هل ترقى سلسلة "ميغان وهاري" Meghan and Harry الوثائقية التي بدأت منصة نتفليكس بعرضها إلى مستوى التوقعات بأنها ستتجاوز كل القيود؟ حسناً، بعد مرور الدقائق الخمس الأولى، نكون قد رأينا ميغان من دون مستحضرات تجميل بينما تلف شعرها بمنشفة وتنظر إلى كاميرا هاتفها باكية، لذلك سأقول إن الجواب هو نعم.
يتساءل الثنائي أكثر من مرة: "ما الذي نفعله؟" متأملين أفعالهما ضمن هذا الحلم الهستيري المحموم من تعظيم الذات. يقولان إن ما يريدانه هو قدرتهما على رواية قصتهما، وهي حكاية يشعران أنه لم يسمح لهما بروايتها من قبل، لكن يبدو الآن أنهما يسردانها بشكل احترافي من أجل تأمين لقمة العيش. لا يكشف العمل عن أسرار مهمة، ولا أمور مقلقة لدرجة أنها ستلغي تتويج الملك تشارلز المقرر في الربيع المقبل، في الواقع، أصبحت بعض الاقتباسات مستهلكة بعض الشيء. تغطي الحلقات الثلاث الأولى بداية الاستلطاف المتبادل بينهما ولغاية عشية حفل زفافهما، وهي عبارة عن تجميع لصور منخفضة التركيز مرفقة بموسيقى تصويرية ميلودرامية والعاطفة البريئة والأساطير الذاتية التي لا معنى لها.
لكن مع إصدار حلقة أخرى الأسبوع المقبل، تركز على حفل الزفاف وخروج الزوجين المذهل لاحقاً من العائلة المالكة، ربما ما زلنا بانتظار بعض المفاجآت. يتضمن العمل تنويهاً يشير إلى أن جميع المقابلات أجريت بحلول أغسطس (آب) الماضي، أي قبل وفاة الملكة، لكن ربما سيتم إقحام إشارة إلى الحدث في اللحظة الأخيرة؟
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تخبرنا الحلقة الأولى كيف التقيا، وفي الواقع، من اللطيف حقاً كيف أنهما يعتبران لقاءهما أكثر حدث غير عادي على الإطلاق على ما يبدو. هناك كم مرهق من المواد الحميمية - صور شخصية ومقاطع فيديو ورسائل قصيرة خاصة ورسائل بريد إلكتروني. أنا شخصياً أحترم تماماً حقيقة أن الزوجين، اللذين تعرضا للانتقاد لما بدا نفاقاً في تعاملهما مع موضوع الخصوصية، يمتلكان الحق في مشاركة هذه الأشياء بشروطهما الخاصة، لكن بصراحة، ليس الأمر بهذه الأهمية. نحن نصدقكما ونعترف أنكما مغرمان ببعضكما لكن لا حاجة إلى عرض مزيد من رسائلكما الخاصة التي تبادلتماها عبر تطبيق واتساب!
عند إجراء المقابلات، يبدوان غير قادرين على التحدث مثل الأشخاص العاديين. يقول هاري: "هذه قصة حب رائعة. والتفصيل الأكثر جنوناً فيها هو أنها ما زالت في بدايتها برأيي"، أما ميغان فتقول إن أحد زملائها في فريق عمل مسلسل "سوتس" Suits نصحها: "كوني حريصة عندما تخططين لعطلتك الصيفية على ترك حيز للسحر". كانت خطتها أن تظل عازبة، لكن "بعد ذلك جاء هاري وتحدث عن تغيير مسار الحبكة". آه، وفي أحد المقاطع كانت تتلو من ذاكرتها فقط وبكل صدق قصيدة كتبتها لما كانت طفلة عن ألم طلاق والديها. في بدايات الوثائقي، أوضحت ميغان إحباطها لأن الناس لا يدركون من هي حقاً، لكن هناك شعوراً متوتراً في محاولتها المستمرة تحسين صورتها. في لحظة صراحة واضحة قالت من حديقة منزلهما، بعد إطلاق تنهيدة مبتهجة: "الصغيران نائمان. إنها ليلة جميلة. سأقوم بقطف بعض الورود".
هناك كثير من المواد التي ستسمح لمنتقدي دوق ودوقة ساسكس بمهاجمتهما. في بعض المقاطع، من الصعب معرفة ما إذا كان الزوجان ساذجين أم مخادعين. هل اعتقدت ميغان حقاً أن وجوب انحنائها أمام ملكة إنجلترا كان "مزحة"؟ قد يكون طلباً عفى عليه الزمن، لكنه بالتأكيد ليس طلباً غير متوقع. قالت واصفة أول ظهور علني لها: "كنت أسأل، ما هو الطقس الملكي؟" يبدو أيضاً أن لديهما حاجة مرضية غريبة لتوثيق كل جانب من جوانب حياتهما. قالت صديقة ميغان عن الجلسة التي علمت فيها عن علاقتها بالأمير: "لدينا صورة توثق تلك اللحظة". لا شك في ذلك. لديهما صورة لكل شيء. في واحدة من اللحظات العديدة حيث اضطررت غير مصدقة إلى تمرير الفيلم إلى الخلف، كان هناك تسجيل تظهر فيه ميغان تهمس عبر الهاتف إلى صديقتها قبل لحظات من طلب هاري يدها. لا يمكنك إلا أن تتساءل: ماذا؟ لماذا؟ كيف؟ من يفعل ذلك؟
في هذه الأثناء، يعبر هاري عن غضبه حيال بعض القضايا العزيزة على قلبه، ويستخف بالمراسلين الصحافيين للشؤون الملكية ويعلن أن "أي شخص يستطيع أن يكون خبيراً ملكياً" (لماذا تهين القديسة الراعية تينا براون بهذا الشكل؟) وهناك لقطات لويليام وكيت مرفقة بتعليقات صوتية من مؤرخين يقولون أشياء من قبيل: "لديهما قدر ضئيل من الاستقلالية". هناك تفرعات أخرى، مثل إشارة هاري إلى أن أفراد العائلة المالكة غالباً ما يتزوجون أشخاصاً "يستوفون الشروط، على عكس شخص ربما يكون وجودكما معاً مقدراً".
لكنني أجد الزوجين محبوبين في بعض الأحيان، ومتعاطفين للغاية في أحيان أخرى. عندما علم الثنائي أن قصة علاقتهما كانت على وشك الانتشار، قررا قضاء آخر ليلة بحرية. كيف فعلا ذلك؟ بإقامة حفلة هالوين مع الأميرة يوجيني. يبدو أن كلاً منهما يرزح تحت عبء الرغبة في تبرئة أمه: هاري الذي رأى الأميرة ديانا محاصرة بتطفل الصحافة، وميغان التي شاهدت والدتها دوريا تنعت بـ"زنجية"، كما أن النقاط المطروحة حول العنصرية في بريطانيا وتاريخها الإمبراطوري الذي يصفه ببلاغة كل من المؤرخ ديفيد أولوسوغا والكاتبة أفوا هيرش، يجب أن تؤخذ على محمل الجد. يبدو أن اغتراب الزوجين نابع إلى حد كبير من الشعور بأن المؤسسة الملكية لم تفهم أو تفعل ما يكفي حيال تجارب ميغان مع العنصرية. من الصعب التفكير الآن أن معالجتها بشكل أفضل لم تكن ممكنة، بخاصة في ضوء الخلاف الأخير حول التعليقات العنصرية التي تردد أن ليدي هاسي، مساعدة الملكة الراحلة، أدلت بها.
أكثر شعور مزعج في قصة خروج الثنائي هو الإحساس بضياع الفرصة. يتم تذكيرنا هنا بالحماس الذي أثاره انضمام ميغان إلى العائلة، والأمل في أن يكون زواجهما علامة على بريطانيا معاصرة وشمولية أكثر، ما زلنا نتعامل مع تداعيات القضايا المشحونة والمثيرة للانقسام مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الذي يشار إليه في العمل مباشرة. وعلى المستوى الشخصي، يبدو أن الزوجين لا يزالان يتخبطان في كثير من الألم الشخصي أيضاً. قد تكون الحلقة الثانية تصويراً أكثر قسوة للعائلة المالكة، لكنني أظن أنها ستعمق كذلك الشعور بأن هاري وميغان أصبحا محاصرين في روايتهما الخاصة.
تتوفر الحلقات الثلاث الأولى من وثائقي "هاري وميغان" للمشاهدة حالياً على منصة نتفليكس.
© The Independent