تعيد مجموعات عراقية مسلحة، تنظيم صفوفها في مناطق قرب الحدود مع سوريا، لدعم جهود الحرس الثوري الإيراني في تعزيز انتشاره العسكري في منطقة البوكمال السورية، تحضيراً لـ"صدام محدود" مع الولايات المتحدة الأميركية، بعد فشل خطط مماثلة لطهران في الخليج العربي.
أبلغت مصادر عراقية "اندبندنت عربية"، بأن المجموعات التي تضم عشرات المقاتلين، تعمل تحت إمرة "كتائب حزب الله"، وهي النسخة العراقية من حزب الله اللبناني، على إعادة تنظيم صفوفها في منطقة القائم الحدودية، بعدما أدت غارات جوية، يعتقد أنها أميركية، خلال الشهور الماضية، إلى تفكيك مواقعها داخل الأراضي السورية.
وتقول المصادر إن "كتائب حزب الله تدير جهوداً ميدانية منذ نحو شهر، لإنشاء خط إمداد ثابت، انطلاقاً من الأراضي العراقية، وصولاً إلى البوكمال السورية، لدعم خطة الحرس الثوري الإيراني الرامية إلى تعزيز نفوذه العسكري في المنطقة".
وفي سياق هذه الجهود، "استولت كتائب حزب الله على العديد من المنازل والمزارع في منطقة 7 نيسان، في منطقة القائم العراقية الحدودية، وحولتها إلى مقار للتدريب وتخزين السلاح والمؤن".
ورفض ضباط في وزارتي الدفاع والداخلية العراقيتين، التعليق على هذه الأنباء، لكنهم لم ينفوا وجود مجموعات تابعة للحشد الشعبي في مناطق حدودية مع سوريا.
الحشد الشعبي يتحرك في الأراضي السورية؟
ويقول القيادي البارز في الحشد الشعبي، أحمد الأسدي، وهو نائب في البرلمان العراقي، إن "الحشد الشعبي لم ينشر أي قوة داخل الأراضي السورية"، نافياً التقارير التي تؤكد أن مجموعات عراقية مسلحة تتحرك منذ نحو الشهر بين منطقتي القائم العراقية والبوكمال السورية.
ولضمان سهولة التحرك عبر الحدود، استغل الحشد الشعبي نفوذه في مناطق غرب البلاد، لتشغيل معبر حدودي ثانوي بين العراق وسوريا، بعيداً من معبر الوليد الرسمي بين البلدين.
وتقول المصادر إن الحرس الثوري الإيراني ومجموعات في الحشد الشعبي، استغلا انشغال قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بالمعارك الأخيرة مع تنظيم داعش في منطقة الباغوز، لنشر مزيد من عناصرهما في مناطق الشرق السوري.
ويشكل النفوذ المتزايد لهذه القوات، في البوكمال، مصدر قلق لكثير من الأطراف المتداخلة في الساحة السورية، في مقدمها الولايات المتحدة وإسرائيل، فضلاً عن روسيا، التي تنظر إلى التحركات الإيرانية في المنطقة بريبة.
ويرى مراقبون أن توسيع النفوذ الإيراني في الشرق السوري، ربما يكون مقدمة لشن عمليات عسكرية، ضد إسرائيل أو مصالح أميركية في المنطقة.
وتشكل هذه التطورات تتويجاً للخطة الإيرانية التي تستهدف ربط الأراضي الإيرانية بالسورية عبر العراق.
الجيش الأميركي ينشئ نقطة مراقبة
واستجابة لهذا التهديد، قالت المصادر إن الولايات المتحدة أقامت نقطة مراقبة جديدة قرب الحدود بين العراق وسوريا، لمواكبة التحركات الإيرانية في المنطقة.
ويتحدث سكان المناطق الغربية في العراق عن حركة عسكرية غير مألوفة، منذ يونيو (حزيران)، قرب المناطق الحدودية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اتهمت "كتائب حزب الله" في العراق، ضابطاً عراقياً كبيراً، يقود القطعات العسكرية في مناطق غرب البلاد، بالتخابر مع الجيش الأميركي، ونشرت تسجيلاً صوتياً لما قالت إنه محادثة بين الضابط المذكور وعنصر ارتباط محلي متعاون مع وكالة الاستخبارات الأميركية تضمنت تفاصيل عن مواقع انتشار قوات الحشد الشعبي ومجموعات عراقية مسلحة موالية لإيران في المنطقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفقاً لحديث عنصر الارتباط المحلي، فإن الولايات المتحدة تعمل على تحديد أهداف على جانبي الحدود بين العراق وسوريا لضربها، طالباً مساعدة الضابط العراقي، الذي تعهد بتوفير المعلومات اللازمة.
وعلى الرغم من أن التسجيل الصوتي، أحيط بشكوك واسعة، ووصف بالمفبرك، إلا أن مراقبين يقولون إنه دليل على تصاعد التنافس الاستخباري بين الولايات المتحدة وإيران، على الحدود بين العراق وسوريا.
وتستخدم الولايات المتحدة قاعدتين عسكريتين عراقيتين كبيرتين في محافظة الأنبار الحدودية مع سوريا، لدعم أنشطة الرصد والمراقبة في المنطقة.
خطة إيرانية بديلة
ويقول مراقبون إن التصعيد عبر حدود العراق مع سوريا، هو الخطة الإيرانية البديلة في حال لم تؤد التوترات في الخليج إلى صدام مسلح.
وتقوم هذه التوقعات على فرضية السعي الإيراني لتفجير صدام عسكري محدود مع الولايات المتحدة في المنطقة، لصرف الأنظار عن الأضرار الكبيرة التي سببتها العقوبات الأميركية للاقتصاد في طهران.
ويقول مراقبون إن الصدام مع الولايات المتحدة بات رغبة إيرانية ملحة، أملاً في التوصل إلى حل يجنب إيران "الموت البطيء"، بسبب العقوبات.