ربما خسر المنتخب المغربي لكرة القدم مباراة نصف نهائي كأس العالم أمام بطل العالم الفرنسي بنتيجة (0-2)، الأربعاء 14 ديسمبر (كانون الأول)، ليفقد فرصة تاريخية لبلوغ نهائي الحدث الأهم في عالم اللعبة الشعبية الأولى، لكن رحلة أسود الأطلس في مونديال قطر 2022 لم تنته بعد، ولا يزال أمام فريق المدير الفني الوطني وليد الركراكي خطوة تاريخية يمكن أن يخطوها.
قبل خسارة المغرب من فرنسا حاملة لقب البطولة في روسيا 2018، كان الفريق العربي المذهل خاض أصعب مسيرة لفريق في مونديال 2022، إذ واجه في دور المجموعات منتخب بلجيكا وصيف كأس العالم الماضية والمصنف الثاني عالمياً، والمنتخب الكرواتي ثالث مونديال روسيا، إضافة إلى منتخب كندا، ثم بعد تصدره مجموعته وتأهله إلى دور الـ16 اصطدم بالمنتخب الإسباني القوي بقيادة المدرب لويس إنريكي، الذي كان أحد المرشحين لحصد لقب البطولة.
وبعد تخطي عقبة إسبانيا بركلات الترجيح، ظن بعضهم أن مسيرة المغرب بلغت ذروتها بتحقيق إنجاز تاريخي للكرة العربية بالوصول إلى ربع نهائي المونديال، لكن أعين أسود الأطلس كانت لا تزال تنظر بعيداً، ليفوز المنتخب الأحمر على البرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو لاستكمال مسيرة الحلم في نصف النهائي.
وأمام فرنسا في نصف النهائي ظهرت ملامح الإرهاق على لاعبي المغرب إضافة إلى تأثير الغيابات الكبيرة في تشكيلة المدرب الركراكي، ليتوقف الحلم عند هذه المرحلة التي لم يكن أشد المتفائلين يحلم ببلوغها.
وأصبح الجيل الحالي للمنتخب المغربي على بعد خطوة أخرى من تحقيق إنجاز تاريخي بتحقيق المركز الثالث والميدالية البرونزية في المونديال حين يواجه كرواتيا في مباراة تحديد المركز الثالث، السبت المقبل بإستاد خليفة الدولي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي المواجهة بعد أن أدرك المنتخبان المغربي والكرواتي أن الفوز على منتخبين عالميي الطراز مثل الأرجنتين وفرنسا والوصول إلى النهائي ليس بالأمر الهين.
وستكون هذه المواجهة الثانية بين الفريقين في قطر، بعدما تعادلا سلبياً في مستهل دور المجموعات، على غرار سيناريو بلجيكا وإنجلترا اللتين تواجهتا في دور المجموعات ثم في مباراة تحديد المركز الثالث في نسخة 2018 في روسيا.
وقال وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي، "ندرك أننا حققنا إنجازاً كبيراً بالفعل، نعلم ذلك بمشاهدة وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيون والصور، شاهدنا أن الجميع كانوا فخورين ببلادنا".
"نشعر بخيبة أمل من أجل الجماهير المغربية الليلة، وأردنا الإبقاء على حلمنا، لكننا راضون عما حققناه، نشعر أنه كان بإمكاننا تحقيق مزيد لكن التفاصيل الصغيرة تساعد الأبطال الحقيقيين، وهو ما شاهدناه الليلة بالفعل".
وعن مواجهة كرواتيا قال "ستكون مباراة صعبة على المستوى الذهني، سأمنح الفرصة للاعبين الذين لم يشاركوا وسنحاول حسم المركز الثالث".
وأضاف "المهم أننا قدمنا صورة جيدة وأن الكرة في المغرب ليست ببعيدة عن أعلى المستويات".
وأعرب قائد المنتخب المغربي رومان سايس عن حزنه للغياب عن نهائي لوسيل، وقال "نشعر بخيبة أمل بسبب النتيجة، كنا نريد الفوز مثل كل المباريات السابقة لكن ذلك لم يحدث".
"فخورون بما تحقق وتبقى لنا مباراة المركز الثالث أمام منافس لا يستهان به، وليس لدينا أي ندم، لعبنا على رغم الإصابات والحمد لله وصلنا إلى هذا المستوى وحققنا إنجازاً، وكان بإمكاننا تحقيق الأفضل وسنسعى إلى حصد المركز الثالث".
وبدا أن وصول كرواتيا إلى نهائي البطولة للمرة الثانية على التوالي غير مرجح بعدما فازت بمباراة واحدة فقط بدور المجموعات.
لكن بفضل العمل الشاق والمثابرة وصلت كرواتيا إلى قبل النهائي بعد تغلبها على اليابان والبرازيل بركلات الترجيح، لكن المتألق ليونيل ميسي قاد الأرجنتين لإنهاء آمال منتخب البلد الأوروبي في الوصول إلى النهائي.