كشفت أوراق رسمية نشرت حديثاً أن "الخلوات" السنوية للحكومة صارت تقليداً في ظل حكومة [رئيس الوزراء البريطاني السابق] توني بلير العمالية، لكنها لم تكن بالضرورة مصدر متعة للمشاركين فيها.
إذ دأب كبار الوزراء على الاجتماع في المقر الريفي الرسمي لرئيس وزراء بريطانيا في منطقة "تشيكرز" في أوائل سبتمبر (أيلول) في كل عام، بهدف مناقشة السياسات والسياسة قبيل التئام المؤتمر السنوي لحزب العمال. ولكن، في عام 2000، بدأ البعض يتساءلون حول جدوى هذه الاجتماعات وقيمتها، مع ظهور شكوى من دافيد كيليبتند الذي كان المستشار الخاص لرئاسة الوزراء من أنه حتى الشركات لا تعقد اجتماعات بتلك الطريقة المتخبطة.
وفي مذكرة نشرها "الأرشيف الوطني" في منطقة "كيو" بغربي لندن، أوضح كيليبتند أن "التقليد المشتمل على إلقاء مقدمة من قِبل توني بلير أو غوردون براون ثم يتبعها تعليقات غير منسقة من أعضاء الحكومة، يشكل أمراً مريعاً للغاية، وليس مفيداً للغاية".
لم تكن التوترات بين بلير ووزير خزانته بعيدة عن العلن خلال سنوات حزب العمال الجديد. [تشير التسمية إلى مرحلة تولي توني بلير قيادة حزب العمال].
فقُبيل اجتماع عام 1998، كتب جوناثان باول كبير موظفي بلير رسالة إلى رئيس الوزراء مقترحاً أن يستهل براون الاجتماع بمناقشة حول الاقتصاد.
وجاء في رسالته، "ذكرت أنك لم تحب هذا الاقتراح، لكنني لا أرى كيف بوسعك تجنبه".
رفض بلير ذلك وأتى جوابه "كل" في رسالة كتبها بخط اليد، مضيفاً "يتوجب علينا البدء بمناقشة سياسية عامة أقودها أنا، ثم نبدأ بعد الظهر بمناقشة الاقتصاد".
وفي السنة التالية، كتب وزير الداخلية جاك سترو إلى رئيس الحكومة محذراً من أن مزيجاً من الدوران والفساد لم يترك حزب العمال في وضع أفضل حالاً من حكومة المحافظين السابقة في عيون الناخبين.
وحذر من ذلك الوضع، إذ اعتبر سترو "أن مزيجاً من الدوران المفرط والطريقة التي تفاعلنا فيها أحياناً مع مزاعم الفساد يعني اليوم أن الشعور بأننا بتنا كالحكومة السابقة أصبح سائداً بشكل قوي. إن الأمل الكبير المعلق على إدارة بلير بأننا سنتبع مفهوماً مختلفاً من القيم في ما يتعلق بكيفية تسييرنا للأمور، يواجه اليوم خطر التحلل".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكنه، في الصفحة التالية، اعتبر أن حزب العمال بحاجة إلى تبني بعض التكتيكات نفسها التي استخفوا بشدة باستخدامها من قبل المحافظين بهدف "تقييد" خصومهم. وحث سترو على ذلك، "نحتاج إلى حملة متطورة من خلال استخدام مثال المحافظين من الثمانينيات. لا ينبغي بهذا أن يشمل التحديات العامة في مجلس النواب وسواه وحسب، بل اللجوء إلى طرق خفية بما في ذلك المراسلات وأعضاء الحزب الموثوق بهم الذين يتنكرون في هيئة مكونات وأعضاء حكومة الظل".
وعلى غرار ما كانت عليه الحال دائماً مع حزب العمال الجديد، جرى تشديد على تسليط الضوء بوضوح على الصورة.
وفي هذا السياق، حذر باول قبيل أحد الاجتماعات من أن "التلفزيون سيصور الأشخاص أثناء وصولهم ومغادرتهم، وبالتالي لن تظهر صورة الإرباك أو الضعف".
وبحسب الملفات المنشورة في "الأرشيف الوطني"، توجب "تعديل رسم" وزير الثقافة كريس سميث في اللقاء السنوي للحكومة عام 2000 بعد أن تعذر عليه الحضور شخصياً مما استوجب تغييراً في مخطط الجلوس.
وكتب أحد المسؤولين في مقر رئاسة الوزراء، "تتبع خطة الجلوس الترتيب المتعارف عليه في الأسبقية باستثناء كريس سميت (رقم 9) الذي تبادل الأماكن مع كلير شورت (الرقم 11). أجريت هذا لأن سميث لن يكون حاضراً وسنحتاج إلى إضافة صورته من عام 1999 على الصورة الحالية. لقد جلس في الصف الخلفي في المرة الأخيرة، وهكذا يجب أن يبدو مجدداً في حال نجح رسم صورته بشكل معدل".