أدى الزعيم اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا اليمين رئيساً للبرازيل، الأحد الأول من يناير (كانون الثاني) في الكونغرس ليبدأ فترة ولايته الثالثة.
وهزم لولا، الذي حكم البرازيل لفترتين بين عامي 2003 و2010، سلفه اليميني جايير بولسونارو في انتخابات أكتوبر (تشرين الأول).
وأدى لولا اليمين وسط إجراءات أمنية مشددة في العاصمة بعد تهديدات من أنصار بولسونارو بارتكاب أعمال عنف.
وتعهد الرئيس البرازيلي الجديد "إعادة بناء البلاد مع الشعب البرازيلي"، وذلك في خطاب شديد اللهجة ألقاه الأحد أمام الكونغرس بعد تنصيبه، مشيراً إلى سجل "كارثي" لسلفه جايير بولسونارو.
عبوة ناسفة وسكين
واتهم لولا اليساري سلفه اليميني المتطرف بأنه "استنفد الموارد الصحية وقام بتفكيك التربية والثقافة والعلم والتكنولوجيا ودمر حماية البيئة".
ويسود التوتر في برازيليا منذ إجراء الانتخابات التي شهدت أجواء مشحونة، وقالت شرطة برازيليا إنها ألقت القبض اليوم على رجل كان بحوزته عبوة ناسفة وسكين أثناء محاولته دخول الساحة التي تقام فيها مراسم تنصيب الرئيس المنتخب في برازيليا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المقرر أن يتوجه لولا بعد المراسم إلى قصر بلانالتو لوضع الوشاح الرئاسي أمام حشد من 30 ألفاً من مؤيديه.
وتغلب لولا (77 سنة) بفارق ضئيل على بولسونارو في أكتوبر ليفوز بفترة رئاسية ثالثة غير مسبوقة، وبعد أن أمضى عاماً ونصف العام في السجن بتهم فساد أسقطت لاحقاً.
وفي سنوات حكمه الماضية كرئيس ينتمي لحزب "العمال" نجح القيادي النقابي السابق في إخراج ملايين البرازيليين من الفقر عبر طفرة في أسعار السلع الأولية دعمت الاقتصاد.
لكنه يواجه الآن تحدياً هائلاً لتحسين اقتصاد البرازيل الذي يعاني ركوداً، وفي الوقت نفسه توحيد بلد أشاع فيه حكم بولسونارو حالاً من الاستقطاب.
إلا الوشاح الرئاسي
وغادر بولسونارو البرازيل متوجهاً إلى فلوريدا يوم الجمعة حتى لا يضطر لتسليم الوشاح لمنافسه الذي لم يعترف حتى الآن بفوزه.
وينظم أنصاره تظاهرات منذ شهرين احتجاجاً على ما يعتبرونها "سرقة للانتخابات"، ودعوا إلى انقلاب عسكري لمنع لولا من العودة إلى السلطة وسط أعمال تخريب وعنف.
وانتقد الرئيس بالإنابة هاملتون موراو، الذي كان نائباً لبولسونارو، رئيسه السابق لفشله في قيادة البلاد والسماح بتأجيج المشاعر المناهضة للديمقراطية بعد هزيمته في الانتخابات في أكتوبر.
وقال موراو في كلمة ألقاها مساء السبت "الزعماء الذين كان من المفترض أن يطمئنوا ويوحدوا الأمة سمحوا بخلق مناخ من الفوضى والتفكك الاجتماعي".
كما دافع موراو عن السنوات الأربع التي قضاها بولسونارو في السلطة لتركه اقتصاداً قوياً، لكنه انتقد التدهور البيئي بعد إزالة غابات في منطقة الأمازون بأعلى معدل منذ 15 عاماً.
ووصل عشرات الآلاف من أنصار لولا إلى وسط برازيليا للاحتفال الأحد، فيما نشرت السلطات عشرة آلاف شرطي وجندي لتعزيز الأمن، فضلاً عن تفتيش المشاركين الذين لا يمكنهم حمل زجاجات أو علب أو عصي أعلام، كما حظر حمل المدنيين للأسلحة النارية في شكل مؤقت.
وقال المنظمون إن وفوداً من 50 دولة و19 رئيس دولة وحكومة من بينهم ملك إسبانيا، أكدوا حضورهم.
وقبل توجهه إلى فلوريدا، ألقى بولسونارو يوم الجمعة خطاباً غالبته فيه الدموع، أدان فيه خطة أحد أنصاره لتنفيذ تفجير ووصفها بأنها "عمل إرهابي"، لكنه أشاد بالمحتجين الذين خيموا أمام ثكنات الجيش في أنحاء البلاد داعين لانقلاب عسكري.