أفادت دراسة جديدة أن أنثى نوع من الحيتان يسمى "الصائبة الجنوبية"، تخفض صوتها إلى حد "الهمس" عندما تريد أن تعطي أطفالها تعليماتٍ تمكنهم من درأ الخطر الذي تتعرّض له من أنوع اخرى قاتلة من الحيتان.
وجدت الدراسة أن الأمهات وصغار الحيتان تختبئ من الحيوانات المفترسة عن طريق التوجّه إلى المياه العكرة بالقرب من الشاطئ، وتحتمي في الأمواج الشديدة، وتبقى قريبة بعضها إلى بعض وتهمس على نحو فعال، متبادلة النداءات بهدوء بمعدل أقل من مرة في كل غطسة، ما يجنّبها جذب اهتمام حيتان مفترسة تنتمي إلى سلالة سمكيّة قريبة منها.
عندما حلّل العلماء حجم نداءات الحيوانات، فوجئوا بالسكينة التي سيطرت على خواراتها وهمهماتها.
جاء في الدراسة التي نشرت في مجلة "البيولوجيا التجريبية" أن أمواج البحر تبدد نداءات أنثى الحوت ضمن مسافة مئات الأمتار، ما يجعل من الصعب على الحيتان القاتلة سماع تلك المحادثات الهادئة بين الأمهات وصغارها.
في هذا المجال، ذكرت الدكتورة ميا نيلسن من جامعة "آرهوس" في الدنمارك، التي سافر فريقها إلى "فلندرز باي" قبالة الطرف الجنوبي لغرب أستراليا قاصداً منطقة ملائمة لنمو الحيتان، إن "أحد التحديات الأولية كان التعرف إلى الحيتان في منطقة دراستنا".
اقترب الباحثون خلسة من الحيتان بينما كانت تستريح على السطح وألصقوا على أجسادها أدوات استشعار صوتية بقيت على أجساد الأمهات لمدة سبع ساعات في المتوسط فيما لم تصمد على أجساد صغارهن أكثر من 40 دقيقة.
"تتواصل الحيتان "الصائبة الجنوبية" جسدياً بعضها مع بعض كثيراً، إذ تمضي الصغار غالبية الوقت وهي تحتك بالأم متقلبة على ظهرها وذيلها ومنقارها"، بحسب نيلسن.
بعد وضع علامات على تسع حيتان، سجل الفريق 63 ساعة من المحادثات بين تلك الحيوانات البحرية.
أضافت نيلسن أنه "كان من الصعب تحديد ما إذا كانت النداءات تعود إلى الصغار أم إلى الأمهات، لأنها كانت قريبة جداً بعضها إلى بعض".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
على الرغم من أن طول صغار الحيتان الصائبة الجنوبية يتراوح بين خمسة وثمانية أمتار، فإنها تبقى معرضة للهجوم من الحيتان المفترسة. وفي المقابل، وجدت الدراسة أن الاتصال المنخفض المدى بين الأمهات والصغار يقلل من خطر "تنصت الحيتان القاتلة على موقع الحيتان اليافعة، ما يشير إلى أن ذلك التمويه الصوتي تطوَّر كاستراتيجية لمواجهة المفترس"، بحسب نيلسن.
يُشار إلى أن تلك الحيتان سُميت بالصائبة لأنها كانت تعتبر "الحوت الصائب" للاصطياد خلال فترة صيد الحيتان التجاري قديماً.
كان الصيادون يصطادونها بالقرب من الشواطئ غالباً، وهي كانت توفر مصدراً مهماً لزيت الحوت، الذي كان سلعة ثمينة آنذاك.
بسبب تلك الخصائص أوشكت الحيتان "الصائبة الجنوبية" على الانقراض، وتناضل من أجل حماية وجودها منذ ذلك الحين.
© The Independent