Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين في بيلاروس والغرب يحشد الدعم لأوكرانيا في لاتفيا

صفارات الإنذار تصدح في كييف على وقع ضربات المسيرات الروسية وزيلينسكي يطالب بمزيد من الأسلحة

انطلقت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في كييف وفي معظم أنحاء أوكرانيا، الاثنين 19 ديسمبر (كانون الأول)، بعد ساعات من تنفيذ روسيا هجوماً واسع النطاق بطائرات مسيرة على العاصمة الأوكرانية والمنطقة المحيطة بها، فيما وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين إلى بيلاروس للقاء نظيره ألكسندر لوكاشنكو، في ما يؤجج المخاوف من أنه سيضغط على الدولة الحليفة له للمشاركة في هجوم جديد على أوكرانيا.

وكان هناك نشاط عسكري مستمر بين موسكو ومينسك لأشهر في بيلاروس، وهي حليف مقرب من الكرملين استخدمت موسكو أراضيه كمنصة انطلاق لهجومها غير الناجح على كييف في فبراير (شباط) الماضي.

وقال قائد القوات المشتركة للقوات المسلحة الأوكرانية سيرهي نايف، "خلال (هذه المحادثات) تتم معالجة مسائل تتعلق بمزيد من الاعتداءات على أوكرانيا والمشاركة الأوسع نطاقاً لقوات بيلاروس في العملية ضد أوكرانيا، وبالتحديد، حسب رأينا، على الأرض أيضاً".

ودأب لوكاشنكو على توضيح أنه لا نية لديه لإرسال قوات من بلاده إلى أوكرانيا. ونفى الكرملين تلميحات أن بوتين أراد الضغط على بيلاروس لتؤدي دوراً أكثر فعالية في الصراع. ونقلت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية عن ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، قوله إن مثل هذه التقارير "لا أساس لها" و"تنم عن الغباء".

وخلال استقابل بوتين الذي وصل إلى مينسك رفقة وزيري الدفاع والخارجية، دعا لوكاشنكو إلى توثيق التعاون العسكري مع موسكو. وقال لنظيره الروسي، "الأوقات الصعبة تتطلب منا الإرادة السياسية والتركيز على تحقيق نتائج في جميع مواضيع جدول الأعمال الثنائي". وأضاف أن "القضايا الرئيسة في الآونة الأخيرة هي قضايا الدفاع والأمن".

وقال لوكاشنكو، "روسيا وبيلاروس منفتحتان على الحوار مع الدول الأخرى، بما في ذلك الدول الأوروبية. وآمل أن تستمع قريباً إلى صوت العقل".

وأبلغ بوتين حليفه البيلاروسي أنه يأمل في تعميق العلاقات الاقتصادية بين البلدين خلال الزيارة وأشاد ببيلاروس باعتبارها "حليفنا بالمعنى الحقيقي للكلمة".

ويسعى الكرملين منذ سنوات إلى توطيد أسس التكامل مع بيلاروس التي تعوّل على موسكو للاستحصال على قروض ونفط بأسعار مخفّضة، غير أن لوكاشنكو ما انفكّ يعارض بشدّة محاولات توحيد البلدين على الرغم من أنه حليف أساسي لروسيا في حربها هذه.

وأفادت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الروسية التي انتقلت إلى بيلاروس في أكتوبر (تشرين الأول) ستجري تدريبات تكتيكية على مستوى الكتائب. ولم يتضح على الفور موعد بدء التدريبات.

مهاجمة كييف

وهاجمت روسيا أوكرانيا بعشرات الطائرات المسيرة الانتحارية فيما الناس نيام خلال الساعات الأولى من صباح الاثنين، مستهدفة البنية التحتية الحيوية في كييف وحولها في ثالث هجوم جوي تشنه موسكو على العاصمة الأوكرانية في أقل من أسبوع.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن دفاعاتها الجوية أسقطت 30 من أصل 35 طائرة مسيرة في أحدث هجوم من سلسلة هجمات روسية بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) استهدفت شبكة الكهرباء الأوكرانية، مما تسبب في انقطاعات واسعة النطاق في الشتاء. ويتم إنتاج الطائرات المسيرة الانتحارية بثمن بخس فلا يعاد استخدامها إذ تطير من دون طيار نحو هدفها قبل أن تنخفض بسرعة وتنفجر عند الاصطدام به.

 

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن الهجمات لم تسفر عن قتلى أو مصابين وفقاً لمعلومات أولية.

وقال شاهد من "رويترز" إن حريقاً اندلع في أحد مواقع منشأة للطاقة بمنطقة شيفتشينكيفسكي وسط العاصمة خلال الليل. وقال مسن يعمل حارساً بمستشفى قريب، "سمعت انفجاراً. وفي غضون ثلاث أو أربع دقائق سمعت انفجاراً آخر".

مسيرات إيرانية

وأعلنت الإدارة العسكرية لمدينة كييف في منشور على "تيليغرام" إن "العدو يهاجم العاصمة"، وحضت السكان على إعارة اهتمامهم للإنذارات التي تطلقها السلطات في شأن حصول غارات.

وأكدت أن القوات الروسية تستخدم طائرات "شاهد" إيرانية الصنع التي استخدمت في ضرب العاصمة في الأسابيع الأخيرة.

وأطلق جهاز الحماية المدنية في كييف إنذاراً أولياً بحصول غارات عند الساعة 1.56 صباحاً (23:56 بتوقيت غرينتش) واستمرت حالة التأهب ثلاث ساعات، ثم انطلقت صفارات الإنذار مجدداً في الساعة 5:24 صباحاً قبل أن يتم الإعلان عن انتهاء الإنذار بعد نصف ساعة.

واتهمت وكالة الطاقة الذرية الأوكرانية روسيا بإرسال إحدى طائراتها المسيرة فوق أجزاء من محطة الطاقة النووية بجنوب أوكرانيا، في منطقة ميكولايف. وكتبت "إنرجواتوم" عبر "تيلغيرام"، "هذا انتهاك غير مقبول قطعاً للسلامة النووية والإشعاعية".

وتحتل القوات الروسية في الوقت الحالي محطة زابوريجيا النووية، أضخم محطة نووية في أوروبا، بالقرب من خط المواجهة في جنوب شرقي أوكرانيا.

انقطاع الكهرباء

ووصفت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الوضع بأنه "صعب"، وقالت إن منطقة دنيبروبتروفسك ومناطق في وسط وشرق البلاد هي الأكثر تضرراً.

وقالت شركة "أوكرينيرجو" المشغلة لشركة الكهرباء، إن انقطاع التيار الكهربائي الطارئ أثر على عدة مواقع، بينها مدينة كييف والمنطقة المحيطة بها ومناطق خاركيف وسومي وبولتافا وزابوريجيا.

وقال مسؤولون في كييف إنه تم إسقاط 18 من أصل 23 طائرة مسيرة فوق المدينة التي يقدر عدد سكانها بنحو 3.6 مليون نسمة.

وقال رئيس بلدية كييف عبر "تيليغرام"، "تضررت منشآت البنية التحتية الحيوية نتيجة الهجوم على العاصمة... مهندسو الطاقة والتدفئة يعملون لإعادة الإمدادات سريعاً".

وقال أوليسكي كوليبا، حاكم المنطقة المحيطة بكييف، إن البنية التحتية ومنازل تضررت بسبب هجمات الطائرات المسيرة ليلاً وإن شخصين أُصيبا ووصف الضرر بأنه جسيم.

وقال الجيش الأوكراني إن الهجوم نُفذ بطائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" انطلقت من الساحل الشرقي لبحر آزوف. ويقع البحر شرق شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي استولت عليها روسيا عام 2014.

 

استهداف "المنشآت العسكرية"

ويقول مسؤولون أوكرانيون إن روسيا أطلقت أكثر من 70 صاروخاً على أوكرانيا يوم الجمعة، في أحد أكبر هجماتها منذ بدء الحرب مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في ثاني أكبر مدينة وأجبر كييف على تنفيذ انقطاع التيار الكهربائي الطارئ في جميع أنحاء البلاد.

وتقول وزارة الدفاع الروسية إن ضرباتها تستهدف المنشآت العسكرية الأوكرانية ومرافق الطاقة، وفي الوقت نفسه تعرقل "نقل أسلحة وذخائر من تصنيع أجنبي".

لكن، وسط انخفاض درجات الحرارة أغرقت الهجمات الصاروخية وضربات الطائرات المسيرة، مدناً بأنحاء أوكرانيا في الظلمة، وتسببت في انقطاع إمدادات المياه والتدفئة عن ملايين المواطنين.

وقالت فرنسا والاتحاد الأوروبي إن الهجوم الروسي على بنى تحتية مدنية يمثل جريمة حرب، فيما وصف مسؤول السياسة الخارجية في التكتل جوزيب بوريل الضربات بـ"الوحشية".

وبعد هجوم واسع على عدة مدن سجل فيه إطلاق أكثر من 70 صاروخاً، الجمعة، أرغم مشغل الكهرباء الوطنية على فرض تقنين ريثما يعمل على إصلاح الشبكة المتضررة.

وفي العاصمة لجأ الأهالي إلى محطات المترو طلباً للدفء فيما انهمكت الأطقم في إعادة التيار الكهربائي.

طلب أسلحة من الغرب

في غضون ذلك، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، من الزعماء الغربيين المجتمعين في لاتفيا، ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، تزويد بلاده بمجموعة واسعة من أنظمة الأسلحة.

ووجه زيلينسكي طلبه لسوناك، خلال كلمة عبر دائرة فيديو، مخاطباً اجتماعاً في ريغا لقادة الدول أعضاء تحالف قوة الاستطلاع المشتركة، قائلاً "أطالبكم بزيادة إمكانية تزويد بلدنا بمنظومات دفاع جوي، والمساعدة في التعجيل بالقرارات ذات الصلة التي سيتخذها شركاؤنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتضم قوة الاستطلاع المشتركة التي تقودها بريطانيا، والتي تم تشكيلها للاستجابة سريعاً للأزمات في شمال أوروبا، الدنمارك وإستونيا وفنلندا وأيسلندا ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنرويج والسويد.

وبينما يدعم الحلفاء الغربيون، بقيادة الولايات المتحدة، أوكرانيا بالتمويل والتدريب العسكري وأنظمة دفاع جوي وأسلحة أخرى، تقول كييف إنها لا تزال بحاجة إلى المزيد للتصدي للغزو الروسي.

سوناك من جهته، تعهد بأن تصل قيمة مساعدات بلاده العسكرية لأوكرانيا خلال عام 2023 إلى 2.3 مليار جنيه إسترليني (2.8 مليار دولار) وربما أكثر، وحض قادة الدول الأعضاء في تحالف قوة الاستطلاع المشتركة (جيف) على مواصلة الدعم القوي لكييف.

وقال سوناك للقادة المجتمعين في عاصمة لاتفيا، "أولاً علينا ضمان تقديم مزيد من المساعدات العسكرية، وأن تتطور هذه المساعدات لتكون على مستوى الوضع الذي نواجهه الآن". وأضاف، "هذا يعني تقديم مزيد من أنظمة الدفاع الجوي والمدفعية والعربات المدرعة".

وأوضح رئيس الوزراء البريطاني أن على الدول الغربية التي تساعد أوكرانيا "الاستمرار في التركيز على إضعاف قدرات روسيا على إعادة التموضع وإعادة الإمداد". وقال، "هذا يعني استهداف سلاسل إمدادها وحرمانها من الدعم الدولي"، في إشارة إلى إيران التي تمد روسيا بالأسلحة.

كما رفض سوناك الاستجابة لأي دعوات أحادية من قبل الكرملين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا، واصفاً هذه المطالب بأنها "غير ذات معنى على الإطلاق في الظرف الحالي". ولفت إلى أن روسيا ستستغل هذه الخطوة "لإعادة تجميع قواتها وتعزيزها، ولا ينبغي أن تكون هناك مفاوضات حقيقية حتى تنسحب من الأراضي التي احتلتها".

وقبل وصوله الى ريغا أعلن مكتب سوناك أن بريطانيا بصدد إرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة إلى أوكرانيا تشمل ذخائر لسلاح المدفعية.

أهمية بخموت

وقال الرئيس الأوكراني إن القوات المسلحة مستمسكة ببلدة بخموت، وهي موقع أعنف قتال منذ أسابيع عديدة في ظل محاولة روسيا التقدم في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا.

وأضاف، "ميدان القتال في بخموت حاسم. نسيطر على البلدة على الرغم من أن المحتلين يفعلون كل ما بوسعهم لئلا يبقى جدار واحد سليماً في مكانه".

وقال دينيس بوشيلين، الحاكم الذي نصبته روسيا في الجزء الذي تسيطر عليه موسكو من منطقة دونيتسك، إن القوات الأوكرانية قصفت مستشفى في مدينة دونيتسك، مما تسبب في مقتل شخص وإصابة العديد من الأشخاص الآخرين.

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن قواتها أسقطت على مدى الساعات الـ24 الماضية أربعة صواريخ من طراز "هارم" المضادة للإشعاع فوق منطقة بلغورود الواقعة على الحدود مع أوكرانيا.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من روايات ميدان القتال.

السيناريوهات الدفاعية

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قال إنه اعتباراً من ليل الأحد، ستكون الكهرباء قد عادت لتسعة ملايين شخص. وأضاف في كلمته الليلية، "في معظم المدن، تعود خدمة النقل إلى طبيعتها".

وتابع أن حماية حدود بلاده "أولوية دائمة"، وأن أوكرانيا مستعدة للسيناريوهات المحتملة كافة مع روسيا وحليفتها بيلاروس. 

وجاءت تصريحات زيلينسكي عشية زيارة للرئيس الروسي إلى بيلاروس وسط حديث عن هجوم محتمل جديد قد تشنه موسكو وتوقعات بأنه قد ينطلق منها.

وفي خطابه، وجه زيلينسكي نداءً جديداً للدول الغربية لتزويد بلاده بدفاعات جوية فعالة، وذكر أن قواته تسيطر على بلدة باخموت في الشرق، حيث تدور معارك من بين الأعنف في البلاد.

الرسالة سمعت على رغم رفض "الفيفا" بثها

إلى ذلك، قال الرئيس الأوكراني إن العالم سمع دعوته للسلام على رغم قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" رفض السماح ببث رسالة مصورة له قبل نهائي كأس العالم لكرة القدم في قطر. وكان زيلينسكي قد طلب بث تسجيل مصور يتضمن دعوته لعقد مؤتمر سلام عالمي للمساعدة في إنهاء الحرب، وقال إن لاعبي كرة القدم الأوكرانيين ومسؤولين آخرين نشروا الرسالة. وأضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور إلى الأوكرانيين "على رغم أن (الفيفا) منع بث هذه الرسالة في الملعب قبل المباراة النهائية في قطر، فإن العالم سمع دعوتنا"، ووصف بطولة كأس العالم بأنها أساس السعي لتحقيق الفوز. وقال، "لكن التنافس يكون على أرض الملعب وليس في ساحة المعركة. أسوأ ما يمكن أن يحدث هو البطاقة الحمراء وليس الزر الأحمر"، في إشارة إلى احتمال توجيه ضربة نووية.

وذكرت شبكة "سي أن أن" أن زيلينسكي طلب من "الفيفا" السماح له ببث رسالة سلام قبل المباراة النهائية. وقال في تسجيل مصور صادر عن مكتبه، "قدمنا صيغة سلام للعالم. عادلة تماماً. قدمناها لأنه لا يوجد أبطال في الحرب، لا يمكن أن يكون هناك تعادل".

ويرفض الاتحاد الدولي لكرة القدم أي رسائل سياسية خلال تنظيم مباريات كأس العالم.

بموازاة ذلك أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات مع المسؤولين عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وقال بوتين خلال الاجتماع الذي بث التلفزيون الروسي مقاطع منه، "أود أن أسمع مقترحاتكم في شأن تحركاتنا على الأمدين القصير والمتوسط".

وحذر القادة العسكريون الأوكرانيون من أن موسكو تستعد لشن هجوم كبير في الشتاء، يتضمن محاولة للاستيلاء على كييف.

المزيد من دوليات