Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

المحافظون يحاولون ولكن الشعب ليس غاضبا من المضربين

ليس هناك سابقة واضحة لكيفية تصرف الغوغاء اليمينيين في الحالات المماثلة

يدرك الشعب أن الانحطاط الحالي الذي تعانيه بريطانيا من صنع المحافظين بشكل كبير  (غيتي)

إن اللحن القديم نفسه يتكرر اليوم ولكن النغمة تغيرت، فطواقم الإسعاف والمستشفيات ينفذون إضراباً، فيما تستغل الصحف التابعة لجناح اليمين والشخصيات المتحدثة الفرصة لمهاجمة حزب العمال والاتحادات التجارية، ولكن ذلك لا يأت بنتيجة.

وتشن صحيفة "دايلي ميل" هجوماً على الاتحادات على صفحتها الأولى في محاولة لتأجيج الغضب في أوساط الشعب ضد الأشخاص الذين يقودون سيارات الإسعاف، ولكن من دون جدوى ولم ينجح الأمر أيضاً عندما حاولوا زرع ذلك الغضب ضد سائقي القطارات.

وأمضى وزير الصحة ستيف باركلي يومه متنقلاً بين المستشفيات، إذ قال له المرضى وأهالي الأطفال المرضى مراراً وتكراراً بأن الرعاية التي يحصلون عليها مميزة واحترافية، لكنهم يحتاجون إلى مزيد من الأموال.

وبقدر ما يسعون جاهدين إلى الحصول على ذلك، لا يمكن تلمس الغضب ضد طواقم المستشفيات الذين لا يحصلون على أجر عادل والذين يعانون كما أي شخص آخر، إن لم يكن أكثر.

ينصب الغضب في اتجاه الحكومة وهو المكان الصحيح الذي يجب أن يتجه إليه، وبوسع ستيف باركلي أن يزور كافة المستشفيات التي يريدها، وأن يبدي نظرات التعاطف لبعض الأولاد الأقل حظوة، ولكننا لن ننسى أنه صوت لـ "بريكست" وقام بحملات مؤيدة له.

يظهر البحث الذي نشر اليوم في "اندبندنت" بأن الاقتصاد شهد انكماشاً بنسبة 5.5 في المئة مما يجب أن يكون عليه كنتيجة مباشرة لما يحصل، أي أنه تراجع بين 33 و40 مليار جنيه استرليني سنوياً (39.8 و48 مليار دولار).

إنها أموال حقيقية تذهب من درب الخدمات العامة، كما أن ذلك هو سبب مباشر لعبء الضريبة المرتفعة تاريخياً، فعندما يكون الاقتصاد أصغر يكون فرض ضرائب أعلى مطلوباً.

اقرأ المزيد

لدينا رئيس حكومة يتخيل نفسه بأنه من المحافظين الذين يعتبرون أنفسهم من خافضي الضرائب، ولكنه لا يزال يدعم سياسة كارثية تجعل من فرض ضرائب أعلى أمراً لا يمكن تجنبه، وسبق أن تم التحذير من ذلك، ونحن الآن أمام الأمر الواقع، وهذا ما كان الأمر عليه وهكذا سيكون اليوم.

الانحطاط الحالي الذي تعانيه بريطانيا هو من صنع المحافظين بشكل كبير، ويدرك الشعب ذلك حقاً.

مر وقت طويل منذ أن عشنا وضعاً مماثلاً، أي منذ ما يقارب الربع قرن كحد أدنى، وليس هناك كثير من السوابق لكيفية تصرف الغوغاء اليمينيين خلال السنوات التي أعقبت انفجار الإطارات [الوضع] واستمرار السيارة مع ذلك السير.

ما الذي يريدون قوله؟ وما الذي ينوون القيام به عندما ينتهي بهم الأمر كلياً لكن عليهم الاستمرار؟

خلال عطلة نهاية الأسبوع ألقت صحيفة "ميل أون صنداي" اللوم في نقص الوقود على مصلحة الأرصاد الجوية لأنها فشلت في توقع موجة البرد التي ضربت البلاد الأسبوع الماضي (ولمزيد من الجنون تم إلقاء اللوم على عدد من الأشخاص الذين يعملون من منازلهم)، وردت مصلحة الأرصاد بنشر روابط تظهر مقالات لصحيفة "دايلي ميل" تعود لشهرين، والتي توقعت فيها مصلحة الأرصاد موجة برد في ديسمبر (كانون الأول).

وفي أماكن أخرى تم إلقاء اللوم في المشكلات التي تعانيها البلاد على لاعب كرة القدم السابق غاري نيفيل. إنه وضع محبط للغاية وهذا اليأس لن يذهب بعيداً قريباً.

ويبدو أن التعاطف الشعبي في هذه المناسبة النادرة يصب بالكامل في اتجاه العمال المضربين، أما محاولات خلق أي نوع من التخيلات حول كيفية وأسباب وصولنا إلى هنا، فما هي إلا محاولات يائسة بقدر ما هي عبثية، كما أنها فاشلة بصورة غير مفاجئة.

ليس من الصعب معرفة أن هناك فارقاً واضحاً بين إلغاء تسيير قطار وإلغاء سيارة إسعاف، فالأشخاص لا يلومون المسعفين الذين يبذلون قصارى جهدهم في هذه الظروف المستحيلة، بل يصغي الأشخاص إلى مئات الحجج التي يقدمها المسعفون الذين ينفذون الإضراب، وهي أن تحركهم هذا مرتبط بشكل كبير بعدم قدرتهم على تقديم خدمة مقبولة بقدر ما هو مرتبط برفع الأجور، والناس يتفقون معهم في ذلك.

ومما لا شك فيه أن الناس يملكون الحق في توقع الأفضل من حكومتهم، ولكنهم استسلموا في الحلم بهذا التوقع، وجل ما يريدونه هو التخلص منهم، وكلما زادت محاولات الدفاع عنهم سخافة كلما تأكدوا أكثر من هذه القناعة.

© The Independent

المزيد من آراء