر ست تحديد موعدها.
وقالت تريبيكا إن متوسط وقت انتظار الناقلات المتجهة جنوبا في مضيق البوسفور انخفض إلى ما بين 2.9 و3.4 يوم بانخفاض عما بين 3.8 و4.3 يوم أمس الاثنين. وبلغ متوسط وقت الانتظار ذروته فوق ستة أيام الأسبوع الماضي
تصدير النفط الروسي
واتفقت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا على منع مقدمي خدمات الشحن، مثل شركات التأمين، من المساعدة في تصدير النفط الروسي ما لم يتم بيعه وفقاً لسقف سعري حددوه للخام الروسي بهدف حرمان موسكو من إيرادات النفط في وقت الحرب.
وقالت هيئة الملاحة البحرية التركية إنها ستواصل منع ناقلات النفط التي لا تحمل خطابات التأمين المناسبة من دخول مياهها.
وقالت شركات التأمين الغربية إنها لا يمكنها تقديم الوثائق التي تطلبها تركيا لأنها قد تتعرض لعقوبات إذا تبين أن شحنات النفط التي تغطيها بيعت بأسعار تتجاوز السقف السعري.
وأضافت هيئة الملاحة أنه في حالة وقوع حادثة لسفينة تنتهك العقوبات فمن المحتمل ألا يغطي صندوق عالمي معني بتسرب النفط كلفة الأضرار.
وقالت في بيان "(من) المستبعد بالنسبة إلينا أن نخاطر بعدم تحمل شركة التأمين مسؤوليتها عن التعويض"، مضيفة أن تركيا تواصل المحادثات مع الدول الأخرى وشركات التأمين.
سفن تابعة للاتحاد الأوروبي
وأفادت بأن الغالبية العظمى من السفن المنتظرة قرب المضيقين تابعة للاتحاد الأوروبي وتتجه كمية كبيرة من النفط الذي تحمله إلى موانئ الاتحاد، وهو ما يثير استياء حلفاء أنقرة في الغرب.
وأوضحت هيئة الملاحة التركية أن أنقرة تخطط للسماح لثماني ناقلات لا تمتلك وثائق تأمين الحماية والتعويض ولا تزال تنتظر في بحر مرمرة بعبور مضيق الدردنيل.
وقال البيان إن هذه الناقلات ستتم مرافقتها حتى عبورها مضيق الدردنيل بموجب إجراءات إضافية بعد إغلاق المضيق أمام حركة الملاحة البحرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مصدر ملاحي إنه كان من المقرر عبور أربع ناقلات مضيق الدردنيل، السبت العاشر من ديسمبر، برفقة زوارق بعد فترة من الانتظار.
وقال البيان إن ناقلة نفط ترفع العلم التركي حصلت على خطاب تأمين الحماية والتعويض من شركة تأمين دولية تابعة للمجموعة الدولية لأندية الحماية والتعويض، بعد أن طلبت تركيا لأول مرة خطابات تأمين من ناقلات النفط.
ووفقاً للبيان، فإن الناقلة عبرت مضيق البوسفور الجمعة.
ويتسبب تكدس السفن في صعوبات متزايدة في أسواق النفط والناقلات. وتتجه ملايين البراميل من النفط يومياً باتجاه الجنوب من الموانئ الروسية عبر مضيقي الدردنيل والبوسفور في تركيا إلى البحر المتوسط.
نفط كازاخستان
تحمل معظم الناقلات المنتظرة في البوسفور نفطاً من كازاخستان. وقالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الخميس إن الإدارة الأميركية لا ترى مبرراً لتطبيق الإجراءات التركية الجديدة على تلك الشحنات.
وأضافت أن واشنطن لا ترى سبباً للاعتقاد أن روسيا ضالعة في قرار تركيا منع مرور السفن.
وقالت المفوضية الأوروبية الجمعة إن التأخيرات غير مرتبطة بالسقف السعري وإن تركيا يمكنها مواصلة التحقق من وثائق التأمين "كما كان يتم في السابق بالضبط".
وذكر متحدث لـ"رويترز" "لذلك نجري اتصالات مع السلطات التركية للحصول على توضيحات ونعمل على حل الوضع".
وحافظت تركيا على علاقاتها الجيدة مع كل من روسيا وأوكرانيا بعد الهجوم الروسي في فبراير (شباط). ولعبت أنقرة دوراً رئيساً في التوصل إلى اتفاق دعمته الأمم المتحدة في يوليو (تموز) للإفراج عن صادرات الحبوب من موانئ أوكرانيا على البحر الأسود.
لكن العلاقات بين أنقرة وواشنطن الحليفتين في حلف شمال الأطلسي شهدت توتراً في بعض الأحيان مع تجديد تركيا الشهر الماضي دعواتها للولايات المتحدة بوقف دعم القوات الكردية السورية.
وفرضت إدارة بايدن عقوبات الخميس على رجل الأعمال التركي البارز صدقي أيان ومجموعة شركاته، ووجهت إليه اتهامات بتيسير بيع النفط والتورط في غسل الأموال لصالح الحرس الثوري الإيراني.