هذا الأسبوع كان تاريخياً، إذ حصلت على الدكتوراه الفخرية من جامعة لندن وأنا في سنّ 18 عاماً لعملي على موضوع العدالة المناخية، مما جعلني أصغر من حصل على الشهادة على مستوى العالم في هذا الوقت.
كوني لم أبدأ بعد دراستي الجامعية فإن الأمر لا يصدق، وأنا أسهم حالياً في صنع السياسات قبل أن أنهي شهادة الثانوية العامة وأنظم الاحتجاجات في جميع أنحاء المملكة المتحدة قبل حفلة نهاية العام المدرسي، ولا توجد كلمات تعبر عن مدى امتناني للجامعة لمنحي هذا الشرف.
أشك أيضاً في أنني سأتخلص من "متلازمة المحتال" [الشعور بالخوف الداخلي والشك بالإنجازات الشخصية] الذي يرافق هذه الشهادة الفخرية، ولم أهتم بقضايا العدالة المناخية لمجرد الحصول على الأوسمة والجوائز، وفي الواقع أشعر بالحزن إلى حد ما لحصولي على جائزة في مقابل عمل لا ينبغي القيام به في المقام الأول، العمل الذي يتم على خلفية الأزمات والكوارث، وهذا في حد ذاته يطرح كثيراً من الحجج الفلسفية التي لست متأكدة من أن شخصاً قادراً على الإجابة عنها، ولكن التعامل مع مثل هذه الأسئلة أخذني في رحلة طويلة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لقد كرست معظم طفولتي للعمل على قضايا المناخ، وصدمت أنني كنت ولا أزال أملك امتيازات كافية لأكون قادرة على اختيار هذا الطريق، وبالنسبة إلى أولئك الذين يقفون على الخطوط الأمامية في مواجهة أزمة المناخ فالعمل في قضايا المناخ ليس خياراً بل قرار حياة أو موت، وهو شكل من أشكال العمل الذي غالباً ما نتغاضى عنه.
العثور على مأوى بعد الإعصار وإعادة بناء الحياة بعد الفيضانات وتجديد الموارد بعد الجفاف، كلها مظاهر للعمل المناخي، وهذه تساوي إن لم تكن أكثر أهمية من مساهماتي في السياسات أو منظمتي الاحتجاجية.
كل هذه الإجراءات يوحدها كفاح من دون هوادة لأجل البقاء في مواجهة أزمة المناخ، وهذا المفهوم بمثابة الرسالة التي أريد أن ينتزعها الجميع بمن فيهم أنا من هذه الجائزة.
نحن نعيش في عالم بلا شك مخيف، سواء كان ذلك بسبب أزمة المناخ والفقر الهيكلي وعدم المساواة وغير ذلك كثير، ومع ذلك فبدلاً من الاستسلام في مواجهة مثل هذه الحقائق المروعة فإننا نواصل المضي قدماً ونستمر في محاربتها بطريقتنا الخاصة، والسؤال هنا هو إن إذا لم نقم بذلك فمن سيفعل؟
الأمل الجذري هو ما يدفعني والعديد من الآخرين، أمل هو عبارة عن فعل لا نجده في كل مكان ولكن علينا المكافحة من أجله، وعلينا أن نتمسك بالأشياء التي تبث الأمل أيضاً، من شيء بسيط مثل وجود مجتمع إلى حلم معقد مثل تغيير العالم، ويجب علينا أن نصنع الأمل من خلال الإيمان بأننا نستحق الأفضل وأن نفعل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك بأي شكل من الأشكال.
لقد حققت كثيراً من الإنجازات التي تصفني بـ "الأولى" و"الأصغر سناً" في عالم المناخ والسياسات، لكنني سأكون أول من يخبرك ألا شيء من هذا مهم.
قد تكون أزمة المناخ مدفوعة بعدد محدد من الأفراد المستهلكين بشراهة، لكن بالتأكيد لن تحل من قبل أشخاص فرادى، فقط التغيير الهيكلي هو السبيل للحل.
نحن بحاجة إلى إجراءات تغيرية من الجذور وهذه لن تتحقق بجهد أشخاص فرادى، وحتى من الناحية الشخصية فإن كل جائزة حصلت عليها لم تكن ممكنة من دون مجتمع الأشخاص الموجودين بجانبي، سواء من جانب أساتذتي وعائلتي وأصدقائي ونواب في البرلمان مثل ناديا ويتومي الذين استخدموا مناصبهم للمساعدة، وعدد لا يحصى من الأشخاص الآخرين في حياتي، فقد تلقيت دعماً رائعاً جعل أي تغيير ممكناً.
أنا لست مدينة بهذا فقط للناس في حياتي، بل لكل شخص كافح على رغم أزمة المناخ للمطالبة بالأفضل وللقتال من أجل العالم الذي نستحقه، وأخيراً أعتقد فعلاً بأن التغيير ليس مجرد ضرورة بل حتمية يمكننا أن نخلقها معاً بدءاً من شيء بسيط مثل الحلم.
© The Independent