التقى وزيرا الدفاع التركي والسوري، الأربعاء 28 ديسمبر (كانون الأول)، في إطار اجتماع بموسكو مع نظيرهما الروسي، وهو أول لقاء رسمي على هذا المستوى بين أنقرة والنظام السوري منذ اندلاع النزاع في سوريا عام 2011.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية في بيان إلى أن "محادثات ثلاثية جرت في موسكو بين وزراء الدفاع في روسيا والنظام السوري وتركيا".
وأوضحت الوزارة أن المحادثات بين وزراء الدفاع الروسي سيرغي شويغو والتركي خلوصي أكار والسوري علي محمود عباس تطرقت إلى "سبل حل الأزمة السورية وقضية اللاجئين"، فضلاً عن "الجهود المشتركة لمكافحة الجماعات المتطرفة".
حوار الفرقاء
وأضافت الوزارة أن "الفرقاء شددوا على الطبيعة البناءة للحوار بالشكل الذي عقد به وضرورة مواصلته بهدف إرساء الاستقرار" في سوريا.
وأوردت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" أن "جلسة مباحثات ثلاثية عقدت الأربعاء في موسكو بين وزراء دفاع النظام السوري وروسيا وتركيا تم فيها بحث سبل الحل في سوريا ومسألة اللاجئين وجهود محاربة الإرهاب".
وأشارت الوكالة إلى أنه "تم التأكيد خلالها على أهمية وضرورة استمرار الحوار من أجل استقرار الوضع في المنطقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من جهته أشار وزير الدفاع التركي إلى أن الاجتماع عقد في "أجواء إيجابية".
واللقاء هو الأول رسمياً على المستوى الوزاري بين تركيا والنظام السوري منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011 وما نجم عنها من توتر للعلاقات بين البلدين.
وكان وزيرا خارجية البلدين أجريا محادثة مقتضبة غير رسمية على هامش قمة إقليمية عقدت في 2021، كما سبق أن أقرت أنقرة بالتواصل على مستوى أجهزة الاستخبارات.
وبحسب الإعلام التركي كان مدير أجهزة الاستخبارات التركية هاكان فيدان حاضراً، الأربعاء، في موسكو.
ويأتي اللقاء بين أكار وعباس في وقت يهدد أردوغان منذ أسابيع بشن هجوم عسكري في شمال سوريا ضد مجموعات كردية.
والأسبوع الماضي، أشار أكار إلى أن أنقرة تتواصل مع موسكو من أجل "فتح المجال الجوي" السوري أمام المقاتلات التركية.
سجل التوتر
وشهدت سوريا مطلع عام 2011 تظاهرات ضد الحكومة سرعان ما تحولت إلى نزاع مسلح وتّر بشكل كبير العلاقات بين النظام السوري وأنقرة.
مع بدء النزاع عارضت تركيا بشدة النظام السوري ودعمت فصائل سورية معارضة واستقبلت نحو 4 ملايين لاجئ سوري.
وتسبب الصراع في سوريا بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
لكن تركيا التي تنشر قوات في سوريا حالياً، غيرت في الآونة الأخيرة موقفها حيال النظام السياسي الراهن في خضم مساع تبذلها أنقرة لتعزيز علاقاتها مع البلدان العربية.
وفي الأعوام الأخيرة وصف أردوغان مراراً الأسد بأنه "قاتل"، لكنه أشار الشهر الماضي إلى "إمكان" عقد لقاء معه.
ومنتصف ديسمبر، تحدث أردوغان عن إمكان لقائه الأسد بعد اجتماعات على مستوى وزيري الدفاع والخارجية.