سبب الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك، المالك الجديد لـ"تويتر" الذي يؤكد أنه مدافع عن حرية التعبير، عاصفة الجمعة 16 ديسمبر (كانون الأول)، بتعليقه حسابات عدد من الصحافيين الأميركيين على شبكة الرسائل القصيرة، وبات يواجه تهديدات من الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليه.
وقالت نائبة رئيسة المفوضية الأوروبية فيرا جوروفا إن "الأنباء عن التعليق التعسفي لحسابات صحافيين على ’تويتر‘ مقلقة"، مذكرة بأن القانون المتعلق بالخدمات الرقمية الذي يفترض أن يطبق على مجموعات التكنولوجيا العملاقة الصيف المقبل "يفرض احترام حرية الإعلام والحقوق الأساسية".
وأضافت "يجب أن يدرك إيلون ماسك ذلك"، مشيرة إلى أن "هناك خطوطاً حمراً، وهناك عقوبات قريباً".
عشرات الصحافيين
وزارة الخارجية الألمانية قالت من جهتها في تغريدة الجمعة، إن "حرية الصحافة يجب ألا يتم تشغيلها وتعليقها بحسب الأهواء". وأضافت "لهذا السبب لدينا مشكلة مع ’تويتر‘".
وفي تغريدة أخرى قال الوزير الفرنسي للتحول الرقمي جان نويل بارو، إنه "صدم بالطريقة التي يدفع بها إيلون ماسك ’تويتر‘ إلى الهوة"، مؤكداً أن "حرية الصحافة هي أساس الديمقراطية، والمساس بأحد الأمرين يعني المساس بالآخر".
وعلقت حسابات عشرات الصحافيين الأميركيين على "تويتر" بينهم عاملون في وسائل إعلام من بينها "سي أن أن" كدوني أوسوليفان، و"نيويورك تايمز" كراين ماك، و"واشنطن بوست" كدرو هارويل، وكذلك صحافيون مستقلون.
وكان بعضهم كتبوا تغريدات عن قرار اتخذه موقع "تويتر" الأربعاء بتعليق حساب يرصد تلقائياً رحلات إيلون ماسك على متن طائرته الخاصة.
السبب
ولم يذكر "تويتر" سبب أو مدة تعليق هذه الحسابات. غير أن مالك الشبكة الاجتماعية الذي أثار جدلاً مرات عدة منذ شرائه الشبكة في أكتوبر (تشرين الأول)، أصدر بعض الإشارات في سلسلة تغريدات نشرت ليل الخميس الجمعة.
فقد كتب إيلون ماسك على "تويتر"، "الحسابات المتورطة في التشهير ستحصل على تعليق موقت لمدة سبعة أيام"، مشيراً إلى أن هذه القواعد تنطبق "على الصحافيين مثل أي شخص آخر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال ماسك "نشروا مكان وجودي بدقة في الوقت الفعلي وإحداثيات تسمح باغتيالي، في انتهاك مباشر (وواضح) لشروط خدمة ’تويتر‘".
وتم تعليق حساب "ماستودون" منافس "تويتر"، على الشبكة الاجتماعية.
ودانت "سي أن أن" التعليق "المتسرع وغير المبرر لحسابات عدد من المراسلين"، معتبرة أنه "أمر مزعج لكنه غير مفاجئ". وأضافت أن "عدم الاستقرار والتقلبات المتزايدة في ’تويتر‘ تثير قلقاً خاصاً لأي شخص يستخدم المنصة"، موضحة أنها "طلبت من ’تويتر‘ توضيحاً" وأنها ستعيد "تقييم علاقتنا بناء على هذا الرد".
المتحدث باسم "نيويورك تايمز" تشارلي ستاتلاندر قال من جهته، "نأمل في أن تتم إعادة حسابات جميع هؤلاء الصحافيين وأن يقدم موقع ’تويتر‘ تفسيراً مرضياً".
رسائل متضاربة
وفي بداية هذه القصة كتب ماسك الأربعاء أن "مطارداً مجنوناً" تعقب سيارته في لوس أنجليس بينما كان مع طفله، كما ذكر تعقب طائرته الخاصة أيضاً. وأعلن في هذه التغريدة أنه سيقاضي الشخص الذي يقف وراء حساب "إيلون-غيت" المعلق الآن.
وأنشأ هذا الحساب طالب ويتبعه حوالى نصف مليون شخص. وكان هذا الحساب يستخدم بيانات عامة للإشارة بشكل تلقائي إلى زمن ومكان إقلاع وهبوط طائرة رئيس "سبيس أكس" و"تيسلا".
وفي وقت لاحق، نشر "تويتر" تغريدة أكد فيها منع معظم التغريدات التي تكشف عن موقع أي شخص في الوقت الفعلي.
وعندما تولى رئاسة "تويتر"، وعد ماسك بألا يمس بموقع "إيلون-غيت". ومنذ شرائه المنصة في مقابل 44 مليار دولار، أطلق الملياردير رسائل متضاربة حول ما هو مسموح به وما هو غير مسموح به.
وأعاد المدافع المتحمس عن حرية تعبير كبيرة - طالما أن الملاحظات تحترم القانون - الحسابات التي كانت محظورة سابقاً من قبل الشبكة الاجتماعية، بما في ذلك حساب الرئيس السابق دونالد ترمب. لكنه علق أيضاً رسالة كاني ويست بعد نشر رسائل عدة اعتبرت معادية للسامية، ورفض عودة منصة اليميني المتطرف أليكس جونز المؤمن بنظرية المؤامرة.