بدأت طواقم فرق الإسعاف في المملكة المتحدة الإضراب الأربعاء، 21 ديسمبر (كانون الأول)، ليتسع الخلاف مع الحكومة في شأن رفضها زيادة الأجور فوق معدلات التضخم بعد إضرابات الممرضين الأخيرة.
وتسببت سلسلة من الإضرابات في إشاعة شعور بالبؤس في بريطانيا قبل عيد الميلاد مع تهديد عمال السكك الحديد وشرطة مراقبة الجوازات أيضاً بإفساد عطلة الأعياد في ظل رفض الحكومة قبول المطالب المتعلقة بالأجور.
وتوقف الأربعاء موظفو سيارات الإسعاف في الخدمة الصحية الوطنية (NHS) التي تديرها الدولة، بمن فيهم طواقم الإسعاف ومسؤولو الاتصالات عن العمل، مما دفع مسؤولي الرعاية الصحية إلى التحذير من إجهاد نظام صحي يعاني بالفعل أزمة.
وأضرب آلاف من أعضاء الجمعية الملكية للتمريض (RCN) في إنجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية الثلاثاء بعد خمسة أيام فقط من إضرابهم الأول في خلال 106 أعوام من تاريخ الجمعية.
وهددت النقابات التي تمثل كلاً من ممرضات الخدمة الصحية الوطنية وطواقم الإسعاف بتنفيذ مزيد من الإضرابات في العام الجديد إذا أصرت الحكومة على موقفها.
وتجمع نحو 40 موظفاً معتصمين خارج مركز خدمة إسعاف وست ميدلاندز في لونغفورد في وسط إنجلترا خلف لافتة كتب عليها "الخدمة الوطنية الصحية تحت الحصار".
وبينما عبر سائقو السيارات المارة عن تأييدهم عبر إطلاق العنان لأبواقهم، قال ممثل نقابة "يونايت" ستيف تومسون إن الهدف من الإضراب محاولة الاحتفاظ بالخدمات وتحسينها، إضافة إلى تحسين الأجور.
وقال، "بهذا نحن نبلغ الحكومة بأننا لن نسمح بحدوث تدهور في الخدمات ولن نتراجع".
ضغط هائل
ويطالب الموظفون في جميع قطاعات الاقتصاد البريطاني بزيادات في الرواتب في مواجهة التضخم الأعلى منذ عقود مع بلوغه حالياً نحو 11 في المئة، مما تسبب في أسوأ أزمة غلاء معيشة منذ جيل.
وقال تومسون "نريد أن تستيقظ الحكومة وتدرك أن هذا الوضع خطر".
من جهته، حث الرئيس التنفيذي لكونفدرالية الخدمة الصحية الوطنية ماثيو تايلور الناس على ألا يهلعوا خلال إضرابات الأربعاء، وقال "من المهم أن تبلغونا إذا كانت لديكم حال طارئة تهدد حياتكم، ويجب الاتصال بالرقم 999 وقد أوضحت النقابات العمالية أنها ستستجيب لتلك الحالات".
لكن رئيس الجمعية الملكية لطب الطوارئ أدريان بويل قال إن نظام الطوارئ تعرض إلى "ضغط هائل" خلال السنوات الثلاث الماضية، ووصف العام الماضي بأنه "أسوأ ما رأيناه على الإطلاق" في ما يتعلق بالتأخير في نقل المرضى إلى المستشفى من سيارات الإسعاف بسبب نقص الأسرّة.
وقال إن أقسام الحوادث والطوارئ كانت تتوقع من الناس أن يشقوا طريقهم بأنفسهم إلى المستشفى، حتى أولئك الذين يعانون حالات تهدد حياتهم.
وأضاف لإذاعة "تايمز راديو"، "نتوقع أن يظهر المصابون بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية عند المدخل الأمامي، والآن وبسبب التأخير يحدث هذا كثيراً على أية حال".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن الحكومة تصر على أنها لا يمكن أن تلتزم بأكثر من زيادات متواضعة لعمال القطاع العام أوصت بها هيئات مستقلة لمراجعة الأجور، وقال رئيس الوزراء ريشي سوناك إن "أفضل طريقة لمساعدتهم ومساعدة أي شخص آخر في البلاد هي أن نكون صارمين ونخفض التضخم في أسرع وقت ممكن"، بينما انتقدت الجمعية الملكية للتمريض موقف الحكومة واتهمت وزير الصحة ستيف باركلي بتبني أسلوب تفاوض "متعنت" خلال الاجتماعات الأخيرة.
وحذرت من أن الممرضين سينفذون إضراباً أوسع الشهر المقبل إذا استمرت الحكومة "في عدم الاكتراث لمطالب طواقم التمريض".
واستعان الوزراء بنحو 750 عسكرياً لقيادة سيارات الإسعاف والقيام بأدوار لوجستية للتخفيف من تأثير إضراب سيارات الإسعاف الأربعاء.
وعلى رغم إصرار الحكومة على أنها لن تتفاوض، إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن معظم الناس يدعمون الممرضين، وبدرجة أقل العمال الآخرين المضربين.
وأظهر استطلاع لشركة "يوغوف" نشر الثلاثاء، أن ثلثي البريطانيين يدعمون الممرضين المضربين وأن الدعم يصل بالمثل إلى 63 في المئة لطواقم سيارات الإسعاف.