أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن أسواق النفط العالمية تواجه في الوقت الراهن تحديات على المستويين الاقتصادي والسياسي، مما يجعل الطلب على الخام يعاني حالة عدم اليقين ويضع تحالف "أوبك+" في موقف صعب، مؤكداً أن المجهود الجماعي للتحالف هو المحقق لما نسميه "معجزة في 2020". وخلال ملتقى الميزانية السعودية 2023 الذي تنظمه وزارة المالية، الأحد 11 ديسمبر (كانون الأول) في الرياض، أضاف الأمير عبدالعزيز بن سلمان "إننا في (أوبك+) نسعى إلى أن نكون منظمين للسوق كما يحدث من البنوك المركزية... وأذكر الجميع كيف كنا في أبريل (نيسان) 2020 وما وصلنا إليه الآن بعد تقلبات حادة في الأسواق". وشدد وزير الطاقة السعودي على أنه يصر على مشاركة كل عضو في "أوبك+" سواء أكان منتجاً كبيراً أو صغيراً جزءاً من صنع القرار، وهو ما ساعد في تعزيز الثقة، حيث إن العمل الجماعي يستوجب التوافق لذلك من الأساس، مضيفاً أن التطورات العالمية الأخيرة أثبتت أن التحالف اتخذ القرار الصحيح.
منظور اقتصادي
وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان "علينا تعزيز الثقة بين الدول والمشاركين في (أوبك+)، وقد انتقلنا الآن إلى مرحلة مختلفة في 2022 التي يغلب عليها الطابع السياسي، والتحالف يعمل وفق منظور اقتصادي بعيداً من الشأن السياسي"، موضحاً أن التحالف تعرض لضغوط كبيرة لتعديل سياسة الإنتاج خلال الفترة الأخيرة، ولكن "أثبتت الأيام أننا كنا على صواب". وبحسب قول الأمير عبدالعزيز، فإن "أوبك+" نجح في تجاوز جميع التحديات الجيوسياسية وجائحة كورونا، كما تجاوز كثيراً من الضغوط ويضع الحفاظ على السوق في المقام الأول، مؤكداً أن التحالف حريص على الحد من تقلبات الأسواق ولديه برامج ورؤية ومستهدفات للحفاظ على سوق الطاقة. وأضاف أن تحالف "أوبك+" لن يتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية سوق النفط من أي تحديات اقتصادية أو سياسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحدد وزير الطاقة السعودي التحديات الاقتصادية التي تواجه الطلب على النفط في موقف الصين من سياسة "صفر كوفيد" والخطوات التي تتبعها لإعادة فتح الاقتصاد، وكذلك الأوضاع الاقتصادية العالمية الناتجة عن إفراط البنوك المركزية في ضخ السيولة خلال فترة كوفيد، والتأخر في رفع معدلات الفائدة، وما ترتب عليه من الوصول حالياً إلى معدلات حادة في رفع الفائدة لكبح التضخم، وهو ما انعكس سلباً على نمو الاقتصاد العالمي. وعلى الجانب السياسي أشار الأمير عبدالعزيز بن سلمان إلى الموقف الغربي من النفط الروسي والمتعلق بفرض سقف لأسعار صادرات خام روسيا، وردود الفعل المرتقبة من الجانب الروسي التي لم تتضح بعد، وهو ما يضيف إلى حالة عدم اليقين بأسواق النفط.
تقلبات حادة
وشهدت أسواق النفط تقلبات حادة خلال الربع الأخير من 2022، حيث هوت الأسعار لأدنى مستوى منذ عام تقريباً، وهو ما يعني محو جميع مكاسب الخام التي حققها خلال السنة، حيث هبط خام برنت لعقود فبراير (شباط) إلى ما دون مستوى 80 دولاراً للبرميل، وكذلك هبطت عقود الخام الأميركي لتسليمات يناير (كانون الثاني) لمستوى يقارب 70 دولاراً للبرميل.
التحالف وخفض الإنتاج
وكان آخر اجتماع لتحالف "أوبك+"، الذي يضم أعضاء منظمة أوبك وآخرين من خارجها على رأسهم روسيا، قد عُقد في الرابع من ديسمبر (كانون الأول) الحالي حيث وافق التحالف على إبقاء مستوى إنتاج النفط المستهدف عند مستوياته الحالية من دون تغيير عبر خفض بمقدار مليوني برميل يومياً بداية من نوفمبر (تشرين الثاني) وحتى نهاية عام 2023. ويأتي قرار التحالف بتمديد العمل بسياستها الحالية بعدما اتفقت مجموعة السبع على فرض حد أقصى لأسعار النفط الروسي ومتزامناً مع حالة عدم اليقين الذي يسود السوق العالمية، الناجم عن الغموض بشأن الطلب الصيني.
تطورات السوق
وقال محللون إن القرار كان متوقعاً مع انتظار كبار المنتجين لمعرفة تأثير حظر الاتحاد الأوروبي على الواردات وقرار مجموعة الدول السبع الصناعية وضع سقف لسعر النفط الروسي المنقول بحراً عند 60 دولاراً للبرميل، مع تهديد روسيا بقطع الإمدادات عن أي دولة تلتزم بهذا الحد الأقصى. وأكدت الدول الأعضاء في "أوبك +" مجدداً استعدادها للاجتماع في أي وقت، واتخاذ المزيد من الإجراءات الفورية لمعالجة أي تطورات بالسوق لدعم توازن أسواق البترول واستقرارها، متى ما تطلب الأمر.