أبقى المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم على آمال كرة أميركا الجنوبية في إيقاف الزحف الكروي الأوروبي المستمر منذ 20 سنة فشلت خلالها منتخبات القارة اللاتينية في التتويج بأي لقب لكأس العالم في مقابل هيمنة أوروبية تامة على الكأس الذهبية الأغلى.
وشهد يوم الجمعة التاسع من ديسمبر (كانون الأول) نهاية حزينة لمشوار البرازيل في مونديال قطر 2022، حيث ودع السامبا النهائيات من الدور ربع النهائي بعد الخسارة من المنتخب الكرواتي الأوروبي القوي (وصيف النسخة الماضية) بنتيجة (4-2) بركلات الترجيح بعد التعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي.
وكان المنتخب البرازيلي أكبر المرشحين لحصد لقب البطولة الحالية نظراً لتمتعه بجيل مميز مدجج بالنجوم، لكنه لم يستطع استكمال مشوار حصد الكأس السادسة بعد مرور 20 سنة على التتويج بالكأس الخامسة.
وكان آخر فوز لمنتخب أميركي جنوبي بلقب المونديال حققته البرازيل في نسخة كوريا واليابان 2002، حينما هزم راقصو السامبا بقيادة الظاهرة رونالدو نازاريو داليما المنتخب الألماني بنتيجة (2-0) في المباراة النهائية.
ومنذ ذلك الحين فشلت المنتخبات المتلاحقة للسامبا في جلب الكأس السادسة إلى برازيليا، حيث ودع السيليساو نسخة البطولة في ألمانيا 2006 على يد فرنسا في الدور ربع النهائي، ثم على يد هولندا في ربع نهائي نسخة مونديال جنوب أفريقيا 2010، قبل السقوط التاريخي أمام ألمانيا بنتيجة (7-1) في نصف نهائي نسخة 2014 التي استضافتها البرازيل.
وعاد المنتخب البرازيلي للإخفاق المونديالي في نسخة روسيا 2018 حين خسر من بلجيكا في الدور ربع النهائي بأداء باهت أحبط كل محبي كرة السامبا.
وبعد خروج أوروغواي والإكوادور من دور المجموعة في كأس العالم الحالية ثم وداع البرازيل الحزين، لم يعد هناك سوى الأرجنتين لحمل لواء كرة أميركا الجنوبية في المونديال في محاولة لإيقاف التفوق الأوروبي الكاسح في آخر 20 سنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهيمنت منتخبات أوروبية على ألقاب النسخ الأربع الماضية للمونديال، حيث فازت إيطاليا بالكأس في 2006 ثم فازت إسبانيا في 2010 ثم ألمانيا في 2014 وأخيراً فرنسا في 2018، لتكون هذه أطول فترة في تاريخ المونديال تشهد تفوق دول أوروبا على دول أميركا الجنوبية.
وخلال تاريخ المونديال الطويل الذي بدأ بتتويج أوروغواي بأول لقب عام 1930 لم تتمكن أوروبا من الفوز بلقبين متتاليين إلا عامي 1934 و1938، حينما فازت إيطاليا بلقبي النسختين الثانية والثالثة، ومنذ ذلك الحين كانت السيادة في المونديال للقارة اللاتينية التي فازت حتى 2002 بتسعة كؤوس عالم حققتها ثلاث دول (البرازيل 5 - الأرجنتين 2 - أوروغواي 2)، في مقابل ثمانية كؤوس لمنتخبات أوروبية حققتها (إيطاليا 3 - ألمانيا 3 - فرنسا 1 - إنجلترا 1).
وبعد 2002 تحولت دفة الهيمنة من القارة اللاتينية إلى القارة العجوز الأوروبية، ليصبح رصيد منتخبات أوروبا 12 كأساً في مقابل تسعة لأميركا الجنوبية.
الأرجنتين التي حققت لقب المونديال مرتين سابقتين في 1978 التي أقيمت على أرضها وكانت هذه نسخة تألق الهداف ماريو كيمبيس، ثم نسخة 1986 التي شهدت انفجار الأسطورة دييغو مارادونا، لم تستطع منذ ذلك الحين رفع الكأس الثالثة، وكانت قد اقتربت جداً من الحلم في نسخة 2014 حينما وصلت إلى النهائي وخسرت أمام ألمانيا.
ونجحت الأرجنتين خلال السنوات الأخيرة في بناء فريق مميز حول الأسطورة ليونيل ميسي (35 سنة) يقوده المدرب الوطني ليونيل سكالوني، وقد تمكنت هذه الخلطة السحرية من الفوز بكأس أمم أميركا الجنوبية "كوبا أميركا" 2021 على حساب الغريم التاريخي البرازيل في قلب استاد ماراكانا التاريخي في ريو دي جانيرو، ثم حسم النهائي الكبير "فيناليسيما" 2022 على حساب المنتخب الإيطالي، بطل أوروبا.
وبعد النجاحات المتتالية للأرجنتين ينظر إلى مونديال قطر على أنه الموعد المناسب لكي يحمل الأسطورة الحية ليونيل ميسي كأس العالم لتكرار إنجاز الأسطورة الراحل دييغو مارادونا في مونديال 1986.
وكاد حلم ميسي ورفاقه أن ينتهي كما انتهت أحلام البرازيل بعدما تقدم منتخب التانغو على هولندا بهدفين في ربع نهائي مونديال قطر، ليعود الهولنديون بهدفين في الدقائق الأخيرة ويجبرون راقصي التانغو على الاحتكام لركلات الترجيح التي شهدت تألق الحارس الأرجنتيني إيمليانو مارتينيز ليعبر ببلاده نحو نصف النهائي ويبقي على آمال أميركا الجنوبية في العودة لمقارعة أوروبا.