قال أحد خبراء المناخ إن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك لا يفقه شيئاً في مسألة أزمة المناخ ويجب أن يسحب جميع تراخيص التنقيب الجديدة عن النفط والغاز.
وأفاد البروفيسور بيل ماكغواير من جامعة لندن أنه لم يفاجأ بأن سوناك لم يذكر المناخ في خطابه لمناسبة العام الجديد يوم الأربعاء.
ووفقاً لاستطلاع أجرته مؤسسة "يوغوف" البريطانية YouGov، تحتل البيئة المرتبة الرابعة في قائمة أهم القضايا التي تواجه البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
إلا أن البيئة استعدت من تعهد سوناك المكون من خمس نقاط بتخفيض التضخم إلى النصف، وتنمية الاقتصاد، والحد من المعابر غير القانونية عبر القناة وخفض الدين الوطني وتقليص أوقات انتظار هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
وصرح ماكغواير: "من الواضح أن رئيس الوزراء الذي يصدر أكثر من مئة ترخيص جديد للتنقيب عن النفط والغاز ويعطي الضوء الأخضر لمنجم فحم جديد ليس لديه أدنى فكرة عن مسألة المناخ أو أنه ببساطة لا يهتم بها، أو ربما كلا الأمرين".
"يجب إلغاء تراخيص التنقيب الجديدة عن النفط والغاز وإيقاف جميع الإعانات لقطاع الوقود الأحفوري، أو الأفضل من ذلك التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة".
"وهناك حاجة أيضاً إلى برنامج ضخم للعزل، لتقليل كلف الطاقة وتبريد المنازل خلال مواسم الصيف شديدة الحرارة التي باتت تهيمن على مناخ المملكة"، بحسب ماكغواير.
كما حدد زعيم حزب العمال سير كير ستارمر أولوياته في خطاب ألقاه يوم الخميس، وهي تشمل إنشاء شركة طاقة مملوكة للقطاع العام باسم Great British Energy، إذ وصفها بأنها "تكنولوجيا جديدة، تطلقها الاستثمارات العامة والمشاريع الخاصة".
وستعمل الشركة الجديدة جنباً إلى جنب مع القطاع الخاص، وهي إجابة سير كير للعديد من شركات الطاقة الأجنبية العاملة في المملكة المتحدة.
وسيتم تشجيع شركة "جي بي إنرجي" على الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة وقال ستارمر إن الخطة ستعيد بعض الأموال التي تنفق على الفواتير إلى الصندوق العام.
وقال ماكغواير: "إن فكرة شركة "جي بي إنرجي" ليست سيئة، لكنها تبدو لي طريقة للتهرب من تأميم قطاع الطاقة، وهو الأمر المطلوب إذا أرادت حكومة حزب العمال السيطرة الكاملة على سياسة الطاقة. وهذا أمر بالغ الأهمية إذا أريد خفض الانبعاثات بأسرع ما يمكن.
بكل صراحة، لا أرى أي التزام من المحافظين بمعالجة أزمة المناخ بجدية. فهم يتلكأون باستمرار وبالكاد يفعلون القليل، إن لم نقل يتسببون في تراجعنا إلى الوراء.
يبدو أن حزب العمال أكثر طموحاً، وخطته لتحقيق صافي انبعاثات صفرية من الطاقة بحلول عام 2030 أمر مثير للإعجاب. ومع ذلك، هذا مطلب كبير من دون سيطرة كاملة على قطاع الطاقة".
وأضاف كبير العلماء في منظمة "غرين بيس" في المملكة المتحدة الدكتور دوغ بار: "تتخطى درجات الحرارة في جميع أنحاء أوروبا مستوياتها القياسية وأزمة المناخ في أذهان الجميع، ولكنها غائبة بشكل واضح عن حديث رئيس الوزراء".
وبينما انتقد النواب من كلا الجانبين أداء الحكومة في شأن المناخ، إذ أظهرت استطلاعات الرأي الجديدة تراجعاً ملحوظاً في ثقة الجمهور في الحكومة في شأن هذه القضية، يمكنك أن ترى لماذا قد يرغب ريشي في تجنب هذا الموضوع، ولكن عندما تكون آثار أزمة المناخ محيطة بنا وتزداد سوءاً فإن صمتنا تجاهها رهيب".
"هذه أهم مشكلة تواجه أي رئيس وزراء، ومع ذلك، بعد شهرين فقط، فشل ريشي في إظهار القيادة قولاً وفعلاً، إذ يجب عليه بذل جهد كبير لوقف هدر الطاقة من منازلنا، وإطلاق العنان لطاقة الرياح والطاقة الشمسية والتوقف عن محاولة جعل الأزمة أسوأ من خلال البحث عن المزيد من النفط والغاز".