خلصت دراسة صدرت نتائجها أخيراً إلى أن علاج سرطان الثدي يصبح أكثر فاعلية على نحو جذري عند استهداف بروتين موجود في كل خلايا جسم الإنسان تقريباً.
في دراسة نهضت بها جمعية "بريست كانسر ناو" (سرطان الثدي الآن)Breast Cancer Now البريطانية، توصل الباحثون للمرة الأولى إلى أن استخدام "آر أي سي 1 بي" RAC1B، وهو شكل متحور من بروتين "آر أي سي 1" RAC1، ينطوي على إمكان تعزيز علاج سرطان الثدي ليصبح أكثر كفاءة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كشفت النتائج، التي نشرت في المجلة العلمية "أنكوجين" Oncogene يوم الخميس الماضي، أن عدداً من العلماء زرعوا خلايا مصابة بسرطان الثدي في مجموعة من الفئران، واكتشفوا أن الخلايا السرطانية التي استهدفوا فيها بروتين "آر بي سي 1 بي" وتخلصوا منه قد اختفت منها الأورام بعد مرور 100 يوم على هذا الإجراء.
كذلك وجدت الدراسة، التي حللت أيضاً مجموعة من البيانات السريرية، أن المصابات اللاتي حملت أورامهن كميات أعلى من "أر أي سي 1 بي" من بين مريضات بسرطان الثدي خضعن للعلاج الكيماوي "الدوكسوروبيسين"doxorubicin قد حصلن على نتائج صحية أسوأ.
في تعقيبه على نتائج الدراسة، قال الدكتور سيمون فينسينت، من "بريست كانسر ناو"، إنه كان "من المثير للاهتمام أن شكلاً متحوراً من بروتين شائع كان موضع تجاهل في السابق من شأنه أن يشكل المفتاح في تغيير الطريقة التي نعتمدها في علاج سرطان الثدي".
"الاكتشافات التي ما زالت في مراحلها الأولى على شاكلة هذا الاكتشاف تساعد في توفير اللبنات الأساسية لتحقيق إنجازات [في علاج سرطان الثدي] مستقبلاً، ما يقود إلى علاجات جديدة وفاعلة تساعد 55 ألف امرأة و370 رجلاً يشخص الأطباء إصابتهم بسرطان الثدي في المملكة المتحدة سنوياً"، أضاف الدكتور فينيسينت.
سرطان الثدي هو أحد أكثر أنواع السرطانات انتشاراً في المملكة المتحدة، ويودي بحياة زهاء 11 ألفاً و500 امرأة في السنة.
الدكتور أحمد أوكار، زميل بحوث لدى "بريست كانسر ناو" في "جامعة مانشستر"، قال إن "تطوير علاجات للسرطان بالخلايا الجذعية لاستهداف الأورام من جذورها كان هدف بحوث مستمرة منذ أكثر من 20 عاماً، ولكنه بقي حتى الآن بعيد المنال".
"للمرة الأولى، يتبين من خلال بحثنا أنه في غياب بروتين "آر أي سي 1 بي"، تعجز الخلايا الجذعية لسرطان الثدي عن تشكيل أي أورام، كذلك تصبح أكثر هشاشة أمام العلاج الكيماوي، ما يعزز فاعلية العلاج عموماً"، يضيف الدكتور أوكار.
"وجود "آر أي سي 1 بي" ليس ضرورياً للخلايا السليمة، لذا من غير المرجح أن يترك استهدافه بعلاجات جديدة للسرطان آثاراً جانبية شديدة"، كما يوضح الدكتور أوكار.
الدكتور أوكار قال كذلك إنه وزملاءه يأملون في أن تساعد بحوث إضافية "في ترجمة هذه النتائج إلى علاجات موجهة لمرضى سرطان الثدي".
تدعو "بريست كانسر ناو" النساء إلى الخضوع لفحص الثدي بحثاً عن السرطان كل ستة أسابيع على أقل تقدير، ذلك أن التشخيص المبكر يحول دون وفاة النساء بسبب المرض، وتتوجه المؤسسة الخيرية إلى المريضات اللاتي يحتجن إلى المساعدة بالتحدث إلى الممرضين والممرضات الخبراء عبر الاتصال بخط المساعدة المجاني 0808 800 6000 في المملكة المتحدة.
في بريطانيا، ستصاب امرأة من كل سبع نساء بسرطان الثدي في مرحلة ما من حياتها، مع تشخيص امرأة واحدة بهذا الورم كل 10 دقائق في البلاد.
© The Independent